رغم اختفاؤه في المرحلة الماضية وابتعاده عن أضواء الشهرة والصيت، عاد كالصقر مقتنصًا الهدف الجديد في المرحلة القادمة، هو رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، حيث نجح خلال فترة وجيزة في تكوين ثروة طائلة كونها من خلال التجارة في صناعة حديد التسليح، قبل أن يستمر في مواصلة نجاحاته، حيث اختار "أبو هشيمة" السلطة الرابعة الممثلة في سلطة الإعلام، لتعضيد ثورته وسلطته، عبر تكوين إمبراطورية إعلامية، شملت عددا من الصحف والقنوات، كان آخرها استحواذه على قنوات "أون تي في"، بعد شراء أسهمها بالكامل من مالكها الأصلي رجل الأعمال نجيب ساويرس، ليسير أبو هشيمة على خطى إمبراطور الإعلام الأمريكي روبرت مردوخ، ويصبح "أبو هشيمة" بمثابة روبرت مردوخ مصر. وعلي الرغم من كونه رجل أعمال شهير، إلا أنه لم يظهر بقوة إلا في أعقاب ثورة 25 يناير، وبخاصة في فترة صعود الإخوان لسدة الحكم، مستغلاً الحالة الاقتصادية التي مرت بها مصر، ورغم سقوط الإخوان، ظل يدعم "السيسي" حتى لقب بأكبر داعم له في الخارج والداخل.
بداياته
أحمد أبوهشيمة من مواليد 11 يناير 1975 وهو أحد رجال الأعمال المصريين في مجال صناعة الحديد ويمتلك عدة مؤسسات إعلامية كبرى في مصر، منها صحيفة "اليوم السابع".
كانت بدايات أبو هشيمة، غامضة، فقد كان يعمل لدى رجل الأعمال البورسعيدي عبد الوهاب قوطة، أحد ملاك كبار مصنعي الحديد في مصر، وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بنجليه، حتى توترت علاقة "أبو هشيمة"، وآل "قوطة"، ووصلت إلى المحاكم، وتبادلا رفع القضايا والاتهامات بالتدليس.
ولمع نجم "أبو هشيمة"، في تجارة الحديد المصري، بعد الشراكة التي عقدها مع الشيخ محمد ابن سحيم آل ثان ابن الأسرة الحاكمة القطرية، وأصبح يمتلك 7% من سوق الحديد المصري، قبل ثورة 25 يناير، في حين بدأت البنوك تطارد آل قوطة، للبحث عن قروضها.
علاقته بالإخوان
برز "أبو هشيمة"، ليتصدر المشهد الاقتصادي، ولمع كأهم وأكبر رجال الأعمال في مصر، ليتعاون مع رجلي الأعمال خيرت الشاطر وحسن مالك، وأصبح قريباً من دوائر الرئاسة الإخوانية، بعد ثورة 25 يناير، ويذكر أنه ضخ مليار وثلاثمائة ألف جنيه مصري في قناة المحور المصرية وذلك لتحويلها إلى قناة إخوانية برداء مدني. ورغم نفي "أبو هشيمة"، كونه قد اشترى أسهماً في القناة الفضائية، أو يشارك في تمويلها عبر شريكه رجل الأعمال القطري محمد بن سحيم، إلا أنه قبل أسابيع من عزل محمد مرسي، ثبت أنّه المالك الجديد ل "المحور" مع شريكه المصري، وأصبح يمتلك نحو 70% من أسهم القناة، بينما يملك مؤسّسها حسن راتب 25 في المئة من الأسهم، ليتبقّى للشريك الثالث وهو "التلفزيون المصري" 5% فقط، ولم يترك "أبو هشيمة" وسيلة إعلامية إلا وأشاد من خلالها بجماعة الإخوان وبالرئيس المعزول "مرسي".
الإخوان وراء طلاقه ل "هيفاء"
وترددت شائعات كثيرة، حول أن الإخوان طالبت أبو هشيمة في إحدى الوثائق المسربة التخلي عن هيفاء وهبي الزوجة التي لا تتلاءم مع المرحلة الجديدة لعلاقته مع "الإخوان"، فكان الطلاق الذي نفى أبو هشيمة أن يكون للإخوان وعلاقته بهم أي علاقة به، تماماً كما هي حال النفي للتبرعات المؤكدة للإخوان. وتضمنت تلك الوثائق تكليفاً لأبو هشيمة بالعديد من المهام؛ اقتصادية وسياسية وأمنية، وهذه المهام تبدأ بتوطيد العلاقة مع قطر وتنتهي بتصفية أشرف السعد مروراً بالعلاقة مع إيران.
موقف رفع شأنه
وبعد سقوط الإخوان، اعتقد البعض أن "أبو هشيمة"، قد فشل، إلى أن فوجئ كثيرون بقرار من وزارة التجارة ببدء التحقيق في إغراق الحديد التركي في مصر تحت زعم أن تركيا تصدر لمصر ثلاثة ملايين طن حديد تسليح شهريا، وكان أبو هشيمة أحد المطالبين والمنادين بحماية الحديد المصري من الإغراق.
