هل بدأ التطبيع التعليمي ؟ فكتاب الصف الثالث الإعدادي المقرر من وزارة التربية والتعليم في الفصل الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي, يقدم معلومات مكذوبة من ضمنها أن مصر قامت بحرب أكتوبر من أجل هدفين هما تحريك القضية الفلسطينية وتحقيق مبدأ الأرض مقابل السلام .! لم تكن حرب أكتوبر أذن من اجل تحرير الأراضي المصرية والعربية المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني .! أما مبدأ الأرض مقابل السلام فهو مصطلح وافد تم صكه بعد مبادرة السلام 79 .! وليس له علاقة بحرب أكتوبر , ويسرب الكتاب في وجدان التلامذة أن إسرائيل التزمت بقرار الأممالمتحدة رقم 242 والذي ينص علي انسحابها حدود يونيو 67 ! وهذا ما لم يحدث حتي الآن ! ثم أنه لا يشرح القرار ولا يوضح أن النسخة الانجليزية منه حذفت ال التعريف ليصبح انسحاب إسرائيل من أراضي عربية احتلتها .! وليس من كل الأراضي العربية المحتلة .! ثم يقدم قائد الكيان الصهيوني مناحم بيجن السفاح وزعيم عصابة الأراجون وقائد مذبحة دير ياسين وغيرها باعتباره بطلا للسلام المزعوم .! ثم أن الدرس يواصل تزييف التاريخ والحقائق عندما يعدد المزايا التي حصلت عليها الأمم العربية من توقيع معاهدة العار في 79 مع العدو الصهيوني فيقول إنها كانت سببا في استقرار البلاد العربية (ويحذف تعبير الوطن العربي ) , وهي سبب في الازدهار والنمو الاقتصادي والرخاء وإقامة مشروعات عظيمة .! ثم أن الكتاب يتعرض لاغتيال السادات ولا يذكر أن مبادرته وذهابه لعاصمة الكيان الصهيوني ومعاهدة السلام المنقوص كانت السبب وراء ذلك ، ثم يورد عبارة ( الرئيس محمد حسني مبارك ) مجردا من الرئيس الأسبق أو المخلوع أو المدان قضائيا بالسرقة .! وكأنه الرئيس الحالي لمصر ؟ هل نريد أن نصيب تلامذة الإعدادي بالتغييب ونزيف وعيهم ونصيبهم بالجنون أم نعلمهم الكذب والنفعية ، فهم مطالبون بان يكتبوا هذه الترهات والأكاذيب لينجحوا في الامتحانات بينما الحقيقة مغايرة وربما يعلمها بعضهم من خلال الأسرة .! أم المطلوب هو محو هويتنا وثوابتنا الوطنية ووضع مفاهيم صهيونية جديدة بأيدينا؟ وما تأثير مشاهدة التلاميذ لجرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان ودماء الفلسطينيين علي شاشات التلفزة ! وما تأثير رؤيتهم لضرب عكاشة بالحذاء وإسقاط عضويته من البرلمان علي خلفية استضافته لسفير إسرائيل في منزله .! تأملوا تصريحات السفير الإسرائيلي بالقاهرة المنشورة علي صفحة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة : ()نحن لا نستطيع أن نتعاون من الناحية الأمنية فقط، لكن يجب إنشاء علاقات اقتصادية وثقافية، وأيضا علاقات استثمارية مع رجال الأعمال المصريين، (ويجب أن نزرع هذا الفكر منذ الصغر من خلال المدرسة) ومن المهم تدريس اتفاقية كامب ديفيد، لقد تغير الزمن ويجب على الزعماء تغيير أنفسهم للتأقلم مع الحقبة الجديدة».. بهذه الكلمات التي نشرتها صفحة «إسرائيل في مصر»، هل بدأت وزارة التربية والتعليم في التنفيذ ؟وهل فعلت إسرائيل هذا في مناهج تعليمها ؟ أن أنها مازالت ترضع الصغار كراهية العرب وأن إسرائيل لا حدود لأنها مطاطة تتمدد علي مدي الزمن وفق تعاليم التوراة .؟ انتبهوا يا سادة فاحتلال الأوطان يبدأ باحتلال العقول . ------------- خبير إعلامي [email protected] المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية