العلاقة بين «بن سحيم» و«بن على» و«حمد بن خليفة» فتحت الملف المثير!! قصة أبوهشيمة مع أمير قطر فى شوارع باريس صفقات المال والسياسة بين بن سحيم وامبراطور الحديد تفاصيل البيزنس الخفى بين «عادل بن على» وإمبراطور الحديد الجديد وديناصورات تهريب أموال التنظيم الدولى الملياردير الصغير أدار صفقاته الغامضة بالملابس «الكاجوال» مع الأمير القطرى بعد تجميد أموال وأرصدة وأكواد قيادات الإخوان، لو أردت أن تعرف لغز استمرار تدفق تمويلات تنظيم الإخوان، فتش عن الاستثمارات الأجنبية داخل مصر!! لا نتهم استثمارات بعينها، أو شركات محددة تحوم حولها الشبهات، لكن نلفت النظر إلى ضرورة إخضاع الاستثمارات الأجنبية لرقابة صارمة خشية أن تكون غطاء أو ستاراً لتمويل تنظيمات إرهابية أو يتم استخدامها (الاستثمارات) لتحقيق مصالح دول بينها وبيننا علاقات متوترة!! بالشفافية وحدها وإتاحة المعلومات، يستطيع رجال الأعمال مصريين كانوا أم عرباً أم من أى جنسيات أخرى أن يبرئوا ساحتهم، فالشائعة لا تولد إلا فى مستنقع الغموض، وحيث تختفى المعلومات الحقيقية وتغيب الشفافية. ولن يكون الاكتفاء بالنفى بكلام مرسل مجدياً أو كافياً، فكلنا نعرف كيف كان الاختراق يتم بطريقة الأقنعة الإخوانية الشهيرة.. وكيف كانت (ولاتزال) أموال الإخوان تتحرك عبر عناصر ليست إخوانية، توصف أحياناً بالخلايا النائمة والوصف الأدق أنها شبكة ترتبط مباشرة بمديرى الماكينة المالية، خيرت الشاطر وحسن مالك. الشائعة من دولة الغموض. الاكتفاء بالنفى بكلام مرسل لن يكون مجدياً أو كافياً، فقد سبق أن نفى الشاطر الكثير والكثير بينما كان الواقع يؤكد أنه ديناصور جديد يقوم بابتلاع سلاسل البقالة والصحف والقنوات الفضائية، ولم يمض كثير من الوقت حتى استطعنا أن نتتبع خطوط شبكة الشاطر، واكتشفنا أن ما ظل ينفيه لم يولد من فراغ، وأن هناك بالفعل شبكة من رجال الأعمال تسعى لتكوين «نخبة بزنس» جديدة أو بديلة لنخبة نظام مبارك، مدعومة بأموال التنظيم أو بأموال الأنظمة التى تدعم التنظيم. هل تصدق مثلاً أنه فى ظل الممارسات التآمرية الواضحة التى تقوم بها إمارة قطر، ضد الدولة المصرية، لا تزال لدينا استثمارات ضخمة لقطريين بينهم من على صلات وثيقة بالنظام الحاكم وينتمون للأسرة الحاكمة؟! أحد أبرز هؤلاء محمد بن سحيم، الذى لم ينل ما يستحقه من الشهرة، ولم تعطه وسائل الإعلام اهتماماً يليق به وبالأسئلة الكثيرة المتعلقة باستثماراته وشراكاته والدور الذى يقوم به فى مصر. التاريخ الشخصى والعملى لمحمد بن سحيم لا يقول شيئاً غير أنه من عائلة آل ثان الحاكمة فى قطر. ولا تكاد تجد أحداً قد سمع اسمه قبل 25 يناير، أى قبل أن يأتى ليضخ مليارات يقال إنه شارك بها أحمد أبوهشيمة الذى لم نعرف أنه كان يمتلك ما يجعله شريكاً فى استثمارات بهذه الضخامة! خاصة، أن حصة محمد بن سحيم شريكاً فى حديد المصريين «فقط»، بدأت ب 300 مليون جنيه، لتصبح شركة (آى أى سى) لإدارة مصانع الصلب (حديد المصريين) التى تأسست فى 22 يوليو 2010، مملوكة لل«المصرى» أحمد حمدى أبوهشيمة عبدالعزيز، و«الكويتى» عبدالله أحمد شاهين يوسف الربيع، ومحمد بن سحيم حمد بن عبدالله آل ثانى. كل ما عرفناه عن بن سحيم هو أنه كان نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للاتصالات المتنقلة (اتصالات) حتى تقدم باستقالته يوم 1 يونيو 2011 أى بعد خمسة شهور تقريباً من ثورة 25 يناير، التى تزامنت مع بدء محاولات إمارة قطر فرض نفوذها وسيطرتها على مصر!! تردد أيضاً أن الأموال التى يستثمرها بن سحيم هى أموال الشيخة موزة أو الشيخ حمد نفسه، وقيل إن الهدف الرئيسى من استثمارها فى مصر هو الدخول فى صفقات وشراكة مع خيرت الشاطر لشراء القلاع الصناعية المصرية ثم السيطرة على الإعلام المصرى، بشكل يجعل إمارة قطر تتمكن من تحقيق أطماعها فى السيطرة على اقتصاد مصر وإعلامها وبالتالى السيطرة على القرار السياسى!! لكن ما أكدته مصادر عديدة هو أن بن سحيم ليس أكثر من واجهة لرجل الأعمال القطرى عادل على بن على المعروف بأنه الشريك الرئيسى لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى! ولعل هذا ما يفسر الصور الغريبة التى ظهر فيها أحمد أبوهشيمة بملابس كاجوال مع أمير قطر!! لقد وصل به الأمر حد «تبرير» أو تفسير صور جمعته بأمير قطر السابق بأنه التقى به صدفة أثناء سيره فى شوارع باريس بدون حراسة!!.. وزعم أبوهشيمة أنه وقف وتبادل معه حديثاً مطولاً عن أحوال مصر السياسية والاقتصادية استمر حوالى 40 دقيقة!! يكاد يكون محمد فودة (بطل قضية فساد ماهر الجندى الشهيرة) هو الوحيد الذى كتب (خلال فترة حكم الإخوان) عن محمد بن سحيم!!.. ذكر فيه «حينما قرر الشيخ محمد بن سحيم أن يستثمر أمواله فى مصر بعد ثورة يناير شعرت أننى أمام شخص مغامر لا يعرف الخوف ولا يدع القلق يتسرب إلى داخله فقد استطاع بالفعل أن يعمل عكس الفكرة السيئة عن خوف رجال الأعمال من الدفع بأموالهم فى أى مكان غير آمن وغير مستقر، فكيف يضخ أمواله فى بلد ما زال يعيش حالة مخاض سياسى». وفى المقال، يضيف محمد فودة: «لقد عشت مع أبوهشيمة مراحل مشروع «حديد المصريين» منذ كان مجرد فكرة اعتبرها البعض من ضرب الخيال فكيف كان يجرؤ أحد على إنتاج الحديد وقت كان الحديد وصناعته حكراً على شخص واحد يحظى بكل الرعاية والدعم من نظام مبارك الذى رحل بلا رجعة، وشعرت كم كان بن سحيم كريماً إلى أبعد مدى وهو يأخذ بزمام المبادرة ويكرس كل إمكانات شركة iic وقدرتها المالية لتحقيق شراكة اقتصادية تستهدف إنجاز المشروع فى أقل من 17 شهراً على أقصى تقدير». والمضحك أن فودة وصف قيام بن سحيم بالاستثمار فى مصر بأنه خطوة «تمثل جزءاً من سيمفونية رائعة فى حب مصر عزفتها القيادة السياسية القطرية الشقيقة تبلورت بشكل عملى فى الزيارة التاريخية التى قام بها سمو أمير قطر إلى مصر عقب قيام الثورة»!! وغير رؤوس الأموال الضخمة التى لا نعرف بالضبط من يملكها، فإن ظهور «الستار» أو أبوهشيمة نفسه كان غامضاً، ويكفى أن تعرف أنه حتى زواجه من «هيفاء وهبى» لم يكن كثيرون يعرفون عنه أكثر من أنه يعمل لدى عبدالوهاب قوطة، رجل الأعمال البورسعيدى المعروف وأحد كبار مصنعى الحديد فى مصر، وقيل وقتها إنه كان «مشهلاتى» نجلى قوطة، وإنه يرافقهما دائماً فى السهرات وخلافه. «سيعود اسم قوطة بعد ذلك مرتبطاً باسم أبوهشيمة فى ساحات المحاكم، وكل منهما يتهم الاخر بالتزوير والتدليس». وبالتزامن مع صعود الإخوان للحكم وظهور ابن الأسرة الحاكمة