فتحت واقعة قيام أمين شرطة بإطلاق النار على عدد من المواطنين، مستخدماً بندقية آلية، ليقتل اثنين منهم ويصيب ثالثاً، في وضح النهار بمنطقة القاهرة الجديدة، الباب واسعاً لتوجيه الانتقادات إلى المنظومة الأمنية المعمول بها في مصر. الواقعة ليست الأولى، وبحسب أكثر المتفائلين لن تكون الأخيرة، حيث سبق لعدد من أمناء الشرطة ارتكاب "جرائم" بحق الآلاف من المصريين، بداية من انتهاك حقوقهم، واغتصاب نسائهم، حتى قتلهم بدم بارد، خاصةً أنهم لن يغلبوا في إيجاد المبررات.
في السطور التالية ترصد "المشهد" عدداً من أبرز جرائم أمناء الشرطة بحق المصريين، منذ بداية العام 2016 الجاري، وحتى واقعة "بائع الشاي" في مدينة "الرحاب" الثلاثاء:
قتل وسرقة: في 20 يناير، قررت نيابة حوادث شمال الجيزة، حبس أمين شرطة وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة القتل العمد لتاجر بسبب خلافات على إيجار شقة بمنطقة إمبابة، وكشفت النيابة أن أمين شرطة بقسم الوراق وزوجته وراء الحادث، كما كشفت التحريات أن الجثة لتاجر أدوات كهربائية، وكان أمين الشرطة "وائل"، مستأجرًا لشقة بنظام القانون الجديد بعقار يملكه المجني عليه، وتأخر في سداد الإيجار لعدة أشهر، حتى تراكمت الديون عليه، وأخذ المجني عليه يطالبه بدفع الإيجار المتأخر، فعجز أمين الشرطة عن السداد.
تسهيل التهريب: في اليوم ذاته، أحالت نيابة النزهة بمطار القاهرة، أمين شرطة يعمل بإدارة مكافحة المخدرات بمطار القاهرة ل"الجنايات"، لاتهامه بتسهيل مرور 1.5 مليون ريال مملوكين لتاجر، كان في طريقه إلى إحدى الدول العربية من المطار، ووجهت له تهمةالحصول على رشوة، وأوضحت التحقيقات أن أمين الشرطة اتفق مع مسافر مصري يعمل في دولة خليجية، على تسهيل تهريب المبلغ من المطار، مقابل حصوله على 3 آلاف جنيه رشوة.
اعتداءات وإهانات: في 27 يناير، قال أحمد يحيى، المسؤول الإداري بحزب "المصريين الأحرار"، إنه تعرض ل"إهانة بالغة" في كمين عيون موسى، وهو في طريقه إلى شرم الشيخ، رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلاً: "أمين شرطة في كمين عيون موسى، طلب مني خلع البنطلون من أجل تفتيش ملابسي، ورغم أنني لم أعترض، لكنه تمادى في ذلك وطلب مني خلع الملابس الداخلية"، وأكد يحيى أن أمين الشرطة لم يراع أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمد إيقافه مدة طويلة خلال التفتيش، مضيفا: "ليس لديّ اعتراض على التفتيش، لكني أطالب بتطبيق القانون."
صفع سيدة المترو: في 2 فبراير، قام أمين شرطة بصفع سيدة على وجهها، في محطة مترو "الخلفاوي"، بسبب تعطيلها القطار المتجه إلى المنيب لمدة 10 دقائق تقريباً، لرفضها ركوب رجل أربعيني مع زوجته وابنه الصغير في عربة السيدات، حيث أمسكت أبواب العربة، ما أدى إلى عدم استطاعة سائق المترو أن يستكمل الرحلة، وتوقف الحركة على خط شبرا الخيمة - الجيزة.
غش وانتحال: في 4 فبراير، أحال الدكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف، الطالب "نجم الدين. إ" ويعمل أمين شرطة بقسم المصنفات الفنية إلى مجلس تأديب وحرمته من الامتحان، بعد انتحال طالب آخر في الفرقة الرابعة بكلية الحقوق يدعى "هشام ع"، صفة أمين الشرطة المحال للتحقيق ليؤدي الامتحان بدلا منه.
ضرب ممرضة كوم حمادة: في اليوم التالي 5 فبراير، اعتدى أمين شرطة بالضرب على ممرضة بمستشفى كوم حمادة في البحيرة، ما دفع نقابة التمريض لإرسال رسالة استغاثة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، للتحقيق في وقائع الاعتداء على المنشآت والأطقم الطبية، وإحالة المعتدين لمحاكمات جنائية.
سرقة "توك توك" المنيا: وفي 11 فبراير، ألقت أجهزة الأمن في المنيا، القبض على شخصين بينهما أمين شرطة، في أثناء محاولتهما سرقة "توك توك"، بمركز مطاي في المنيا، حيث تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن المنيا، إخطاراً من مأمور مركز شرطة مطاي، يفيد بتمكن الأهالي من ضبط شخصين بينهما شرطي، في أثناء شروعهما في سرقة "توك توك" من أحد المواطنين بالطريق الزراعي أمام قرية الكوادي.
احتجاجات الأطباء: في 12 فبراير، احتشد آلاف الأطباء، في دار الحكمة مقر نقابة الأطباء، للمشاركة في الجمعية العمومية الطارئة للنقابة، بحضور الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء، والدكتورة منى مينا وكيل النقابة، ورفع الأطباء لافتات كتب عليها "المحاكمة الفورية لمن أهان أطباء المطرية"، و"الحرية للأطباء"، و"أنا الطبيب من سيخيط لي جرح كرامتي"، كما تضامن المئات من المواطنين مع الأطباء، ورفعوا لافتات "متضامن مع أطباء المطرية ضد بلطجية الداخلية."
خطف وإكراه: في 13 فبراير، قررت نيابة أول مدينة نصر حبس أمين شرطة، مفصول، 4 أيام على ذمة التحقيق، لاتهامه بخطف صهره وإكراهه على التوقيع على إيصالات أمانة، وكانت النيابة أمرت باستدعاء المتهم من محبسه، حيث كان يقضي عقوبة بالحبس في قضية سلاح؛ لمواجهته بتهم خطف صهره وإكراهه على التوقيع على إيصالات أمانة بمساعدة ضابط شرطة بمصلحة السجون، و4 أشخاص آخرين.
انتهاك كرامة نائب: في اليوم التالي 14 فبراير، قال الدكتور مهندس محمد عبدالغني، عضو مجلس النواب، إنه تعرض لاعتداء اللفظي من قبل أحد أمناء الشرطة بالمطار، في أثناء استقباله لابنته العائدة من رحلة مدرسية بإسبانيا، حيث أوضح عبدالغني أن أمين الشرطة نهره بعد أن طلب منه اجتياز نقطة معينة بحدود الدائرة الجمركية، بينما سمح لآخرين باجتيازها، وعندما طلب منه النائب أن يطبق القاعدة على الجميع، طلب منه الأمين أن يغلق فمه بشكل غير مقبول، على حد قوله.. واتجه النائب بدوره إلى الضابط المسؤول، لطلب توجيه الأمين بالقول بحسن معاملة الجمهور، إلا أن الضابط انضم إلى الأمين ورفعا صوتهما على النائب على حد قوله ثم طلبا الاطلاع على كارنيه عضويته بمجلس النواب بعد اكتشافهما هويته، إلا أنهما أخذاه منه ورفضوا إعادته.
تحرش جنسي: وفي 17 فبراير، قررت نيابة شرق القاهرة الكلية، حجز أمين شرطة لحين ورود تحريات المباحث، بشأن اتهامه بالتحرش بسيدة أمام محطة مترو المرج، واستمعت النيابة لأقوال المجني عليها، وقالت في التحقيقات إن أمين الشرطة تحرش بها في أثناء وجودها أمام محطة مترو المرج، وهددها بسلاحه لاصطحابها للمنزل معه.
قتل "دربكة" الدرب الأحمر: وفي 18 فبراير، تجمهر أهالي منطقة الدرب الأحمر أمام مديرية أمن القاهرة، عقب مقتل أحد المواطنين على يد أمين شرطة، وقالت مديرية أمن القاهرة، إن الواقعة تتمثل في قتل أمين شرطة من قوة إدارة النقل والمواصلات للمواطن محمد عادل إسماعيل، وشهرته "دربكة"، بعد مشادة كلامية بينهما، مشيرة إلى أن الأمين كان في فترة الراحة.
تجدد الأزمة مع الأطباء: وفي الثاني من مارس، سجلت مستشفى الأميري الجامعي في الإسكندرية، واقعة تعد جديدة لأمين شرطة بإدارة الترحيلات، يدعي "هاني. م"، على طبيب بقسم الطوارئ والاستقبال، يدعى محمد طارق، وتسبب في كسر ذراعه الأيسر، وخلع في إصبعه، وذلك بعد أن حاول الطبيب الدفاع عن طبيبة زميلته، بعد رفع أمين الشرطة السلاح في وجهها.
الإتجار في المخدرات: وفي اليوم اللتالي 3 مارس، أحالت نيابة حدائق القبة، أمين شرطة و3 آخرين، للتحقيق، بتهمة الإتجار في المواد المخدرة.
هتك عرض واختطاف: وفي 17 مارس، أمر أحمد تعلب وكيل أول نيابة قسم أول شبرا الخيمة بالقليوبية، برئاسة المستشار مصطفى المتناوي، بحبس أمين شرطة، لاتهامه بهتك عرض طفلة عمرها 12 عاما، ومحاولة اختطافها في أثناء ذهابها للمدرسة برفقة زميلاتها بمنطقة "عزبة عثمان" في شبرا الخيمة.