نتنياهو: نخوض حربًا على 8 جبهات والمجاعة في غزة كذبة    نهائي السوبر الأوروبي.. توتنهام ينهي الشوط الأول متقدمًا على باريس سان جيرمان    التأمين الصحي الشامل للطلاب الأبرز، إجراءات جديدة من جامعة الأزهر للوافدين    الهيئة العامة للخدمات الحكومية تعلن عن مزاد علني لبيع سيارات الجمارك غدا    وزير العمل يثمن جهود الداخلية في ضبط 10 شركات وهمية لإلحاق العمالة بالخارج    ضيف شرف ب "نكهة خاصة".. خالد أنور يكشف سر حماسه ل "فلاش باك"    نجم المصري البورسعيدي: نستحق التتويج بالبطولات مثل بيراميدز    رئيس الأركان الإسرائيلي: نواجه حربًا متعددة الساحات ونتبنى استراتيجية جديدة    السكة الحديد تُعلن مواعيد تشغيل قطارات خط القاهرة - السد العالي    مدحت قريطم يدعو لاستئناف قوافل التوعوية بقواعد المرور بالمدارس والجامعات    انطلاق بطولة كأس مصر للتجديف الجمعة القادمة من مياه قناة السويس بالإسماعيلية    كريم محمود عبد العزيز ينتظر عرض فيلمه طلقنى خلال الفترة المقبلة.. صورة    استشاري نفسي يُحلل شخصية محمد رمضان: «يُعاني من البارانويا وجنون العظمة»    رمزى عودة: الانقسام الداخلى فى إسرائيل يضعف نتنياهو وقد يسرّع الدعوة لانتخابات    أنا زوجة ثانية وزوجى يرفض الإنجاب مني؟.. أمين الفتوى يرد بقناة الناس    أمين الفتوى: اللطم على الوجه حرام شرعًا والنبي أوصى بعدم الغضب    إجراءات صارمة وتوجيهات فورية فى جولة مفاجئة لمحافظ قنا على المنشآت الخدمية بنجع حمادي    محافظ المنيا ورئيس الجامعة يفتتحان وحدة العلاج الإشعاعي الجديدة بمستشفى الأورام    نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: حماس عليها أن تقدم أولوية إنقاذ شعبنا    ارتفاع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في أمريكا وتراجع البنزين    جامعة الفيوم تنظم قافلة طبية بقرية اللاهون    إخلاء سبيل 6 متهمين بالتشاجر في المعادى    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    محافظ الجيزة يعتمد تخفيض تنسيق القبول بالثانوية العامة ل220 درجة    موراتا: سعيد بالانضمام إلى كومو ومستعد لتقديم كل ما لدي    الرئيس والإعلام ورهانه الرابح    محمود ناجي حكما لمباراة أنجولا والكونغو في أمم إفريقيا للمحليين    رئيس اتحاد اليد بعد التأهل التاريخي: قادرين على تخطي إسبانيا    كرة سلة.. سبب غياب إسماعيل مسعود عن منتخب مصر بالأفروباسكت    أحمد حاتم يعيش حاله من النشاط الفني بين السينما والدراما    بيكو مصر تخفض أسعار أجهزتها المنزلية 20%    لتركه العمل دون إذن رسمي.. إحالة عامل ب«صحة الباجور» في المنوفية للتحقيق    انتشار حرائق الغابات بجنوب أوروبا.. وفاة رجل إطفاء وتضرر منازل ومصانع    الصحة تستكمل المرحلة الرابعة من تدريب العاملين بمطار القاهرة على أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    هذه الأبراج دائما مشغولة ولا تنجز شيئا ..هل أنت واحد منهم؟    روبيو: لا أفق للسلام في غزة مع بقاء حماس في السلطة    وزير الخارجية بدر عبد العاطي ضيف أسامة كمال الليلة على dmc    قناديل البحر تعطل أحد أكبر المفاعلات النووية في فرنسا    التنمية المحلية: مسار العائلة المقدسة من أهم المشروعات التراثية والدينية    أتالانتا يقدم عرضًا ب40 مليون يورو لضم رودريجو مونيز من فولهام    تفاصيل توقيع بنك القاهرة وجهاز تنمية المشروعات عقدين ب 500 مليون جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر.. صور    رئيس الوزراء يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي بمسجد الشرطة    ثنائي العود يحيي أمسية في حب فيروز وزياد الرحباني بقصر الأمير طاز    مفتي القدس: مصر تسعى جاهدة لتوحيد الصفوف وخدمة القضية الفلسطينية والوصول بها إلى برِّ الأمان    رغم انخفاض الأمطار وسد النهضة.. خبير يزف بشرى بأن مياه السد العالي    "خايف عليك من جهنم".. مسن يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه من أمام الكعبة (فيديو)    شروط تقليل الاغتراب لأبناء مطروح الناجحين فى الثانوية العامة    حبس وغرامة 2 مليون جنيه.. عقوبة الخطأ الطبي الجسيم وفق "المسؤولية الطبية"    وزير الصحة يشكر النائب العام على سرعة الاستجابة في واقعة "مستشفى دكرنس"    رئيس الوزراء يوجه الوزراء المعنيين بتكثيف الجهود لتنفيذ الوثائق التي تم توقيعها بين مصر والأردن وترجمتها إلى خطط وبرامج على الأرض سعياً لتوطيد أطر التعاون بين البلدين    وزير التعليم يكرم الطلاب أوائل مدارس النيل المصرية الدولية    مدبولى يشهد توقيع عقد إنشاء مصنع مجموعة سايلون الصينية للإطارات    الصحة: حريق محدود دون إصابات بمستشفى حلوان العام    البيضاء تواصل التراجع، أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 13-8-2028 بالفيوم    غدًا آخر فرصة لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 ضمن الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» (تفاصيل)    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العربي لن يزور دمشق .. مأزق سقوط الدولة في ليبيا .. السعودية تتهم إيران بدعم الإرهاب .. وبغداد تنزف مجددا
نشر في المشهد يوم 30 - 08 - 2011

تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة في أول أيام عبد الفطر المبارك، ومن سوريا التي لم يفارقها القمع والعنف الدامي في رمضان، وسط إصرار الشعب على مواصلة الثورة في العيد، وتشكيل المعارضة لمجلس انتقالي، وتوقع فشل مبادرة الجامعة العربية, وعدم سفر نبيل العربي الأمين العام إلى دمشق، وفي الوقت نفسه يواجه المجلس الانتقالي في ليبيا مأزق ما بعد سقوط القذافي, في ظل غياب مؤسسات الدولة, وانهيارالمرافق والامن والجثث المتراكمة في الشوارع ، وبينما اتهمت السعودية إيران بدعم الإرهاب، استمرت بغداد الاكتواء من نيرانه بعد ان سقط 50 قتيلا في أحد مساجدها من جراء هجوم انتحاري.
العيد في سوريا
أشارت صحيفة "الوطن" السعودية, الى انه لم يقيض لمبادرة الجامعة العربية النجاح، في ظل تعنت النظام السوري, الذي شاء أن يستقبل عيد الفطر المبارك بالمزيد من النزف، حيث أكد مصدر دبلوماسي عربي في دمشق ل"الوطن" أن ترتيبات زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى العاصمة السورية لم تحسم، وأن الأمور تسير باتجاه عدم إتمام هذه الزيارة في القريب العاجل؛ بسبب عطلة عيد الفطر, وتابع المصدر "غالباً الزيارة لن تحدث حتى بعد عيد الفطر" .
اكدت صحيفة "الشرق الاوسط", انه بينما استمرت حملات القمع التي نفذتها قوات الأمن في مدن سورية عدة، أمس، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة واعتقال العشرات، تحدى ناشطون النظام ودعوا إلى التظاهر بعد صلاة عيد الفطر, وإلى متابعة الاعتصامات في كل المدن السورية حتى إسقاط ما سموه ب«السفاح», في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك»: إنه ستخرج «مظاهرات عارمة بعد صلاة العيد مباشرة, واعتصامات في كل المدن حتى إسقاط السفاح.
كما قال نشطاء: إن القوات السورية قتلت أمس ضابطا سابقا, قام بدور أساسي في تنسيق حالات الهروب من الجيش في الثورة السورية الحالية، رميا بالرصاص عندما تعرضت سيارته لكمين قرب بلدة كفر نبل في محافظة إدلب.
إلى ذلك, ذكر مصدر في المكتب الصحافي للكرملين أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوفن- مبعوث الرئيس الروسي إلى دمشق- ركز خلال محادثاته مع الأسد أمس «على ضرورة الوقف الفوري والتام للعنف من قبل أي طرف كان، واتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق الإصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السورية بشكل عاجل».

من ناحية أخرى، أقدم معارضون سوريون على خطوة مفاجئة، تمثلت في إعلان تشكيل «المجلس الانتقالي» المعارض ل«قيادة الثورة» من 94 عضوا في الداخل والخارج.
واضافت صحيفة "القدس العربي" انه عقب اعلان مجموعة من المعارضين ورجال الاعمال السوريين، تشكيل ما وصفوه 'المجلس الانتقالي السوري' برئاسة المعارض برهان غليون وعضوية 94 من المعارضين في الداخل والخارج، تضاربت ردود افعال اقطاب المعارضة السورية في الداخل والخارج مساء الاثنين حول الاعلان عن هذا المجلس.
وقال المعارض السوري هيثم مناع في تصريحات خاصة ل'القدس العربي'، 'اغلب الشخصيات الواردة اسماؤها في هذا المجلس استقالت ولم يبق فيه احد، وهناك جماعة من المعارضة كنت اسميهم حزب (المستعجلين) تحولوا الان الى حزب (المخربين) وهم يخدمون النظام السوري، ويتصرفون بنفس ديكتاتورية النظام.
من جانبه قال المراقب العام للاخوان المسلمين رياض الشقفة ل 'القدس العربي'، لقد سمعنا عن المجلس من وسائل الاعلام، ولا علم لنا عن شكله، لكننا مع اي جهد لتوحيد صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج، ونحن نتروى الان لاتخاذ موقفنا النهائي من هذا المجلس، وما يهمنا الان هو موقف اخواننا في داخل سورية'.
واضاف الشقفة ' نحن لا نعترض على الاسماء الواردة, لكننا نرى ان الزام الناس برأي شخص او مجموعة نصبت نفسها امر غير مقبول'.
ويرى مراقبون ان رجال الاعمال الذين يمولون اجتماعات المعارضة بالخارج ترافقهم شخصيات محسوبة على الاخوان المسلمين التيار الاجتماعي الاسلامي، هم من دفعوا باتجاه اعلان هذا المجلس، لان الخسارة المالية لهم اصبحت كبيرة خاصة عقب مصادرة السلطات السورية لاموالهم وشركاتهم بالداخل السوري مما جعلهم يستعجلون الاعلان عن هذا المجلس.
وأشار عضو اللجنة الاستشارية للتغيير 'أنطاليا'، إلى أن رموز المعارضة السورية وأقطابها غائبون عن المؤتمر، ولم نسمع من قبل عن هذه الشخصيات التي أعلنت نفسها، وصية على الشعب السوري من قبل، فالأستاذ هيثم المالح في مصر وحازم نهار في الإمارات ومأمون الحمصي فى كندا، وهذه الشخصيات من الصعب أن تكون غائبة عن أي مؤتمر يعقد في صالح الشعب السوري.
من جانبه، قال الإعلامى السوري المنشق عن التليفزيون الرسمي، فرحان مطر، إنه لم يفاجأ وحده بهذا الإعلان عن المجلس الوطني السوري في إسطنبول، بل فوجئ أيضاً العديد من أبرز المعارضين السوريين، مثل الأستاذ هيثم المالح وحازم نهار وشادي الخش، مضيفا، انني أخشى من تداعيات هذا الفعل 'غير المسؤول'، على الثورة السورية، ونتمنى أن لا تكون هذه الخطوة بمثابة الإعلان المنفرد والتحدث باسم الشعب السوري الحر الذي يعي جيداً مستقبله.