القطرية، بدأ نجم أبوهشيمة يلمع، مع خفوت وغياب تام لعائلة قوطة!!.. وكان ظهور اسم أبوهشيمة بقوة بعد الثورة جعل البعض يتحدث عن أنه واجهة للإخوان، ويمثل ظهيراً لأحد كبار رجالات الجماعة، وهو خيرت الشاطر، وهو ما نفاه أبوهشيمة قائلاً: إن الإخوان ليسوا فى حاجة لواجهة لأنهم الآن يمسكون مقاليد الحكم، وأشار وقتها إلى أنه عرف حسن مالك، بعد الثورة قبل إنشاء لجنة تواصل، وذلك عن طريق جمعية «ابدأ»!! وبعد أن كانت الصحف تتابع أخبار رجل الأعمال الشاب باعتباره زوجاً للنجمة هيفاء وهبى، بدأت تنتشر أخبار قفزاته فى سوق الحديد، فقيل إنه أراد القفز من نحو 7% من السوق إلى نحو 23% الأمر الذى جعل المتابعين يرجعون ذلك إلى «شراكة» مع رجلى الأعمال الإخوانيين خيرت الشاطر، وحسن مالك. ومما رجح تلك الفرضية، تزامنها مع أخبار استقبال محمد مرسى لأبوهشيمة فى القصر الرئاسى إضافة لقربه الواضح من الدوائر العليا فى مكتب الإرشاد وفى الرئاسة الإخوانية. هذا القرب الذى تم به تفسير انحياز الصحيفة التى يمتلكها لتنظيم الإخوان، للدرجة التى جعل عنوان صفحتها الأولى الرئيسى «ينفرد» بخبر فوز محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة قبل أيام من إعلان النتيجة بشكل رسمى!! - وتدريجياً بدأ اسم أبوهشيمة فى أخبار الصحف يرتبط ب«الجماعة»، جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن كان مرتبطاً ب«الجماعة» أو زوجته السابقة هيفاء وهبى!! ومع إنشاء القيادى الإخوانى والملياردير حسن مالك الجمعية المصرية لتنمية الأعمال «ابدأ» والتى ضمت أبرز رجال الأعمال المتواجدين فى مصر فى الوقت الراهن وهم: إيهاب الفولى، أسامة فريد، الدكتور سمير النجار، أحمد أبوهشيمة، صفوان ثابت والدكتور عصام الحداد، بدأ الجميع يتحدث عن أن مالك مفوض من قبل جماعة الإخوان المسلمين لتكوين تكتل جديد من رجال الأعمال الإخوان وغيرهم عقب رحيل رجال أعمال النظام السابق!! وبينما كان رجال أعمال المخلوع يتساقطون كورق الشجر يوماً بعد الآخر كان نجم مالك يتصاعد شيئاً فشيئاً، وبدأ اسمه يتردد بقوة داخل الوسط الاقتصادى. والملفت هو أن أبوهشيمة أعلن فى أحد حواراته أنه لم يواجه أى مشاكل تتعلق بالرخص. وأن أول رخصة حصل عليها فى 17/1/2011 أى قبل الثورة بأسبوع.. ثم اشترى مصنع بورسعيد بترخيصه ومصنعاً فى العين السخنة وإسكندرية للصلب، عن طريق محكمة الإفلاس بمبلغ 82 مليون جنيه وطوره ب150 مليوناً.. ثم مصنعاً بالاسكندرية بإنتاجية 250 ألف طن خصص منها 7% للسوق فى البداية للوصول إلى 20% للسوق المصرى. أضف إلى ذلك أن أبوهشيمة كان أبرز الداعين إلى مشروع إقليم قناة السويس الذى كان من أسباب غضب المصريين على نظام الرئيس المعزول. وما يثير الدهشة هو أن رجل الأعمال الشاب الذى لا يترك فرصة الآن إلا ويعلن براءته من تنظيم الإخوان هو نفسه الذى سألته جريدة الأهرام المسائى وقت كان الإخوان فى الحكم: كيف ترى أداء الإخوان المسلمين؟ فتوقع فى إجابته أنهم «سوف يقودون الأمة إلى الازدهار.. وأقول لليبراليين: إن الإسلاميين قبل الثورة كانوا يملأون السجون ولاقوا شتى أنواع العذاب لكن شاء الله أن يكون رئيس الجمهورية واحداً منهم». وفى الحوار نفسه قال أبوهشيمة ما يجعلنا نعيد قراءة صوره الكاجوال مع حمد بن خليفة آل ثانى بشكل مختلف!!.. فقد قال بالنص: «أحلم بإنشاء مدينة صناعية قطرية فى مصر; حيث وضعت دراسة فى هذا الإطار ترتكز على إنشاء محطات كهرباء وصناعات تكميلية باستثمارات 7 مليارات دولار.. وسوف أقابل أمير قطر بإذن الله لأخذ موافقته». وربما لا يخفى على أحد ارتباط اسم أبوهشيمة بما كان يوصف ب«مجلس الأعمال القطرى» الذى كان عضواً فيه ثم نائباً لرئيسه، ومما يستوجب الذكر ووضع عشرات الخطوط تحته هو أنه أثناء زيارة رئيس الوزراء القطرى «وقتها» حمد بن جاسم، لمصر عرض عليه أبوهشيمة إقامة منطقة حرة تعمل بالغاز المستورد من قطر، تجمع المصانع كثيفة الاستخدام للطاقة!!.. وعرفنا وقتها من أبوهشيمة نفسه أن رئيس الوزراء القطرى رحب بالمشروع، وأظهر اهتمامه بالاستثمار فى مصر فى مشروعات شرق التفريعة، والساحل الشمالى!! ولم يكتف رجل الأعمال الشاب بذلك، بل أضاف أنه من النتائج الإيجابية للزيارة موافقة رئيس الوزراء القطرى على رعاية مجلس الأعمال المشترك، وهو ما استنتج منه أبوهشيمة أن ينتج عنه دعم من قطر للاستثمار فى مصر وتشجيع كبار المستثمرين لديها على ذلك!! تزداد درجة الدهشة والغرابة وربما الريبة، حين يضاف إلى ما سبق قيام أبوهشيمة بضخ مليار وثلاثمائة ألف جنيه فى قناة المحور، ليستحوذ على نسبة 40٪ وهى الصفقة التى كادت تتحول بها القناة إلى قناة إخوانية برداء مدنى يقودها طارق الفطاطرى. صفقة المحور، ظلت سرية، وكان أبوهشيمة ينفى أن يكون قد اشترى أسهماً فى المحطة، أو يشارك فى تمويلها عبر شريكه القطرى محمد بن سحيم، غير أنه عاد وأقر بها نافياً أن يكون لشريكه دخل فيها!!.. قبل أن يعلن حسن راتب عن استرداده للأسهم بشكل أثار «ريبة» من يعرفون الطرفين ويعرفون الدوائر التى يتحركان قرباً وبعداً منها أو عنها. ثم كانت شركة إعلام المصريين للدعاية التى تأسست فى 2 يونيو 2013، وشاركة فيها عاطف أبوهشيمة ووفيق على عبدالفتاح المخزنجى.. وتردد وقتها أن محمد بن سحيم أحد الممولين الأساسيين للشركة، وأنه يسعى إلى شراء عدد من القنوات المصرية، ليظل وجود محمد بن سحيم غامضاً فى مساحة تحرك أبوهشيمة على خريطة القنوات الفضائية. لقد وصل به الأمر حد إعلان أنه أجرى اتفاقاً مع وكالة أنباء الشرق، على إعادة فتح مكتب للوكالة فى العاصمة الكينية (نيروبى)، على أن يتبع افتتاح هذا المكتب خطوات أخرى سيتم الإعلان عنها مستقبلاً!! الغريب أن بن سحيم ظهر فى ديسمبر 2013 رئيساً لوفد رجال الأعمال القطريين الذين شاركوا فى منتدى الاستثمار الخليجى الذى انعقد بالقاهرة، وهو الوفد الذى ضم 18 رجل أعمال، منهم من له استثمارات قائمة بالفعل فى مصر وآخرون لديهم طموحات استثمارية، وأعلنوا وقتها أنهم جاءوا من أجل تحقيقها ونحن كرجال أعمال قطريين نمثل القطاع الخاص نعلم جيداً قيمة ومستقبل مصر فى الاستثمار ولا توجد أى موانع من أى نوع لإقامة استثمارات قطرية جديدة واستكمال ما هو موجود. وفى بيان أصدره، أكد بن سحيم أن شركته تقوم بدراسة عدة مشروعات جديدة فى مصر فى عدد من المجالات والأنشطة الاقتصادية المختلفة، وأشار إلى أن «المشاحنات السياسية، لا شك ستزول لأننا فى النهاية عرب وإخوة مهما حدث»!! لن نتوقف عند الاتهامات