صرح الفريق حسام خير الله المرشح الرئاسي السابق ووكيل أول جهاز المخابرات العامة سابقا، أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي بمباركة مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، وضع مصر على حافة الحرب الأهلية، فالفتنة والانقسام والاقتتال لن تترك الأخضر واليابس، وستعيد مصر إلى الوراء عقودا طويلة. وأكد المرشح الرئاسي السابق، أن الكرة الآن في ملعب الرئيس محمد مرسي، وليس أمامه سوى اتخاذ قرار شجاع، بالتراجع عن الإعلان الدستوري، وتوحيد الصف لإنقاذ مصر، فهذا ليس عيبا، ولن يقلل من هيبته أو من هيبة مؤسسة الرئاسة بل سيزيده احتراما في عيون شعبه لأنه نزل على إرادة الجماهير، وعليه أن يلتزم بيمين القسم بحماية القانون والدستور، وأن يفي بالوعود التي قطعها على نفسه إبان حملة الانتخابات الرئاسية. وحمّل خير الله، الرئيس محمد مرسي ومستشاريه وأعضاء مكتب الإرشاد، مسؤولية ما يحدث في مصر من اقتتال ومواجهات ومصادمات تكاد تشعل النيران بالوطن، والمحيطون بالرئيس مرسي مازالوا هواة في العمل السياسي، الذي يعتمد بالأساس على فن الممكن ويتعاملون مع القضايا المصيرية باعتبارها "حلبة مصارعة أو ملاكمة" ويريدون التخلص من المنافسين بالضربة القاضية دون اعتبار للمصالح العليا للوطن، أو ترسيخ المبادئ الديمقراطية، فهم يؤمنون فقط بسياسة الإقصاء والتهميش لتحقيق مخططاتهم في السيطرة على مفاصل الدولة، ويحاولون توجيه ادعاءات باطلة لأجهزة حرصت دائما على خدمة مصر، ووصم جموع الشعب التي تطالب باحترام حقوقها بأنها فلول. ووجه خير الله رسالة، للرئيس مرسي بأن يحذر غضب الشعب المصري بكافة فئاته واتجاهاته السياسية وبخاصة أغلبيته الصامتة، والتي تمثل قطاعا عريضا من المجتمع أو ما يطلق عليها "حزب الكنبة" التي خرج منها عشرات الآلاف إلى الشوارع والميادين في مليونية "للثورة شعب يحميها" الثلاثاء الماضي، داعيا الرئيس مرسي أن يكون رئيسا لكل المصريين، وليس رئيسا للمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فقط. وحذر خير الله، من نزول الجيش إلى الشوارع والميادين مشيرا إلى أن وضع القوات المسلحة في منتهى الحساسية، وليس مثل الوضع في يناير 2011 قائلا: نزول القوات المسلحة خط أحمر، فلا شك أنها ستنحاز إلى الشعب ولن تدخل في الصراع السياسي بين فصيل وآخر، وأن يتعظ الرئيس مرسي، بما حدث لمبارك. كما وصف، قرار الحشد لمليونية يشارك فيها الإخوان المسلمون والسلفيون السبت المقبل، بميدان التحرير، بأنه غير رشيد، محذرا من موقعة جمل جديدة ومصادمات تجر البلاد إلى حرب أهلية تحصد الآلاف من المواطنين الأبرياء. وأضاف، أن جماعة الإخوان المسلمين تنفذ مخططا لإلهاء الرأي العام بالشحن والتحفيز لرفض الإعلان الدستوري، وتهدف إلى تمرير أعمال الجمعية التأسيسية للدستور التي تصوت على مواد المسودة النهائية في الوقت الراهن، ومن المقرر أن تعرضها على الرئيس خلال ساعات، والذي سيعرض المسودة النهائية بدوره للاستفتاء الشعبي خلال 15 يوما، ثم بعد ذلك يلغي الإعلان الدستوري بعد تنفيذ كافة مخططاته. وتساءل خير الله: لماذا لم يحاول الدكتور مرسي، تحقيق مطالب الشعب، ومصالحه من عدالة اجتماعية وإصلاح التعليم والصحة و الإسكان بدلاً من اللجوء إلى سياسات تهيل عليه الاتهامات؟.