وأضاف مطر'أتمنى أن لا يكون الإعلان عن المجلس الوطني السوري بداية لشق الصفوف في طابور المعارضة السورية، التي نعمل من زمن طويل على توحيدها والتفافها حول قيادة واحدة'. وأشار إلى أنهم بصدد الإعلان عن مؤتمر جديد يوحد المعارضة السورية في مواقفها واتجاهاتها وقراراتها.
ونشرت مواقع اخبارية سورية ما ذكر انه البيان الرسمي للمجلس الذي أعلن عنه في أنقرة امس باسم شباب الثورة انه 'نتيجة تأخّر التمثيل المتوازن' للثورة الذي بدأ يضر بها ويؤخر نتائجها ويزيد في فاتورة الدم، 'قررنا نحن شباب الثورة بالداخل وبعد المشاورات الدقيقة أن نأخذ زمام المبادرة في اختيار من يمثلنا في قيادة الحراك السلمي'.
وأوضح البيان ان اختيار أعضاء المجلس جاء بناء على اعتبارات بينها ان 'اختيارنا هو اختيار الشارع للقيادات التي أثبتت أن لها تاريخاً يشفع لها في الوطنية ونظافة الكف والمساهمة في الثورة'، و'عدالة التمثيل في العمق الجغرافي والثقافي والسياسي'.
ويتشكل المجلس من 94 عضواً، 42 منهم في الداخل والباقي في الخارج، ويرأسه برهان غليون، وله ثلاثة نواب هم فاروق طيفور ووجدي مصطفى ورياض سيف, وذكر البيان ان من يرفض من الأعضاء قبول' المهمة' عليه أن يشرح عبر وسائل الإعلام مبرراته الوطنية.
يذكر أن غليون اكاديمي سوري معارض مقيم في باريس، وطيفور نائب المراقب العام لإخوان سورية، ومصطفى عن المستقلين ومن الطائفة العلوية، وسيف هو نائب سابق معارض مقيم في دمشق
السعودية تتهم إيران بدعم الإرهاب
قالت صحيفة "الحياة" ان تهم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء, ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز جهات تستهدف السعودية من خلال دعم الإرهاب والإرهابيين، من بينها الجمهورية الإيرانية.

وقال الأمير نايف خلال تشريفه مأدبة عشاء دعا لها أول من أمس, رئيس مجلس الإدارة في شركة جبل عمر للتطوير, وشركة مكة للإنشاء والتعمير عبد الرحمن فقيه: «الحقيقة تؤكد أننا سنظل مستهدفين من الإرهاب والإرهابيين، وسيبقى الإرهاب يحاول استهدافنا ومن خلفه جهات أخرى تدعم ذلك الاستهداف، ونحن ندرك ذلك ومستعدون له معتمدين على الله ثم على رجال الأمن من أبناء الوطن، وهم أكفاء وقادرون على أن يقوموا بواجباتهم، وأنا على قناعة وما زلت أقولها إننا مؤمنون بمقولة المواطن هو رجل الأمن الأول، ولا بد أن تتحقق هذه المقولة، وهذا فعلياً ما هو حاصل، ونطلب من الله المزيد من الأمن، أمن الجميع والوطن وطن الجميع»، مطالباً بتكثيف الجهد والتعاون، إذ يرى أنه في حال عدم تكثيف الجهود للتكاتف والتعاون لحماية أمننا واستقرارنا فلن يتحقق لنا ما نريد.

