انعقدت مساء أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة برئاسة محمد مرسى، رئيس الجمهورية، جلسة الحوار الوطنى التى دُعىَ إليها عدد من قادة الأحزاب والرموز السياسية. وبدأت الجلسة باستعراض تفصيلى من الرئيس للوضع الراهن، موضحا ما دار فى اللقاء المطول لمجلس الدفاع الوطنى، و الذى عُقد فور اندلاع أعمال العنف، وبعد تداول مختلف الآراء حول مستجدات المشهد السياسى وسبل التغلب على معوقات الحوار الوطني، خلص الاجتماع إلى الآتى: - أهمية التمييز بين التظاهرات السلمية المشروعة التي يقوم بها شباب مصر النبيل وبين ممارسة العنف والبلطجة والقتل والحرق. - وجوب قيام الدولة بالحسم فى ضبط الأمن داخل مصر كلها. - مطالبة القوى السياسية بإدانة العنف بشكل واضح والتبرؤ منه والدعوة لعدم الانخراط فيه. و أكد الرئيس أن إعلان حالة الطوارىء فى مدن القناة هو إجراء قانونى لا نتمناه ولكن اضطرتنا إليه اعتبارات حماية المواطن والوطن، وتأمين الأرواح والمنشآت وليس بهدف منع التظاهر السلمى، موضحا أنه لايتصور عاقل أن يكون ذلك موجها ضد أهلنا فى مدن القناة الثلاث الذين ظلوا دائما رأس الحربة على مدار تاريخ النضال الوطنى المصرى. وتلبية لمطالب لجنة الحوار، وعد "مرسى" عرض تقرير عن الحالة الأمنية العامة على جلسة الحوار القادمة فى الأسبوع المقبل، وبُناء على قراءة الاجتماع لمدى تحسن الحالة الأمنية : سيتم اتخاذ القرار المناسب سواء بالاستمرار فى الطوارىء لمدة شهر أو تقليص المدة أو تقليل حيز الأماكن المفروضة فيها أو إلغائها تماما. وتعهد رئيس الجمهورية بضمان الاستمرار فى الالتزام بنزاهة وشفافية الانتخابات القادمة، والتزامه بما يسفر عنه الحوار من ضوابط ومقترحات لضمان هذه النزاهة والشفافية. فيما يخص مسألة التعديلات المقترحة لبعض النصوص الدستورية، جدد "مرسى" التزامه بما سبق وأعلنه فى الجولة الاولى للحوار الوطنى يوم 8 ديسمبر 2012م بتقديم ما تتفق عليه لجنة الحوار من تعديلات إلى مجلس النواب القادم فور انعقاده. واتفق الحاضرون على تشكيل لجنة قانونية ، سياسية، تختص بمراجعة وتصنيف التعديلات المقترحة لطرحها على كافة القوى المشاركة فى جلسات الحوار، على أن تتشكل هذه اللجنة من عشرة أعضاء "5 من أساتذة القانون و5 من السياسيين يمثلون التوجهات السياسية الرئيسية"، على أن تضم من بينهم ممثلين عن القوى المعارضة الغائبة عن الحوار. وتأكيدا لجدية الحوار، أكد الحاضرون على توقيع مضابط موثقة لكل جلسة من جلسات الحوار، توفر شفافية أكثر لتفاصيل ما اُتفق عليه، موضحين أن على كل طرف الالتزام بتنفيذ ما يخصه من تعهدات فى إطار التوافق العام خلال الجلسات، بالإضافة للتأكيد على أهمية الحوار الوطنى وضرورة توسيعه من حيث القوي المشاركة والقضايا المطروحة، وتجديد الدعوة لانضمام مختلف القوى السياسية لتحديد تفاصيل بنود الأجندة الحوارية فى الأيام القادمة، على أن تقوم الرئاسة بمعاودة الاتصال المباشر بالقوى الوطنية السياسية الغائبة لإقناعها بالمشاركة. كما أتفقوا على تشكيل اللجان النوعية لتناول القضايا المطروحة للحوار ولتوسيع دوائره لتشمل مختلف القوى الوطنية المجتمعية على تنوعها، على سبيل المثال : لجنة للحوار مع القوي الشبابية، لجنة للمصالحة الوطنية، لجنة للضمانات الانتخابية، لجنة للاصلاحات الاقتصادية والحقوق الاجتماعية. و اُختتم الحوار بتوجيه نداء من القوى السياسية المشاركة لإعلاء قيم بناء الوطن و الارتفاع فوق المكاسب الضيقة التي تعرقل استكمال المؤسسات السياسية الديمقراطية التي هي سبيلنا الوحيد للتنمية المأمولة.