تجاهل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئي الحديث عن الأزمة السورية خلال كلمته الافتتاحية بقمة حركة دول عدم الإنحيار التي إنطلقت اليوم في طهران. وفي الوقت نفسه طرح خامنئي مبادرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإجراء استفتاء يشمل المسلمين والمسيحيين واليهود في الأراضي الفلسطينية بعد عودة من هم في الشتات لاختيار نظام سياسي ووضع دستور ونظام انتخابي مناسب لهم عندئذ سيستتب السلام في المنطقة، بحسب قوله. وهاجم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، في كلمته التي استمرت نصف ساعة، الإدارة الأمريكية، وقال "تسببت إنحياز أمريكا للكيان الصهيوني في خلق شعور بالمنطقة بالكراهية تجاه أمريكا، مشيرا إلى أن هذا الإنحياز حمل واشنطن الكثير من التكاليف الباهظة طيلة السنوات الماضية والتي قد تتزايد خلال السنوات المقبلة. وأشار خامنئي إلى أن الظروف التي يمر بها العالم الآن تؤكد أننا في مرحلة سيتمخض عنها ولادة نظام جديد قائم علي التعددية وسيجعل السلام والأمن علي رأس أولوياته. ورأى أنه العقود الثلاثة الأخيرة تشير بوضوح إلى أن إنبثاق القوى الجديدة کان مصحوباً بضعف القوى القديمة، مضيفا أن هذا التغير التدريجي في القوة يمنح بلدان عدم الإنحياز الفرصة لتتولى دورا مؤثرا ومناسبا على الساحة العالمية.
وأضاف أن مجلس الأمن الدولي "ذو بنية وآليات غير منطقية وغير عادلة كما أنها ليست ديمقراطية بالمرّة"، مضيفا: "هذه دکتاتورية علنية ووضع قديم منسوخ انقضى تاريخ استهلاکه". وتطرق خامنئي إلى الملف النووي في بلاده، مشددا على أن الجمهورية الإسلامية لا تسعى أبداً للتسلح النووي، "کما أنها لن تغضّ الطرف أبداً عن حق شعبها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية". وأضاف "شعارنا هو الطاقة النووية للجميع، والسلاح النووي ممنوع على الجميع"، متابعا "سوف نصرّ على هذين القولين، ونعلم أن کسر احتكار بعض البلدان الغربية لإنتاج الطاقة النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار هو لصالح کل البلدان المستقلة بما في ذلك البلدان الأعضاء في حرکة عدم الإنحياز". وكانت قد بدأت صباح اليوم في العاصمة الايرانية طهران أعمال قمة دول حركة "عدم الانحياز" السادسة عشرة والتي تستمر أعمالها على مدى يومين بمشاركة نحو 120 دولة.