وأضاف مخاطباً أعيان مكة المكرمة وعدداً كبيراً من المسؤولين ورجال المال والأعمال والإعلام: «الشرور محيطة بنا في كل مكان، والاضطرابات تعرفونها في عدد من الدول العربية وفي أجزاء من العالم، فنحن محاطون بمشكلات العراق من الشمال، واليمن من الجنوب، ومشكلات إيران واستهدافها المملكة، ومشكلات أفريقيا من الغرب، لكن مع هذا كله أنتم أبناء الوطن وتعيشون الواقع»، مشدداً على أن المملكة ستظل محافظة على ما يجتمع عليه غالبية المسلمين في العالم، مذهب أهل السنة والجماعة، وذلك للقناعة الكاملة بهذا المذهب، الذي يأتي طاعة لما أمر الله به في كتابه وسنة نبيه، مشيراً إلى أن هناك من يحاول أن يشكك في ذلك أو يبعد عن مسار الإجماع تحت دعاوى التقدم, مؤكداً أن الإسلام لا يتعارض مطلقاً مع (أي شيء فيه أمر تقدمي) لهذه الأمة على الأصعدة والعلوم كافة, وفي مجالات عدة كالتقنية والهندسة، وهو ما تأخذ به حكومة خادم الحرمين الشريفين من طريق التوسع في الجامعات والابتعاث، إذ تم قطع خطوات كبيرة بهذا الشأن وما سيأتي أكثر.
سقوط مؤسسات الدولة في ليبيا
اشارت صحيفة "الشرق الاوسط" ان راحت السكرة وجاءت الفكرة بالنسبة لزعماء ليبيا الجدد بعد هدوء الفرحة الغامرة, وبدء مهمة إعادة بناء ليبيا، فيما توشك جماعات المعارضة المختلفة التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي على اكتشاف ما إذا كان هناك ما يجمعهم بخلاف كراهيتهم للعقيد المخلوع.
وعلى خلاف الحال في تونس ومصر حيث تولى الجيش السيطرة بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي وحسني مبارك فإن الليبيين، تقول مراسلة «رويترز»، بدأوا يدركون الواقع الذي أمامهم في بلد يغص بالأسلحة والمقاتلين المسلحين الذين يتحكمون في الشوارع, في ظل انعدام مؤسسات الدولة أو قوة شرطة أو جيش للحفاظ على تماسك البلاد.
ويقول محللون: إن أهم أولويات المجلس الوطني الانتقالي القضاء على الأسلحة والقمامة من الشوارع, وإعادة خدمات مثل المياه والكهرباء والاتصالات.
ويعيش سكان العاصمة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة, دون قيادة سياسية أو أمنية فعالة, ولم يصل رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بعد إلى طرابلس لتولي قيادة البلاد.
وقال جورج جوف - وهو خبير بالشئون الليبية في جامعة كمبردج- «هناك الكثير من الموضوعات غير الواضحة في الطريق, خاض المقاتلون معركة التحرير الخاصة بهم وانتصروا بها, وهذا رائع لكن الأمور قد لا تسير على ما يرام, من الممكن أن تكون هناك الكثير من الغلطات والأخطاء في الطريق».
وأضاف: «من مقاييس نجاح المجلس هو مدى سرعته في حل نفسه, هناك أصوات مختلفة في المجلس ربما تسبب مشكلات».
وبعد مساعدة ليبيا على الوقوف على قدميها, تبدأ مهمة جمع شتات البلد الذي عمل القذافي على تقطيع أوصاله، والسؤال الآن هو ما إذا كان عبد الجليل أهلا لها؟
وقال جوف ل«رويترز»: «السؤال الحقيقي هو ما إذا كان للمجلس سيطرة فعالة؟ ومدى سرعة قدرته على تشكيل حكومة انتقالية, هناك عبء هائل ملقى على عاتق الزعيم عبد الجليل, إذا تمكن من أن يمثل القيادة الفعالة فسوف تنجح, وإذا لم يتمكن فستكون هناك مشكلات».
والآن على المعارضين الذين يتألفون من مسؤولي القذافي السابقين, ورجال الأعمال,والمعارضين المنفيين, أن يتحركوا سريعا؛ لتحقيق ما وعدوا الليبيين به، وهو دولة حديثة تعوضهم عما لم يتوفر لديهم قط , البلد الديمقراطي الذي يسود به القانون وحكومة قوية.
