سنوات طويلة ومستشارو التربية والتعليم يجربون نظريات عدة لتعديل حال التعليم فى مصر وتطوير المناهج والنتيجة كما نراها تدهورحال التعليم وخروج أجيال نعلم جميعاً انها لاتفقه شيئاً بالفعل. خذ أى عينة عشوائية كافية من صفحات مواقع التواصل الإجتماعى وحلل منشورات المراهقين على إعتبار أنهم العينة المسموح لهم بالتواصل، وسجل كم الأخطاء اللغوية الرهيبة فى اللغة العربية أوالانجليزية ،هذا لو توهمنا أنهم يكتبون بأى من اللغتين وليست باللغة العقيمة التى تٌسمى بالأنجلو آراب والتى يستسهل الشباب الكتابة بها ويتقنونها بعيداً عن المعتاد والمفروض. ولاحظ أيضاً السطحية فى المعلومات والاهتمامات والتعبيرات. وستخرج من هذا أن التعليم فى مصر على مستوى مدارس اللغات التى تدرس المناهج القومية منهار ونتائجه شبه منعدمة على أرض الواقع. فما بالك بالمدارس العامة التى تدرس نفس المناهج باللغة العربية؟؟ فى إطار تنسيقى لحملة " وعيّنا" لنشر التوعية بإضطراب قلة التركيز وفرط الحركة فى المدارس العامة الابتدائية فى محافظة الجيزة رأيت بشكل مباشر وعملى حال مدارسنا. كنت أسمع ترديد الأطفال فى الفصول المجاورة كلام المدرسة وراءها دون أن يفهمون معنى ما يرددون، كنت ارى الأطفال فى فناء المدرسة معظم اليوم يلعبون الكرة والمهم أنهم بين أسوار المدرسة. كنت أرى الأولاد الأكبر سناً خارج المدرسة يدخنون السجائر ويعاكسون المارة أمام باب المدرسة بمرأى من البواب، وسمعت من المدرسين أن العنف ينتشر بشكل غير مسبوق فى السنوات الأخيرة وليس للمدرسين أوالأخصائيين الاجتماعيين من أى حلول يقومون بها تجاه هذا سوى حماية أنفسهم. رأيت العجب ولم أتعجب لأنه بشكل ما كنت أشعر أن هذا هو حال التعليم بدليل المنتج الذى يصلنا فى الجامعة فى نهاية المطاف. لكن ما يثير عجبى كل يوم هو أن منظومة تطوير التعليم تسير بمنتهى الهمة وأن عملية التطوير على قدم وساق، فالمناهج تٌحذف وتٌضاف وتزداد ثقلاً فى كل إتجاه وتنحنى ظهور الطلبة واهاليهم أربعة مرات فى السنة الدراسية للمذاكرة التى لاتخرج عن كونها حشواً مستمراً لمادة فوق طاقة البشر، يفرغونها على ورق الاجابة وينسونها فى لمح البصر بعد الخروج من اللجان، ولاشيء يٌضاف إلى المجتمع اللهم إلا المكافآت المالية التى يتقاضاها اعضاء لجان تطوير التعليم، ويوازى هذا فى جامعاتنا مسألة الجودة التى تطلع بناس الى السماء مادياً وتخسف الأرض بناس بينما فى أغلب الأحوال هى ورق يتم " تستيفه" وتنظيمه وإنتهى الأمر. منذ سبعة سنوات أى منذ التطوير الأخير للتعليم زادت المناهج وثقٌلت بشكل غير مسبوق على إعتبار أن جيل المحمول والانترنت أكثر ذكاء ممن قبله، وبعد سبعة سنوات لم يزد الأمر إلا سوءً فهل تتعقل وزارة التربية والتعليم وتفكر خارج الصندوق مرة واحدة وتجعل فى لجنة تطوير التعليم الأمهات والمدرسين والمدرسات الذين يتعاملون مع المناهج بالفعل، وتخفف الوزارة المناهج إلى أقصى درجة ممكنة على الأقل لتضمن خروج أجيال تقرأ وتكتب وتجمع وتطرح وتضرب وتقسم بحق الله، أى تمحو أميتها على المستوى الأول والبدائى لمحو الأمية فى كل السنوات؟ المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية