بعد 12 يومًا من المتعة والإثارة اختتم مهرجان كان السينمائى الدولى دورته الثامنة والسبعين، التى انعقدت من 13 إلى 24 مايو 2025، وكان الختام هو الأكثر إثارة فى تاريخ المهرجان، بعدما انقطع التيار الكهربائى عن مدينة كان وجنوب فرنسا كلها من العاشرة صباحًا ليصيب المدينة بالشلل التام لأكثر من خمس ساعات، ويصيب ضيوف المهرجان وسكان المدينة الساحرة بالهلع والخوف، وقد عاشوا حرفيًا أحداث فيلم خيال علمى هوليوودى، خرج الناس من بيوتهم يهرولون فى الشوارع بحثًا عن سبب انقطاع التيار ومعه كل شبكات الاتصالات والإنترنت، الشوارع فى حالة فوضى لا تستوعبها طاقة الشرطة وسياراتها التى تجوب أنحاء المدينة، صراخ منظمى المرور كان كافيا لإثارة الفزع، الكل مرتبك ولا أحد يعلم ماذا حدث، وحالة التوتر الشديد التى كانت تتعامل بها الشرطة المنتشرة فى الشوارع كانت كافية لتعلم أن الأمر ربما يكون خطيرًا أو أن شيئا ما قد حدث ولم يتم الإعلان عنه ! صناع الأفلام والنقاد وغيرهم من عشاق السينما خرجوا فى حالة هلع من قاعات العرض، تجمهروا على الأبواب فى انتظار عودة التيار، أو شبكة تليفون للاتصال بذويهم لكن كان كل شىء بالمدينة خارج الخدمة... ولم يبق إلا قصر المهرجان، فهرول الجميع إليه، ونجح القصر فى احتواء الضيوف، ورغم إصابة كثيرين بنوبات هلع بسبب انتشار تقارير أفادت بأن سبب انقطاع التيار هو عمل تخريبى متعمد، وظن البعض أن حفل الختام قد يتم إلغاؤه لكن تيرى فيرمو مدير المهرجان أكد أن القصر سيعمل كمصدر للطاقة، وسيقام حفل الختام وتوزيع الجوائز فى الموعد المحدد وهو ما حدث فعلًا، لكن فرحة المدينة بعودة التيار الكهربائى والاتصالات من جديد تجاوزت فرحتهم المعتادة بليلة الحفل أو اهتمامهم بالجوائز والريد كاربت! اقرأ أيضًا | مهرجان كان السينمائي | فيلم «القيمة العاطفية» يفوز بالجائزة الكبرى حادث بسيط وجائزة غير مستحقة! فاز الفيلم الإيرانى «حادث بسيط» لجعفر بناهى ب السعفة الذهبية، رغم أنه ليس أفضل الأفلام بالتأكيد، لكن لجان تحكيم مهرجان كان عادة ما تنحاز للسينما الإيرانية وتميل لمنح إحدى الجوائز المهمة لفيلم إيرانى، وبما أن الفيلم الإيرانى الآخر بالمسابقة كان من أضعف أفلام المسابقة، وهو ميلودراما لقصة مكررة بلا إبداع يستحق الفوز بجائزة مرموقة، فكان فيلم بناهى هو الاختيار الأمثل! أما الفائز بالجائزة الكبرى فكان الفيلم الفرنسى الرائع «القيمة العاطفية» ليواكيم تيرير، وفوزه كان متوقعًا لأنه أفضل وأروع أفلام الدورة بلا منافس حقيقى. فاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم «Sirat» لأوليفر لاكس وهو فيلم مثير سريع الإيقاع وكان من أفضل أفلام الأسبوع الأول للمهرجان، وفاز كليبر مندونا فيلهو بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه الرائع «الوكيل السري» وهو احد الأفلام المهمة وكان يستحق جائزة أفضل سيناريو أيضًا، لكنها ذهبت لجان بيير داردين ولوك داردين عن فيلمهما «أمهات صغيرات»، وحصد فيلم «الوكيل السرى» جائزة أفضل ممثل لفاجنر مورا، بينما أهدت اللجنة جائزة أفضل ممثلة للتونسية نادية مليتى عن دورها فى «الصغيرة الأخيرة».. وكانت جوائز مسابقة نظرة ما التى نافس فيها الفيلم المصرى «عائشة لا تستطيع الطيران» قد أعلنت مساء الجمعة الماضية وفاز بجائزة أفضل مخرج الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر عن فيلمهما «ذات مرة فى غزة»، وفاز بالجائزة الكبرى «نظرة الفلامنجو الغامضة»، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم «شاعر»، وفاز هارى لايتون بأفضل سيناريو عن فيلمه «الراكب».