وسط الروتين اليومى وزحمة الحياة التى تصيب بالضجر والملل، تشعر أنك فى حاجة للخروج من تحت وطأة هذه الضغوط، التى أصبحت تحاصرنا من كل جانب، فنحتاج للحظة من "الجنون"، وهذا هو بالضبط حال قرية "فجنون". القرية مكان يجمع بين سحر الطبيعة وفطرتها البسيطة والحرف الفنية البسيطة، بل لعبة الحرب بالطين أيضًا، فى السطور القادمة نصحبك فى جولة لأركان هذا المكان لتتعرف عليه. محمد علام فنان تشكيلى مجنون، "كما يحب أن يوصف"، وهو مبتكر قرية "فجنون"، التى تضم "فجنون فلاح"، وهو نموذج مصغر للريف المصرى والبيت الفلاحى القديم، الذى يعرفه البعض من خلال الأعمال الدرامية فقط. تضم القرية ورشًا فنية متعددة تشمل نشاطات مختلفة، تتنوع ما بين الطباعة على النسيج وتشكيل الفخار وتلوينه، كذلك الحفر على الخشب، إضافة إلى أعمال السجاد اليدوى. فجنون المجنون فجنون، كما هو معروف فى القرية، حيث يناديه الناس بهذا الاسم، درس فى كلية التربية الفنية ومعهد الفنون المسرحية، وهو ما دفعه دومًا للحلم بالعمل مع الأطفال، يقول عن فجنون: "وهبنى الله فكرًا وفنًا ميزانى عمن حولى، وهو ما جعلنى أشعر بالمسئولية تجاه المجتمع لإفادة من حولى، ولأنى "باحب مصر بجد" أسست هذا المكان ليكون وسيلة لزرع الإنسانية داخل نفوس الأجيال الجديدة حتى نجد الطبيب الإنسان والمهندس الإنسان والعامل الإنسان". التفكير الصحى يبدأ بالرسم بمجرد أن تدخل إلى "فجنون" تجد مزرعة مفتوحة بطريق سقارة بمثابة مكان مفتوح للعائلات، مسموح فيه باللعب والرقص والجرى والتلوين، علاوة على إعطاء الأطفال الحرية الكاملة، فيمكنهم التلوين على الحائط أو حتى اللعب فى الطين. يرى فجنون، أن تواجد الأطفال فى مكان متسع يعطيهم مساحة من الحرية بعيدًا عن التوجيهات المعتادة، وهو ما يكسبه القدرة على التفكير الصحى ويدفعه إلى اكتشاف مواهبه وإبداعاته، كما أن أطفال هذا الجيل من وجهة نظره حرموا من حصة التربية الفنية بسبب جداولهم الدراسية المكدسة، إضافة إلى زحام الحياة والسعى وراء لقمة العيش الذى حرمهم من فرصة التعبير عن أنفسهم بحرية. أسعار اللعب فى "فجنون" رمزية، وهى 35 جنيهًا للأفراد و30 للمجموعات.. فالهدف منها ليس تحقيق الربح، فالخامات نفسها يصل سعرها إلى 60 جنيهًا. حتى الأجانب يحبون فجنون الأمر الطريف أن قرية "فجنون" نجحت فى جذب أعداد كبيرة من الأطفال وطلاب المدارس وموظفى السفارات الأجنبية فى مصر، علاوة على عدد كبير من السائحين والبعثات الأجنبية لطلبة جامعات الفنون بفرنسا وألمانيا، الذين يتمنون وجوده فى بلادهم. أما عن فريق العمل فى "قرية فجنون" فهم مجموعة من الفنانين المجانين الذين اختاروا لهم أسماء شهرة مميزة أيضًا تتناسب مع روح الجنون فيه، فمديرة فجنون اسمها "العسكرى" و"صاصا المصاصة" هو المسئول عن الرحلات الترفيهية، أما "الشعنون" فهو المسئول عن توفير الألوان، إضافة إلى باقى فريق العمل، وهم بازوكا وبريما والمجنون. وينوى محمد علام فى الفترة القادمة ضم النشاط المسرحى ضمن أنشطة فجنون الفنية ليستقطب شريحة أكبر من محبى المسرح.