أكد بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية المشارك في مفاوضات جنيف، أنه سيلتقي المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا بعد غدٍ الاثنين، وذلك بعد إعلان المعارضة تعليق مشاركتها في أي محادثات رسمية، فيما رفض دي ميستورا قرار المعارضة باعتباره "استعراضاً دبلوماسياً"، بينما رفضت الأخيرة العودة من دون ضمانات بتحقيق مطالبها. وقال الجعفري إنه بحث القضايا الإنسانية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وسيجتمع معه مجدداً بعد غدٍ الاثنين.
وكان رئيس وفد الحكومة يتحدث إلى الصحافيين في جنيف عقب محادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بعد أن علقت الهيئة العليا للمفاوضات الممثل الرئيسي للمعارضة مشاركتها في المحادثات الرسمية وغادرت المدينة السويسرية.
وندد الجعفري بالعقوبات غير القانونية التي تفرضها القوى الكبرى على بلاده. وأضاف أن هذا يشمل مقاطعة البنوك السورية ومنع الاستثمار في سوريا، مشيراً إلى أن الاستثمار الوحيد في سوريا على ما يبدو هو الاستثمار في الإرهاب وقال إن هذا يبدو مشروعاً ناجحاً. ولم يتلق الجعفري أسئلة من الصحافيين.
وغادر المزيد من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة جنيف احتجاجاً على تكثيف الغارات الحكومية. ووفق مصادر في المعارضة، فقد غادر الناطق باسم الهيئة وشخصان آخران يتولون متابعة اللقاءات غير الرسمية في جنيف.
من جهته، أكد قدري جميل، المعارض القريب من موسكو أن الجولة الراهنة تتواصل حتى الأربعاء المقبل في جنيف، على رغم انسحاب وفد الهيئة العليا للمفاوضات. وقال جميل: مستمرون حتى 27 أبريل وفق نص الدعوة الأولى التي وصلتنا من دي ميستورا، مضيفاً أن اتصالاتنا مستمرة وسنلتقي المبعوث الأممي مطلع الأسبوع المقبل لاستكمال بحث رؤيتنا للانتقال السياسي.
وقلل جميل من أهمية انسحاب وفد الهيئة العليا للمفاوضات، معتبراً أن "وفد الرياض هو وفد من الوفود المشاركة وليس الوفد الوحيد، ويجب إزالة فكرة أنه الوفد القائد المشارك" في المفاوضات.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قرار المعارضة عدم الاستمرار في المحادثات لن يعود بخسارة إلا على جهة واحدة وهي الهيئة العليا للمفاوضات ذاتها.
وكانت روسيا قد اتهمت المعارضة بالابتزاز بعد اتخاذ قرار مغادرة جنيف، بينما وصف دي ميستورا انسحاب المعارضة بالاستعراض الدبلوماسي، معلناً استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل.
وقال دي ميستورا في مقابلة مع التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية إن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية. وأضاف: "لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار. يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية".
ورداً على لافروف ودي ميستورا، قال رئيس المجلس الوطني السوري ونائب رئيس الوفد المفاوض إلى جنيف جورج صبرا، إنه لا يمكن استئناف المفاوضات من دون وفد الهيئة العليا. وأكدت هيئة المفاوضات أنها الممثل الوحيد للمعارضة في المحادثات، قائلة إن النظام وحلفاءه الروسي والإيرانيين هم من يستعرضون بالجرائم التي يرتكبونها بحق السوريين.
وأشار الناطق باسم الهيئة العليا منذر ماخوس إلى أن الهيئة لم تقاطع المحادثات وإنما طالبت بتأجيلها حتى يرضخ النظام للشروط.