وعلى مدى 40 عاما من حكم القذافي دمر كل أشكال الحياة المؤسسية, ومنع ظهور كل مراكز السلطات البديلة, مستخدما حكومته كواجهة للموافقة العمياء على قراراته وسياساته.
ويعتقد المتابعون للشأن الليبي, أنه حتى يكتب النجاح للمجلس الوطني الانتقالي فلا بد أن يسارع بتشكيل حكومة تضم مختلف الأطياف تمثل كل قطاعات المعارضة من جبل نفوسة ومصراتة والزاوية الذين تولوا عملية الزحف إلى طرابلس والإطاحة بالقذافي يوم 23 أغسطس (آب).
وتكهن المحلل السياسي الليبي مصطفى الفيتوري بالمشكلات المقبلة.
ويقول: إن المجلس الحالي لن يتمكن من قيادة البلاد عبر فترة انتقالية ناجحة وقصيرة, وأضاف أنه يفتقر للرؤية والشرعية والسلطة الفعالة, وتابع أن من يملكون الشرعية هم الناس الذين حاربوا وللأسف فإنهم لا يأتون من خلفية سياسية محنكة, ولا يفقهون بالسياسة, وقال: إن هدفهم الأساسي كان الإطاحة بالقذافي.
ومن ناحية أخرى، فإن المعارضة تتعرض لضغوط لمواجهة ما تبدو أنها أزمة إنسانية, فقد بدأت جثث المقاتلين المدنيين الذين قتلوا في معركة طرابلس تتحلل في الشوارع بفعل الحرارة الشديدة في انتظار متطوعين محليين لدفنهم في مقابر جماعية.
وتتراكم جبال من القمامة المتعفنة في الشوارع وتزكم رائحتها النفاذة الأنوف, وفر أغلب العمال الذين كانوا يجمعون القمامة من البلاد منذ فترة طويلة أو توقفوا عن العمل.
وفي بعض الأحياء ساعد المقاتلون والسكان على تنظيم عمليات جمع القمامة وإحراقها, كما شكلوا قوة عمل لدفن القتلى.
وما زالت العاصمة متوترة وجميع المصالح مغلقة, ولا يجرؤ الناس بعد على الخروج من منازلهم, وترتفع أسعار المواد الغذائية ارتفاعا شديدا ويصل المعدل إلى الضعف.
ويساور الكثير من الليبيين القلق من حجم الأسلحة الموجود في المدينة ومنظر المقاتلين المتحمسين الذين يحملون البنادق وهم يحرسون نقاط التفتيش ويجوبون الشوارع.
وقال البعض إن انتشار السلاح دون أي رقيب بشكل عشوائي وفي يد أي أحد هو أكبر عائق يواجه المجلس.
وأعلن محمود شمام من المجلس الوطني الانتقالي أول من أمس إجراءات لمواجهة نقص المياه والوقود والدواء ونشر الشرطة في الشوارع خلال أسابيع لكنه قال: إنه لا توجد عصا سحرية.
وقال شمام ل«رويترز» إن طرابلس ظلت تحت السيطرة الشديدة لنظام شمولي طوال 42 عاما. وأضاف أنهم يبدأون من الصفر، وأنهم لا يمكنهم صنع المعجزات لكنهم يعدون بمحاولة جعل هذه الفترة الصعبة أقصر فترة ممكنة.
وفي حين أن التركيز ينصب على إعادة بناء بلد من الصفر فإن مصير القذافي الهارب يبدو أقل أهمية. وقال شمام إن القذافي لا يمثل أولوية. وأضاف أنه يهرب من مكان لآخر وأنهم سيقبضون عليه لأنهم يتعقبونه وسوف يجدونه لكنهم لن يوقفوا كل شيء في انتظار القذافي أو أبنائه.
دماء في مساجد بغداد
روت صحيفة "الحياة" انه المصلين عندما انتهوا للتو من الجزء الاول من صلاة التراويح وعندما سمعوا هتاف الله اكبر اعقبه انفجارا شديدا», هذا ما رواه الشهود, لم تكن عبارة الله اكبر وسط حرم جامع تقام فيه الصلاة وتوزع هبات الايام الاواخر من رمضان لتثير الذعر في نفوس المصلين الذين انتهوا للتو من ترديدها سبعاً.
