أسفرت 4 تفجيرات متتالية هزت مدينة جرمانا بريف دمشق، صباح الأربعاء، عن سقوط 56 شهيدا وإصابة 127 بجروح، بينما تواصلت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا حيث قتل 30 شخصا، حسب ما ذكر ناشطون. وهز التفجيران الأول والثاني اللذان نجما عن تفجير سيارتين مفخختين، ساحة الرئيس في المدينة، بينما هز الانفجار الثالث الساحة نفسها عقب تجمع السكان ووصول سيارات الاسعاف الى المكان، فيما سمع انفجار رابع في المدينة. أما التلفزيون السوري فنقل عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إنه فرق الإسعاف جمعت أشلاء ضحايا غير معروفي الهوية في 10 أكياس. كما بث تلفزيون الدنيا بدوره، لقطات لرجال إطفاء وهم يحاولون إخماد حريق في سيارتين تفحمتا بعد ما وصفت المشهد بأنه "انفجاران إرهابيان". وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "إرهابيين انتحاريين فجرا نفسيهما صباح اليوم في سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في الساحة الرئيسية بمدينة جرمانا". من جهة أخرى، نفذت طائرات حربية سورية 5 غارات جوية على مدينة معرة النعمان في شمال غرب البلاد، ترافقت مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. في المقابل، أسقط مقاتلون معارضون في ريف حلب طائرة حربية كانت تقصف مناطق قرب الحدود مع تركيا، وفقا للمرصد السوري. وهي الطائرة الثانية التي يسقطها مقاتلون معارضون بصاروخ أرض جو في يومين، فقد استخدم مقاتلو المعارضة، الثلاثاء، للمرة الأولى صاروخا مباشرا مضادا للطيران لإسقاط مروحية عسكرية، كانت تشارك في قصف منطقة محيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان شمالي حلب. وتحدثت لجان التنسيق المعارضة عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في القدم، وعن قصف عنيف على أحياء دمشق الجنوبية وريفها في داريا قطنا ويبرود. وقال مصدر في المركز الإعلامي السوري إن أكثر من 30 حافلة عسكرية ودبابة تابعة للجيش السوري، تتجه صوب دمشق على طريق درعا الدولي. وفي حمص، ونقلا عن لجان التنسيق المحلية، وقعت عدة حالات اختناق وتسمم بسبب إلقاء كبسولات من الغاز السام على أحياء المدينة. كما أكد ناشطون أن الجيش الحر في حلب أسقط مروحية تابعة للجيش السوري بالقرب من مطار النيرب العسكري، بينما تواصل القصف العنيف على أحياء المدينة وكان أشدها على حي الصاخور وامتد إلى منبج شمالا. أما في دير الزور، فاستمر القصف على موحسن، بينما شهدت أحياء المدينة اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحكومي والحر. وتأتي هذه المعارك بعد أن حققت المعارضة المسلحة مكاسب في ساحات القتال في إطار جهودها لإطاحة الرئيس بشار الأسد، لكن لم يتضح إذا كان تحقيق انفراج استراتيجي أمرا مرجحا في أي وقت قريب. وكان ناشطون أفادوا، الثلاثاء، بأن مقاتلي الجيش السوري الحر أصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من مطار دمشق الدولي بعد السيطرة على عدة نقاط حراسة قريبة منه، كما سيطروا على كتيبة للدفاع الجوي في السيدة زينب بريف دمشق وكتيبة صواريخ في بلدة السفيرة بحلب. في غضون ذلك، يعقد ائتلاف المعارضة السورية الجديد في القاهرة اجتماعا، الأربعاء، لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية،سعيا لكسب تأييد عربي وغربي ل"ثورته على الأسد". ويجتمع الائتلاف المكون نحو 60 مندوبا في القاهرة قبل مؤتمر لأصدقاء سوريا في طوكيو يضم عشرات الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري للثورة. لكن هذه الدول تشعر بالقلق من ازدياد نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة.