وضعت جمعية فلكية سعودية عموم المسلمين الذين احتفلوا بعيد الفطر المبارك يوم الثلاثاء، في حالة جدل متواصل، بعدما أعلنت في بيان رسمي أن ما تصوره أهالي المنطقة الوسطى في المملكة (الرياض ومحيطها) لم يكن القمر وإنما كوكب زحل، وهو ما دعا بعض السعوديين لمطالبة الحكومة بعقاب الجمعية بدعوى تشتيتها للمسلمين. وجزمت الجمعية الفلكية السعودية باستحالة رؤية الهلال مساء الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن ما يؤكد صحة موقفها أن أهالي المنطقة الغربية (جدة ومكة والمدينة) لم يتمكنوا من رؤية الهلال مع أن القاعدة العلمية تقول إن ما يراه أهل الشرق، سيرى حتمًا في الغرب. وجاء في بيان الجمعية أن ما نشرته في وقت سابق حول إمكانية رؤية هلال شوال مساء يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر رمضان، والتي ذكرت فيه أن الرؤية سوف تكون غير ممكنه بالعين المجردة والتلسكوب في المملكة، هي معلومات صحيحة ولا يخالفها من له دراية بظروف رؤية القمر وما أجمع عليه الفلكيون في جميع أنحاء العالم العربي. وبينت الجمعية أن علم الفلك وحساب حركة الأجرام السماوية بما فيها القمر هو قطعي ولا شك فيه وأكبر دليل على ذلك هو تحديد الموعد الدقيق لمواقيت الصلاة، فالأوقات التي توجد في تقويم أم القرى والتي تصدع بها المساجد لمئات من السنين الماضية والمقبلة هي وفق الحساب الفلكي. وأضافت: "إلى جانب موعد حدوث ظاهرتي الكسوف والخسوف وتعامد الشمس والقمر على الكعبة المشرفة، ومواعيد عبور محطة الفضاء الدولية كلها جميعًا نتيجة الحساب الفلكي القطعي، ومما لا يعرفه الكثيرون أنه يمكن تحديد الكسوفات والخسوفات في الكواكب الأخرى وتحديد موعد عبور بقعة كوكب المشتري أمام الأرض.. ومتى تكون تلك الكواكب قريبة من الأرض وغيرها الكثير.. وهذا تمت ملاحظته خلال السنوات الماضية". وقال البيان: "أجمع الفلكيون المعاصرون على أنه لا بد من توفر شروط لرؤية الهلال بالعين المجردة في ليلة التحري: 1 – ألا يقل عمره عند الغروب عن 14 ساعة. 2 – ابتعاده عن الشمس مسافة لا تقل عن 8 درجات سماوية. 3 – تأخر غروب القمر عن غروب الشمس مدة لا تقل عن 29 دقيقة. 4 – ألا تقل نسبة الجزء المضاء من سطحه عن 1 %. ولما كانت معرفة مدى تحقق هذه الشروط ممكنة سلفًا أصبح ممكنًا معرفة إمكانية رؤية الهلال من عدمها مسبقًا أيضًا". وتابع البيان: "نظرًا لأن الشروط الثلاثة الأخيرة مرتبطة بتحقيق الشرط الأول، فمن الممكن الاكتفاء بتحقيق هذا الشرط لتحديد إمكانية رؤية الهلال في أي بلد، وذلك بمقارنة موعد غروب الهلال في ذلك البلد بموعد الاقتران، فإذا تلاه بأكثر من 14 ساعة كانت الفرصة مهيأة لرؤية الهلال". و أضافت الجمعية: "من المستغرب أن يزعم بعض الأشخاص رؤية الهلال عند ارتفاع أقل من درجة أو رؤيته مع أنه غرب مع غروب الشمس، فهذا الادعاء مخالف للمنطق العلمي، ناهيك عن انطوائه على مخالفة واضحة لسنه الله الكونية". وتعليقًا على البيان، انقسم السعوديون الذين تواصلت معهم "المشهد، فبينما رأى البعض أن الفلك لا يغني عن رؤية العين المجردة، مطالبين السلطات السعودية بمعاقبة الجمعية التي تشتت أذهان المسلمين، قال آخرون إن هذا الخطأ ليس جديدًا، فمنذ عدة سنوات حدث أمر مشابه، واضطرت المملكة لإلغاء أحد أيام شهر ذي الحجة حتى يتوافق توقيت يوم عرفة مع الدول التي التزمت برمضان كاملاً .