مشهد مسجد ام القرى في بغداد ليل الاحد, حيث اقدم انتحاري موّه المتفجرات بزرعها في جبيرة في ساعده وساقه، يذكر بمجازر بغداد الدامية، حيث لم تستثن المساجد من «غزوات» الانتحاريين.
حصيلة التفجير، على ما قال المسؤولون الامنيون كانت نحو 50 قتيلاً، جميعهم من المصلين والعاملين في الجامع، وبينهم النائب خالد الفهداوي الذي ينتمي إلى كتلة «العراقية»، فيما جرح 40 ، بينهم رئيس ديوان الوقف السني عبدالغفور السامرائي الذي كان انتزع الوصاية على جامع أم القرى من هيئة علماء المسلمين بقرار حكومي عام 2007, واتهم أمس تنظيم «القاعدة» بشن الهجوم.
وكان المئات من الاهالي شيعوا صباح امس ضحايا التفجير الذين ما زالت آثار دمائهم واشلائهم في مصلى الجامع وبينهم اطفال.
وعلى رغم ان العملية تشير الى تورط تنظيم «القاعدة» الذي اطلق قبل اسابيع حملة للانتقام لمقتل زعيمه في باكستان، قال انها ستشمل تنفيذ 100 عملية، بين هجمات انتحارية واغتيالات وتفجير عبوات، فإن التنظيم لم يتبن الحادث حتى مساء أمس.
واتهم السامرائي الذي اصيب بالحادث وكان، على ما قال، المستهدف من العملية تنظيم «القاعدة» بتدبيرها, وقال ان الانتحاري تسلل متوجهاً اليه بحجة الحصول على مساعدات مالية «لكنه فجر نفسه على بعد ثلاثة امتار بعد ان فشل في الاقتراب اكثر من هذه المسافة».
وتوجه السامرائي «إلى العالم ليعرف ما هو تنظيم القاعدة (..) على الجميع أن لا يبرر(أعماله). هؤلاء لم يتركوا حرمة مسجد ولا طفل صغير، إلا انتهكوها.»
واتهم كبار القادة السياسيين التنظيم بالتورط في عملية ام القرى، وطالبوا بتشديد الحماية حول المساجد ووقف خروقات الاجهزة الامنية.
وكان العمل في جامع أم القرى الذي بني على شكل خريطة الوطن العربي ويضم بحيرات ومعارض وقاعات مؤتمرات ومكتبة كبيرة انتهى قبيل الغزو الاميركي للعراق واطلق عليه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اسم «جامع ام المعارك»، في اشارة الى الاسم الرسمي الذي اطلقه على حرب عام 2003, لكن هيئة علماء المسلمين التي اشرفت على الجامع حتى 2007 اطلقت عليه اسم «جامع ام القرى» واستمر بهذا الاسم بعدما انتزعت رئاسة الوقف السني الاشراف عليه بملحقاته من الهيئة بقرار حكومي.
واعتبر الرئيس جلال طالباني الحادث دليلاً «يثبت مرة اخرى براءة الاسلام من القوى التكفيرية»، فيما قال رئيس الوزراء نوري المالكي ان»الإرهابيين التكفيريين يؤكدون مرة أخرى استباحتهم دماء العراقيين وارتكابهم ابشع الجرائم في اقدس الأيام والأماكن».
وشدد رئيس البرلمان اسامة النجيفي على ضرورة «تكثيف الأجهزة الأمنية جهودها لحماية أبناء شعبنا في هذه الأيام بالذات، إذ يحل على العراق والأمة ألإسلامية عيد الفطر»، فيما دعا زعيم المجلس الاسلامي الاعلى عمار الحكيم الحكومة الى «الحيطة والحذر من مغبة هذه الأعمال التي ترمي إلى الاخلال بالسلم الاجتماعي وارباك الاستقرار في البلاد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.