بشرتنا الصحف صباح الجمعة 30 / 11 /2012 بأن فلسطين، وبأغلبية ساحقة، حصلت علي صفة دولة "مراقب" في الأممالمتحدة بأغلبية 138 صوتًا مقابل رفض تسع دول لا يجب أن ننساها أبدا وهي أمريكا، وإسرائيل، وكندا، والتشيك، وجزر مارشال، وميكرونيشيا، وناورو، وبالاو، وبنما.. وبهذه المناسبة: هل تعرف كيف أصبح الكيان العدواني الغاصب المسمى إسرائيل عضوًا في الأمم المتحد؟! وهل تعرف بأن أمريكا هي "أول دولة" في العالم اعترفت بإسرائيل بعد (11) دقيقة فقط من قيامها.. من يتناسى ذلك عمدًا أو جهلًا، أحيله إلى كتابين.. الأول كتاب مصري، وهو رسالة دكتوراه عنوانها (سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين) للدكتور حسن صبري الخولي، وصدرت في كتاب بنفس الاسم عن دار المعارف عام 1973.. والكتاب الثاني"إسرائيلي" وعنوانه: (تاريخ الدبلوماسية في إسرائيل) ومؤلفه هو "والتر إيتان" مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وقت إعلان قيام ذلك الكيان العدواني الغاصب المسمى "إسرائيل".. ووفقًا للكتابين، تقول الفضيحة إن إسرائيل حينما تقدمت بطلب رسمي للحصول على عضوية الأممالمتحدة، تم رفض الطلب استنادًا إلى أن إسرائيل (ليس لها دستور أو حدود معلنة وثابتة) وهو ما رد عليه مندوب أمريكا وقتها قائلا: (دولة إسرائيل محبة للسلام، وتشبه بلادنا الأمريكية أيام نشأتها الأولى، حيث لم تكن لأمريكا وقتها حدودا معروفة) قال ذلك مندوب أمريكا في مجلس الأمن، وتناسى أن يذكر طبعًا أن كلًا من إسرائيل وأمريكا تتشابهان أيضا في أن كل منها قامتا على جثث السكان الأصليين.. أمريكا قامت على جثث الهنود الحمر، وإسرائيل قامت على جثث الفلسطينيين.. لكن مندوب فرنسا وقتها رفض كلام المندوب الأمريكي وقال نصًا: (إسرائيل محاطة ببلاد قديمة ومعروفة منذ فجر التاريخ وهي البلاد العربية المعلومة الموقع والحدود، على عكس إسرائيل التي لا أحد يعرف لها حدودا ثابتة!) وعليه، تم رفض الطلب الإسرائيلي.. وبعد توقيع إسرائيل علي اتفاقيات "الهدنة".. عاودت أمريكا ضغوطها علي الأممالمتحدة، متعللة بأن (حدود إسرائيل قد أصبحت معروفة بمقتضى "خطوط الهدنة" التي حددتها الاتفاقيات التي أبرمتها إسرائيل وقتها مع الحكام العرب) هكذا نصا.. وعليه، تم بالفعل قبول الكيان الصهيوني عضوًا بالأممالمتحدة في 11 مايو عام 1949 استنادًا إلى تلك النكتة، أو إلى تلك (الحدود) التي وصفتها أمريكا وقتها بأنها (أصبحت ثابتة ومعروفة) وتتناساها حاليا.. فلماذا إذن يتناساها محمود عباس هو الآخر، ولا يتمسك بهذه الحدود التي حددتها اتفاقيات الهدنة؟!!