العديدة التى لاحقت أبوهشيمة والتى كان بينها اتهامه بالحصول على رخصة الحديد فى المنيا دون مقابل وهو الاتهام الذى تحفظ عليه أبوهشيمة حتى صدر حكم قضائى برد الترخيص الذى أقيم عليه المصنع والذى منحه له الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق مع شريكه القطرى وبعد تغيير حكومة شرف وتولى حكومة الجنزورى صدر الحكم برد الرخصة إلى هيئة التنمية الصناعية. كما لن نتوقف عند رجل الأعمال اللبنانى «رفيق الضو». وقد لا يكون مناسباً الآن طرح أسئلة منطقية حول الصيغة التى ساندت بها هيفاء وهبى زوجها السابق وهى القريبة من صالونات السياسة وكواليسها، وكثيرون يعرفون أنها شيعية وتدين بالولاء التام لحزب الله وزعيمه الشيخ حسن نصرالله الذى قالت إنها تمنت طوال سنوات عمرها أن تقف وجهاً لوجه أمامه وأن الصورة التى ارتسمت له فى ذاكرتها، كانت باعتباره رمزاً لعائلتها!! كما لن نتوقف عند ما أشيع عن أن هيفاء كانت «عرابة» الصفقات بين أبوهشيمة وحسن نصرالله وأن علاقة البيزنس تحولت إلى قصة حب حقيقية كللت بالزواج!! لكن ما يهمنا الآن تتبع قفزات «أبوهشيمة» وشريكه القطرى، بعد صعود التيار الإسلامى وما من شك فى أنه كان (ولايزال) يحظى بمكانة مميزة فى دول الخليج بدعم قطرى مطلق، دفع وزير الصناعة الإخوانى حاتم صالح إلى إصدار القرار رقم «944/2012» بتحديد قيمة 299 جنيهاً للطن كرسم حماية (نحو 6.8%، وهو ما أدى فيما بعد إلى ارتفاع سعر الحديد بما يقترب من 25%) فكان أن أرسل أبوهشيمة إشارة إلى موزعى الحديد بزيادة الأسعار قبل صدور القرار بنحو 24 ساعة بمبلغ 300 جنيه أى نفس قيمة القرار تقريباً، وتردد وقتها أن أبوهشيمة وشريكه حققا وقتها مكاسب بلغت 4 مليارات جنيه بعد القرار الذى حصل عليه من وزير الصناعة الإخوانى حاتم صالح على متن الطائرة المتجهة إلى أسيوط أثناء حادثة القطار الشهيرة!! والإشارة هنا واجبة إلى أن رجل الأعمال الشاب كان أطلق قبل القرار بأيام معدودة، حملة إعلامية تحت زعم تعرض صناعة الحديد المصرى لخطر الإفلاس وطالب فيها حكومة هشام قنديل باتخاذ إجراءات حمائية ضد الحديد المستورد. لقد عانينا كثيراً من سيطرة رجال الأعمال على مجريات الحياة السياسية خلال السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك ونخشى أن يحاول أبوهشيمة وأمثاله تكرار السيناريو نفسه، أو على الأقل الإيحاء بوجوده عبر ما يشيعه عن نفسه وما يحاول إثباته بالأخبار التى يروج لها عن الخدمات التى يقدمها للنظام، وكان أبرزها هذا التقرير الغريب «المستفز» الذى نشره موقع «أصوات مصرية» عن عشاء العمل المزعوم الذى قال إنه سيقيمه فى سويسرا على شرف الرئيس عبدالفتاح السيسى. تشخيص ما نحن فيه، هو أننا فى حالة انفلات إعلامى تسبب فيها رأس المال المشبوه وهى الحالة التى تحتاج الآن إلى درجة كبيرة من الحذر لأن الإعلام صناعة أخطر من صناعة السلاح. إن صناعة الرأى العام أصبحت مهددة بفعل تسلل بعض الممولين «أجنبياً» ورجال الأعمال (منهم الممولون أجنبياً أيضاً) إلى قطاع الصحافة والإعلام، كل ما يعرفونه عن المهنة وأدواتها، هو استخدامها فى التخديم على مصالحهم أو النيل من خصومهم، مع سهولة شراء صحفيين «لقطاء» تخصصوا فى لعق أحذية من يدفع.