دعمه ل "السيسي"
عرف عنه بأنه أكبر داعم للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت أول محاولات "أبو هشيمة" للتقرب من النظام الحالي والتي أراد من خلالها إثبات أنه غير معنى بالإخوان تماما، شراءه لصفحتين بجريدة التايمز البريطانية؛ زاعما أن هذا الأمر من أجل الدفاع عن ثورة 30 يونيو ضد الأكاذيب التي يروجها تنظيم الإخوان في وسائل الإعلام الأجنبية للإساءة لثورة 30 يونيو ومؤسسات الدولة المصرية.
مواقفه لكسب ود "السيسي"
ولم يكتف "أبو هشيمة" بشراء صفحات في الصحف الأجنبية، فحسب بل اشترى "بنر" في أحد أشهر الميادين الأمريكية للتقرب إلى النظام، حيث تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" الصورة التي وضعها في ميدان التايم بأمريكا ب "السيسي"، وكتب "أبو هشيمة" على الصورة عبارة "الرخاء في مصر الجديدة"، كما اشترى مؤخراً عدة "بنرات" أثناء حضور الرئيس مؤتمر "دافوس الاقتصادي" بسويسرا وكتب عليها: "استثمر في مصر المستقبل" في محاولة منه لكسب ود الرئيس.
ونظرا لتواجده المستمر في الإعلام الغربي، داعماً للجيش والسيسي أصبح يوصف في الإعلام الغربي بأنه من أكبر مؤيدي السيسي.
ونقلت عنه مجلة التايمز الأمريكية التي كانت قد اختارت الرئيس عبد الفتاح السيسي، كأحد المنافسين على شخصية العام، حيث قال مستبقا نتيجة المنافسة إن فوز "السيسي" بلقب شخصية العام الأولى تتويج لدوره الوطني وحب المصريين له.. مبروك لكل المصريين.
أذرعه الإعلامية
يرجح البعض، اتجاه رجل الأعمال، إلى شراء أسهم إعلامية في العديد من المواقع والشركات، لرغبته في حشد أذرع إعلامية تدافع عنه لكونه كان محسوباً على الإخوان، بعد تردده على زيارات بعض قيادات الجماعة في عهد المعزول محمد مرسي، فيما كان يتم تجهيزه لاحتكار سوق الحديد في مصر.
شراكته في "اليوم السابع"
يعد "أبو هشيمة" شريك في صحيفة "اليوم السابع"، والدليل على ذلك أنه سبق وتدخل لفض معركة بصفته مالكا للجريدة بين خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع ومرتضى منصور، مما جعل خالد صلاح يصدر بيانا لتذكير حاملي أسهم موقع "اليوم السابع" والجريدة، "أبو هشيمة والكحكي"، بالميثاق الذي بينهم، قائلاً: "إننا لن نخوض معارككما الشخصية ونعمل بسياسة تحريرية مستقلة ولن نلتزم بمصالحات مع أحد إلا ما يخدم مصر والقارئ والحقيقة".
عضو منتدب في "المحور"
ودخل "أبو هشيمة"، شريكاً وعضواً منتدبا في قناة المحور، إلا أنه بعد ثورة 30 يونيو، ألغت العقد وأعادت إلى أبو هشيمة 160 مليون جنيه كان قد دفعها ليكون العضو المنتدب في شركة قنوات المحور.
شرائه لكافة أسهم "ON TV"
واستمراراً لحشد وسائل الإعلام، اشترى "أبو هشيمة"، كافة أسهم قناة "أون تي في" المملوكة لنجيب ساويرس، وتم توقيع العقد ظهر اليوم، وأصدرت شركة إعلام المصريين بيانا بعد التوقيع، أكدت فيه أن خطوة الاستحواذ على القناة.
وأكد "أبو هشيمة" استمرار القناة وفق رؤية مؤسسها المهندس نجيب ساويرس في دعم استقرار الدولة المصرية والعمل على المساهمة في تحريك الاقتصاد المصري ومساندة القيادة الوطنية المصرية في تحقيق تطلعات شعبنا إلى مستقبل أفضل وفق سياسة إعلامية رشيدة ومؤثرة ودافعة للأمل نحو المستقبل.
وعن الأسباب وراء بيع "ساويرس" القناة ل"أبو هشيمة"، ذكرت مصادر أن الأول تعرض لضغوط عديدة من قبل الدولة بسبب المحتوى البرامجي الذى يقدمه بعض الاعلاميين خلال الآونة الأخيرة، ما تسبب فى حدوث حالة من التضييق الكبير عليه.
صفقة منتظرة مع "الحياة"
وبعد شرائه أسهم فضائية "أون تي في" تداول المصريين أنه سيتم إعلان صفقة بيع "الحياة" خلال فترة وجيزة، حيث أنها في مراحلها النهائية، مما يثبت أن "أبو هشيمة" يحاول استغلال الأزمات المالية التى تعاني منها الفضائيات للسيطرة عليها.