رجح خبراء سياسيون وعسكريون أن تكون طائرة الاستطلاع التي أسقطتها إسرائيل السبت "إيرانية الصنع"، مشيرين إلى أنه لو تأكد ذلك فستكون هذه الخطوة "بمثابة رسالة من طهران تحمل أكثر من هدف سياسي وعسكري". وبحسب الخبراء العرب الذين تحدثوا لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء فإن الغرض من إرسال الطائرة "سياسي بالدرجة الأولى" ليتم إبعاد الأنظار عن الثورة السورية من خلال أحداث أخرى خارج الحدود، بينما رأى أخرون، أنها رسالة إيرانية حول قدرتها على شن هجوم على أهداف في عمق إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرة الاستطلاع التي أسقطها سلاح الجو لم تنطلق من قطاع غزة، مشيرة إلى أنها "قد تكون إيرانية الصنع والمسئول عن إرسالها حزب الله"، وهو ما لم يؤكده أو ينفيه حزب الله، كما التزمت إيران الصمت إزاء تلك التقارير. وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري نبيل شبيب، المقيم بألمانيا في تصريحات عبر الهاتف: إن الغرض الإيراني الأول من إرسال طائرة الاستطلاع "سياسي بالدرجة الأولى"، وهو لفت الأنظار الى أحداث أخرى خارج الحدود السورية، بهدف توسيع مواجهة الثوار، بالإضافة إلى محاولة جر جهات إقليمية للتدخل في الثورة السورية. وأضاف شبيب: "لو نظرنا إلى ما يحدث مؤخرا، فإن تحركات جيش الأردن على الحدود السورية والضربات المتوالية التي تتجاوز الحدود التركية، دليل على أن توقيت مقصود، بحيث يستطيع النظام السوري إثبات صحة نظريته المطروحة أن الثورة من صنع أياد خارجية". وكشف الجيش الأردني في بيان السبت عن تعزيز قواته على الحدود الشمالية مع الأراضي السورية، بالتزامن مع تزايد عمليات الاحتجاج وقمع المظاهرات بالقوة والاعتقالات وزيادة أعداد اللاجئين. وفي 3 أكتوبر الجاري سقطت قذيفة مدفعية سورية على مركز "أقتشه قلعه" في محافظة شانلي أورفه، جنوب شرق تركيا، أوت بحياة 5 تركيين، ما دفع الجيش التركي للرد على مصادر النيران بقصف مدفعي داخل الأراضي السورية. أما الخبير العسكري المصري صفوت الزيات فرأى أن سيناريو إرسال إيران لطائرة الاستطلاع "الأقرب للواقع"، معتبرا أنها "رسالة إيرانية تأتي ترجمة لكل تصريحات القادة الإيرانيين طوال الفترة الماضية"، مؤكداً أن "تحليق الطائرة فوق قواعد جوية إسرائيلية ومنشآت دفاعية أمريكية جنوب النقب رسالة واضحة بأنه يمكن الوصول إلى أهداف في عمق إسرائيل". وقال قائد منظومة الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني الجنرال علي حجي زاده في 23 سبتمبر الماضي: إن بلاده لن تبادر بالحرب لكنها لا تستبعد إمكانية شن هجوم استباقي "وقائي" ضد إسرائيل فيما إذا تأكد لها بان الهجوم الإسرائيلي ضد منشأتها النووية بات حتميا. وأضاف الزيات: "ربما اكتفت إيران بوصول رسالتها للجانب الإسرائيلي، وربما حصلت أيضاً على بعض المعلومات الاستخباراتية، لكن المؤكد أن الطائرة الاستطلاعية فاجأت الاسرائيليين". ورأى الزيات أن "العامل المشترك في الحدثين هو الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد، لكنه لن يكون على حساب البرنامج النووي لإيران، لأنها تسعى لحل الأزمة السورية بطريقة سلمية". وفي الاتجاه نفسه، اعتبر أكرم حجازي الباحث الأردني، والمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، وهو متابع دقيق لشؤون تنظيم "القاعدة" أن "تحليق طائرة الاستطلاع فوق مناطق عسكرية إسرائيلية لمسافة طويلة، مؤشر على أن المٌنفذ على دراية تامة بتفاصيل الثغرات في الدفاعات الجوية الاسرائيلية". وأشار حجازي إلى أن "ترجيح الأمن الإسرائيلي بأن المسؤول عن إرسال الطائرة مصدر يعمل في لبنان بمساعدة إيرانية، استنتاجا منطقياً في محله لأن معظم الأسلحة لدى حزب الله هي صناعة إيرانية أو سورية". وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، توقعت السبت أن تكون طائرة الاستطلاع بعيدة المدى التي أسقطها سلاح الجو الإسرائيلي بالأمس انطلقت بداية من الأراضي اللبنانية غربا باتجاه عمق المجال الجوي فوق البحر المتوسط، وبعدها اتخذت مسلكا على شكل حرف، وكان الضلع الثالث لرحلة طائرة الاستطلاع باتجاه الشاطئ فوق ساحل قطاع غزة، مشيرة إلى أنها قد تكون إيرانية الصنع وموجهة من قبل حزب الله.