دخل عالم النجومية من باب خلفي، حين أحرق نسخة من الإنجيل في تظاهرة غاضبة أمام السفارة الأمريكية، وهو الآن يواجه اتهامات بازدراء الدين المسيحي طبقًا للمادة 98 مكررمن قانون العقوبات، في السابق ارتبط اسمه بخوض المساجلات المتطرفة دينيًا مع القساوسة، وكان طرفا في مواجهة شرسة بسبب كتاباته ضد المسيحية، يشيع عن نفسه انه السبب في عودة فتاة تدعى زينب الى الاسلام مرة أخرى بعد أن اعتنقت المسيحية واختفت لعدة شهور، وجاء ذلك تزامنًا مع اعتناق وفاء قسطنطين زوجة أحد القساوسة للإسلام، والتى عادت مرة أخرىلدينها المسيحي. انطفأ نجم "أبوأسلام" لبضعة أعوام، ليعود من جديد فى التظاهرات التى جرت مؤخرًا فى محيط السفارة الأمريكية، احتجاجًا على الفيلم المسىء للرسول الكريم، وهذه المرة لم يكتف بالمساجلات التى كان يقوم بها قولًا بل تطور الأمر به ليحرق الإنجيل علانية على مرأى من الجميع، هو ونجله إسلام، ليصير نجمًا للفضائيات وعناوين الصحف بعد فعلته التي أثارت الشارع المصري بأكمله، وقدم على إثرها للمحاكمة فى جنح مدينة نصر، وسط كردونات أمنية مشددة، اكتظت بالموجودين تارة من أنصاره ومؤيديه، وتارة أخرى من الأقباط الرافضين لما قام به. يدافع أحمد محمد محمود عبد الله، المعروف ب"أبوإسلام"، عن نفسه رافضًا اتهامه بازدراء الأديان، مؤكدًا أن ما قام بحرقه ليس بالكتاب المقدس لدى المسيحيينبل هو "إنجيل محرف"، مستشهدًا بعدم اعتراف الكنيسة المصرية بكتاب للقس تيرى جونز الذى سبق أن قام بتمزيق نسخة من "القرآن الكريم"، معلنًا احترامه الكتاب المقدس الذى يتعبد به المسيحيون فى مصر وغيرها من الدول العربية. مناظرة ولم يكتف بذلك بل دعا الى مناظرة مع المجمع الكنسي، أمام النائب العام، ليثبت عدم وجود الإنجيل، وذلك من خلال الاستعانة بالكتب المسيحية المعتمدة. ولكن كان للسيدة منى زوجة ابنه المعتصم أحمد محمد محمود رأى آخر حول واقعة حرق الإنجيل، وقالت إن "أبوإسلام" قام بذلك ليس نصرة للإسلام او اى شىء مما يدعيه، بل أراد بفعلته جلب الشهرة لنفسه مرة أخرى بعد أن غابت عنه، إضافة الى جمع التبرعات من المسلمين. لم تكن تلك المرة الأولى بالنسبة ل"أبوإسلام" التي يواجه فيها تهمة ازدراء المسيحية، بل يرجع الأمر الى عام 2005 حين قامت أجهزة الأمن باعتقاله بالتهمة نفسها، ويرى آخرون أن هناك سببًا آخر وهو نشاط مركز التنوير الإسلامي الذي يرأسه، الذى اهتم وقتها بالرد على أقباط المهجر وما يدعونه من شبهات على الإسلام، بقيادة القس "المشلوح" زكريا بطرس، المقيم فى الغرب، والذى اشتهر أبو إسلام وقتها بمساجلاته العنيفة معه، والشلح فى المسيحية هىعقوبة كنسية يجرد فيها رجال الدين المخالفين من الصفة الدينية ولا يرتدون الملابس الكهنوتيةالدالة عليها، ويعودون بعدها إلى أسمائهم العلمانية كما تسميها الكنيسة. وسرعان ما تكرر الأمر مرة أخرى، حين خاض "أبوإسلام" مواجهة شرسة فى أغسطس 2010، مع البابا شنودةالراحل،بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بسبب كتاب له أثار أزمة كبيرة بين الأوساط المسيحية، وطلب على خلفيتها البابا شنودة، محامى الكنيسة بتقديم بلاغ للنائب العامضده،تمهيدًا لصدور قرار بسحب الكتاب من السوق أو اعتذار المؤلف، مما أثار غضب الكاتب الذى أعلن عدم اعتذاره ولو تطلب الأمر محاكمته، مهددًا بنشر الكتاب على شبكة الانترنت، اذا ما تمت مصادرته، قائلا فى بيان شديد اللهجة، إن البابا شنودة له أن يحكم على القساوسة والرهبان لا عليه. ولد أبوإسلام فى محافظة دمياط 30 ديسمبر عام 1952، متزوج ولديه 4 أبناء وبنت، حاصل على ليسانس الدراسات الفلسفية من جامعة عين شمس عام 1981، بدأ حياته العملية صحفيًا بجريدة النور وكان لديه عمود ثابت، ثم انتقل الى الأحرار ومن بعدها عمل بجريدة الشعب عام 1985 تم أصبح مديرًا لتحريرها، وحصل على عضوية نقابة الصحفيين فى 1989، واشتهر باهتمامة بحوار الأديان، ويعمل حاليًا رئيس قناة الأمة الفضائية. من ملف "دعاة الفتنة"من المشهد الورقى