تحت رعاية السفير المصرى لدى الامارات تامر منصور ، عقد المكتب الثقافى المصرى برئاسة الدكتور عادل نويشى ، أول امس ، ندوة بمقر المكتب بابوظبى ، حاضر فيها عالم النانومترية د. شريف الصفتى ، الذى يزو الامارات حاليا ، ويعمل في تخليق المواد النانومترية ، وتحويلها للتطبيقات التكنولوجية والذي نسميه تكنولوجيا النانو ، وهو أستاذ النانومترية بجامعة واسيدا في طوكيو ، ورئيس المجموعة البحثية بالمعهد القومي لعلوم المواد باليابان ، وقد رشحته اليابان عن طريق مندوبها الدائم بالأممالمتحدة لجائزة نوبل في العلوم ، وبعث بان كي مون ، سكرتير عام الأممالمتحدة، ببرقية تهنئة له لهذا الترشيح ، ومعروف ان اليابانيين استعانوا بالدكتور شريف الصفتي في مشروع «امان اليابان», واستقبلوه عندما عاد اليها استقبالا حافلا بعد انفجار المفاعل النووي «فوكوشيما»؛ حيث قام بتقديم مقترحاته للعمل علي حل الازمه, وقام بتقديم 3 براءات اختراع في تنقيه البيئه في اليابان من المصادر المشعة.. وللدكتور الصفتي أكثر من 20 براءة اختراع في المواد النانومترية وتطبيقاتها في مجال النانوتكنولوجي ، وحصد العديد من الجوائز العلمية، ونشر أكثر من 150 بحثا في دوريات علمية عالمية ، وحصل علي 15 براءة اختراع مسجلة باسمه في اليابان، أهمها علي الإطلاق نجاحه في استخدام تكنولوجيا النانومتر في تنقية المياه من الإشعاع الذي سببه التسرب الإشعاعي من مفاعل فوكوشيما النووي العام الماضي، حيث استمرت الأبحاث علي المياه بمنطقة فوكوشيما التي حدث بها انفجار المفاعل النووي لخمسة شهور، بدأ الفريق البحثي العمل في شهر أبريل 2011، وتم الانتهاء منه في أغسطس من نفس العام.. وأوضح الصفتي فى الندوة التى حضرها المستشار الاعلامى شعيب عبد الفتاح وعدد كبير من المهتمين ، تقنية النانو على انها العلم الذي يهتم بدراسة معالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي، حيث تهتم هذه التقنية بابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس ابعادها بالنانومتر وهو جزء من المليون، موضحا ان تكنولوجيا النانو هي بمثابة تطبيق علمي يتولى انتاج اشياء عبر تجميعها من المستوى الصغير من مكوناتها اساسية مثل الذرة والجزيئيات. وقال" أن فلسفة النانو تكمن فى أن القوة فى الصغر ، مشيرا الى ان المستقبل للنانو تكنولوجى ، وان حل معظم مشاكل العالم تكمن فى الاستفادة من الحلول التى تقدمها علوم النانو تكنولوجى فى المياه والكهرباء والصحة والبيئة وغيرها من الاستخدامات ، فمثلا يمكن بكل سهولة تنقية الدم المتبرع به الى المستشفيات من الفيروسات تماما ، كما انه يمكن تغطية ملعب كرة قدم كامل بثلاث جرامات فقط من الرمل.. وعن استخدام النانو تكنولوجي في التطبيقات الطبيه والبيئيه قال الدكتور شريف الصفتي ان له دور كبير في صناعة الدواء وعلاج بعض الامراض, مثل: إلتهاب الكبد الفيروسي «C»، الدرن، التيفود، السرطان.. واوضح ان تطبيقات النانو تكنولوجي لها استخدامات عديده في تنقية المياه من العناصر الثقيله, مثل: الزرنيخ والرصاص, وهذه العناصر تسبب اتلافا للجهاز العصبي والتنفسي عند الانسان، وفي مجال%20فيزيائي مجال علاج الانيميا وعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي، وعلاج السرطان والسل؛ حيث ان الجرعه التي تستخدم في العلاج باستخدام تطبيقات النانو تكنولوجي تعادل ثلث جرعه الدواء العادي, وتقضي علي مرض السل في عشر الزمن المستخدم من خلال الدواء العادي. وأشار الدكتور الصفتى الى إن النظام العالمي يعتمد الآن علي المواد النانومترية في التخلص من الملوثات فى المياه حتي البكتيرية التي تعد أدق الملوثات ، فالمواد النانومترية تفصل الملوثات كلها سواء كيميائية أو بيولوجية أو بكتيرية أو فيروسية ، لأن لديها القدرة علي الإمساك بالملوثات حتي لو كانت بنسبة أقل من ألف جزء من المليون ، والتخلص منها تماما.. واستعرض فى هذا الصدد تجرببة اليابان كمثال ..و قال لا يعرفون المياه المعدنية ، وإنما يشرب الجميع من الحنفيات ،وهذه التقنية غير مكلفة ، لأنها تعتمد تقريبا علي نفس الخامات التي نستخدمها حاليا ، ولكن بعد تخليقها وتركيبها وتحويلها إلي مواد نانومترية بخصائص أكثر فاعلية..
و تابع إن اختلاط مياه الصرف الصناعي والصحي والزراعي وغيرها بمياه الشرب كلفتنا الكثير ، كما ان استخدام نوع من التكنولوجيا يزيد نسبة الملوثات لأنها تسمح بمرور نسبة ضئيلة من الملوثات ، ومع استمرار التنقية تزداد نسبة هذه الملوثات نتيجة لتراكمها ، بينما يعتمد النظام العالمي الآن علي المواد النانومترية في التخلص من الملوثات جميعها.. واستعرض الدكتور شريف الصفتى استعمالات النانو تكنولوجى فى عدة مجالات ، مبينا فؤائده وقدرته على توفير الملايين من الاموال المهدرة ، مشيرا الى أن هناك دراسة سيعلن عن نتائجها فى مارس القادم حول محطات آمنة للطاقة النووية يمكن اقامتها فى اى مكان وهي آمنة بيئيا حتى فى حالة انفجارها.