بمناسبة تلك "اللبانة" البائسة التي يلوكها حاليا محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ، مرددا أنه سيقدم للأمم المتحدة خلال نوفمبر"الجاري" طلبا لحصول فلسطين علي صفة ( دولة علي حدود عام1967). . بهذه المناسبة ، إليكم هذه النكتة الأمريكية المنسية التي يتناساها الحكام والأقزام وسماسرة أمريكا علي مر الأعوام. . إليكم هذه النكتة التي تؤكد أن "العمالة" تعمي عقول وقلوب البعض ، وتجعلهم يتوهمون أن ما أوخذ بالقوة يمكن أن يسترد "بالتسول" وأن أمريكا يمكن أن تحترم "عملائها" وتكف عن انحيازها الوقح للكيان الصهيوني. . ومن لا يعرف تفاصيل هذه النكتة ، أو يتناسى أيضا أن أمريكا ، هي "أول دولة" في العالم اعترفت بإسرائيل بعد ( 11 ) دقيقة فقط من قيامها . . من يتناسى ذلك عمدا أو جهلا ، أحيله إلى كتابين. . الأول كتاب مصري ، وهو رسالة دكتوراه عنوانها ( سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين ) للدكتور حسن صبري الخولي ، وصدرت في كتاب بنفس الاسم عن دار المعارف عام 1973. . والكتاب الثاني"إسرائيلي" وعنوانه ( تاريخ الدبلوماسية في إسرائيل ) ومؤلفه هو "والتر إيتان" مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وقت إعلانقيام ذلك الكيان العنصري الغاصب المسمي "إسرائيل". . ووفقا للكتابين ، تقول النكتة أن إسرائيل حينما تقدمت بطلب رسمي للحصول على عضوية الأممالمتحدة ، تم رفض الطلب استنادا إلى أن إسرائيل ليس لها دستور أو حدود معلنة وثابتة ، وهو ما رد عليه مندوب أمريكا وقتها قائلا : ( دولة إسرائيل محبة للسلام ، وتشبه بلادنا الأمريكية أيام نشأتها الأولى ، حيث لم تكن لأمريكا وقتها حدودا معروفة ) قال ذلك مندوب أمريكا في مجلس الأمن وتناسى أن يذكر طبعا أن كلا من إسرائيل وأمريكا تتشابهان أيضا في أن كل منها قامتا على جثث السكان الأصليين. . أمريكا قامت على جثث الهنود الحمر ، وإسرائيل قامت على جثث الفلسطينيين. . لكن مندوب فرنسا وقتها رفض كلام المندوب الأمريكي وقال نصا : ( إسرائيل محاطة ببلاد قديمة ومعروفة منذ فجر التاريخ وهي البلاد العربية المعلومة الموقع والحدود، على عكس إسرائيل التي لا أحد يعرف لها حدودا ثابتة.! ) وعليه ، تم رفض الطلب الإسرائيلي . . وبعد توقيع إسرائيل علي اتفاقيات "الهدنة". . عاودت أمريكا ضغوطها علي الأممالمتحدة ، متعللة بأن ( حدود إسرائيل قد أصبحت معروفة بمقتضى "خطوط الهدنة" التي حددتها الاتفاقيات التي أبرمتها إسرائيل وقتها مع الحكام العرب ) هكذا نصا. . وعليه ، تم بالفعل قبول الكيان الصهيوني عضوا بالأممالمتحدة في 11 مايو عام 1949 استنادا إلى تلك النكتة ، أو إلى تلك ( الحدود ) التي وصفتها أمريكا وقتها بأنها ( أصبحت ثابتة ومعروفة ) وتتناساها حاليا. . فلماذا إذن يتناساها محمود عباس هو الآخر ، ولا يتمسك بهذه الحدود التي حددتها اتفاقيات الهدنة.؟!! [email protected] الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة