تكتب :عندما يَخفُت الصخب!! اِنتظَرت حبيبتى عندما يَخفُت الصخب كى استطيع إفراغ ما فى جعبتى على أعتاب مرقدكِ الأخير، فكلما اقترب هذا اليوم تحديداً شعرت بتلك الكتلة الصخرية المخبأة بقلبى تتحرك وتتحرك، بل وتحاصر أنفاسى أثناء زحزحتها الثقيلة حين تَدلّت معها خسائرى الفادحة. حاكيتكِ يا (مَالِكة الفؤاد) بذات التوقيت فى العام الماضى ولكن على أوراقى، فلم أكن أتجرأ على المثول أمام عينيكِ.. كنت أعلم أن النهاية قد أوشكت، ربما كان هذا هو أخر أعياد أمومتكِ معى على مسرح تلك الدنيا الصاخبة، لكنه حتماً ليس الأخير فى دنياكِ الخاصة بى.. كنت فى ذلك الحين كلما مرت مناسبة هامة وأنتِ معى حمدت ربى وتمنيت أن تتوالى الأحداث من حولى وأنت إلى الجوار دونما التفكير فيما هو آت. بعيدكِ الأخير (حبيبتى) خُضْت بقلمى جولاتى الخاسرة وحدى، كى لا ترمقنى عيونك الكاشفة لوهج حزنى اللامع أسفل أقنعتى الصماء، فتُدرِكين ما أخفيه من انكسار.. كان يمكنكِ إجتذاب ما أدفنه فى قاع نفسى.. ودائماً وأبداً ما كنتِ "جبلى" الذى لا يهتز سوى لدموعى. رُحت أُخفى هذا الدَمع المُختنِق عنكِ كى أروى أسطورة صبرك بندى قلبى الباكى سراً، ولم تواتنى الشجاعة أن أُطلِعكِ على ما سطرته يداى فى عشقكِ.. كيف لا أطلعكِ على هديتى الأخيرة لكِ، وأنت صاحبة الإطراء المحبب الى قلبى دائماً، الذى كلما حظيت به، شعرت بالزهو والاكتمال.. سامحينى يا ( أغلى الناس) فقد كنت أودع أخر عهدٍ يجمعنى بكِ. والأن بعد أن أصبحت دونكِ، حرصت أن أمارس طقوساً تناسب خسارتى واغلقت مسامعى عن كل المؤثرات التى تهيج مشاعرى المُخدَرة فى يوم كهذا .. وكأننى أفقد ذاكرتى، بل ولا أعبأ بالحركة الصاخبة من حولى.. فأتذوق للمرة الأولى شعور (اليُتْم) وكيف يبدو وسط الصخب ؟؟ اكتشفت أنه فى أفضل الأحوال لا يكون سوى تَنصُل من اللحظة الآنية وإيقاف مؤقت لحركة الزمن، ربما ركضاً خلف ذكرى دافئة قبل أن تعتريها البرودة الإجبارية. فإذا بالماضى يأخذنى معه فى رحلة قصيرة حين كنت أخرج من المدرسة وأحرص على اقتناء كارت معايدة يليق برقتكِ.. كنت دائماً أختار لكِ الورود واعتنى بكلماتى التى سأرفقها إليك على ظهر بطاقتى المتواضعة.. فى الوقت الذى تهافتت فيه صديقاتى على شراء العطور والاكسسوارات وغيرها كهدايا يحصدن بها رضا أمهاتهن، كنتِ أنتِ بانتظار طقوسى الخاصة فى عشقكِ، فدائماً وأبداً آسرنى إهدائكِ الورود برفقة الكلمات ولطالما أستأثرت باستحسانكِ لطريقتى فى التعبير لكِ عن حبى واحتفظتِ بتلك الكروت فى زهو وسعادة، أدركتهما أكثر وأكثر عندما عثرت عليهم بين أشيائكِ رغم مرور كل هذه الأعوام. )حبيبتى) ساحة افتقادكِ لا تتضاءل مع الأيام، بل تتسع، لكنى أقاوم وأتشبث لأجل روحكِ الغالية التى تتحسسنى، فأخشى أن تلمسها أحزانى.. هديتكِ الجميلة و ورودكِ المحببة لن أنساها، أرسلتها إليكِ (مَلِكتى المتوجة) ولكن بلغة السماء الصافية.. آيات قرآنية ودعوات من صميم الفؤاد.. ( كل عام وأنتِ سيدة عَالَمى وملاك رحلتى وحارس دربي ). المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية