وضعنا تصريحاته المتضاربة على طاولة الطب النفسي وخبراء التربية مخاوف من الخصخصة وتطبيق استراتيجية الحرية والعدالة بالسيطرة على القطاع انتقد أطباء نفسيون تصريحات إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم التى أدلى بها منذ توليه المنصب، قائلين: إن التضارب يأتي بسبب الارتباك أو المبالغة أو عدم الدقة في الحديث وتجعله في عجلة من أمره، لكي يصرح وبعد ذلك يعود لينفي ما قاله، بينما وصف خبراء تربويون وممثلو الحركات التعليمية، تضارب تصريحات الرئيس مرسي ووزير التعليم، بأنها تعد استهتارًا بعقول الشعب؛ لأن التصريحات لا تدرس قبل الإدلاء بها، وأن وزير التعليم لا يعمل على إصلاح التعليم الحكومي وإنما على خصخصته من خلال زيادة المدارس التجريبية، وعدم الرؤية الواضحة للتعليم. الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس قال: إن الوزير قد يكون في حالة من التوتر أو الارتباك تجعله يكون في عُجلة من أمره وغير مستعد للتصريح الذي يدلي به مما يتسبب في بلبلة الرأي العام. بينما قالت الدكتورة سوسن الفايد أستاذ الطب النفسي: إن الوزير لابد أن يكون أكثر دقة في تصريحاته حتى لايحدث لبس في فهم الأمور، وأشار إلى أنه قد يبالغ فى الكلمة التي يصرح بها حتى تصل إلى المتلقى بالمعنى الذي لا يقصده، لافتة إلى أن الوزيرلا يراعي دقة المعاني، لذلك تتضارب تصريحاته المتتالية. الدكتور- أحمد العمروسي- الباحث بشعبة السياسات بالمركز القومي للبحوث التربوية، قال: إن مستشاري وزير التربية والتعليم مسئولون عن تلك التصريحات التي يطلقها للرأي العام، وهذا ما يحدث مع الرئيس مرسي، وأوضح أنه لا يجب أن نحكم على الوزير في الفترة القليلة التي تولي فيها الوزارة لافتًا إلى أنه الحزب التابع له أتى به كي ينفذ سياسة الحزب أو الحكومة التي يراها مناسبة لمصلحة الوطن، وعن تعيين بعض قيادات الإخوان بالوزارة قال: إنه استحسن أن يتعامل مع أشخاص يعرفهم قبل ذلك فضلًا عن أن يتعامل مع قيادات لا يعرف سياساتها. وأوضح الدكتور- كمال مغيث- الخبير التربوي أن الدكتور غنيم لا يعمل بشكل مؤسسي و لا توجد لديه رؤى لتطوير التعليم، فتحويل المدارس إلى تجريبية يكرس الطبقية في المجتمع، ونصح مغيث الوزير أن يوجه إصلاحه الذي ينادي به إلى المدارس الحكومية بدلًا من خصخصتها، وليس من الموائمة السياسية أن يعمل بالوزارة أصحاب مدارس خاصة، قائلًا: لابد لنا أن نعترف بأنه يوجد تضارب ما بين التعليم الخاص والحكومي في الفترة الحالية. وكيل نقابة المعلمين المستقلة- أيمن البيلي- قال: إن الوزير ومن معه من مستشارين يفتقدون إلى استراتيجية تطوير التعليم، فتصريح الوزير بإباحة الضرب داخل المدارس دون أن يصدر قرارًا بذلك يزيد من حالة الاحتقان بين المعلم والمجتمع، مشيرًا إلى أن فكرة الضرب انتهت منذ عصر الكتاتيب، ولم يعد معمولًا بها في جميع دول العالم، وأكد أن المرحلة القادمة ستشهد تطبيق استراتيجية حزب الحرية والعدالة للسيطرة على الوزارة، مؤكدًا أن محمد السروجى المسئول الإعلامي للوزارة بدأ بتنفيذ المخطط عبر عقد بروتوكول بين الوزارة وحزب الحرية والعدالة ينص على تقديم الدعم فيما يخص هيئة الأبنية التعليمية والكتاب المدرسي، دون إشراف الوزير، مؤكدًاً أنها تعتبر واقعة غير مسبوقة بأن يقوم المستشار الإعلامي بالتعاقد مع أي حزب دون إشراف الوزير، وأوضح أن ذلك يعني أن الجماعة تسيطر على التعليم لسنوات قادمة من خلال خطط وبرتوكولات منظمة وموضوعة مسبقًا، وأضاف أن قرار تحويل المدارس إلى تجريبية لا يوجد به شيء من الإنسانية ويزيد من تهميش الفقراء، و إذا صدر قرار بتحويل بعض المدارس إلى عربي مميز علينا أن نقرأ الفاتحة على أطفال فقراء مصر. المتحدث الإعلامي لوزارة التربية والتعليم- محمد السروجي- قال في تصريح خاص "للمشهد": إن الوزير تنسب له تصريحات لم يدلِ بها اطلاقًا، وإنه اذا تطرق للرد لكل ما ينسب له لن يكون بمكتبه للعمل وإنما سيكون ضيفًا دائمًا فى القنوات الفضائية، مؤكدًا أن الوزارة ترفض حمل العصا داخل المدرسة ولن تقبل بضرب الطالب. وأوضح السروجي أن الوزارة لديها خطة قصيرة المدى خلال عام واحد لتطوير التعليم واستراتيجية بعيدة المدى خلال خمس سنوات للإصلاح والنهوض بالتعليم، وقال: إننا نعمل الآن على عودة العلاقة بين الأسرة والطالب والمدرسة للنهوض، مشيرًا إلى وجود 4 آلاف مدرسة خاصة، وألف مدرسة تجريبية، ولا مانع من التوسع الأفقي في إنشاء المدارس الخاصة والتجريبية لما بهما من مميزات بشرط ألا يمس التوسع بمجانية التعليم، وعن تحويل المدارس المهنية الصناعية إلى تجريبية أشار السروجي إلى أن عدد المدارس المهنية 274 مدرسة نسبة الحضور بها صفر، لذا قررنا تحويل 4 منها إلى مدارس تجريبية بناء على رغبة المحافظة. من المشهد الأسبوعى