محمد أبو ليلة: ضرورة إعداد دراسة وافية لإعادة شمل الأسرة قبل أن تتهتك محمد عبد الفتاح: الإعلام المسؤول الأول عن تلك الظاهرة سامية خضر: انعدام التفاهم والبعد عن الاختيار السليم أهم أسباب ارتفاع نسب الطلاق
كشفت النشرة السنوية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن إجمالى عدد حالات الطلاق النهائية فى عام 2015 فى مصر بلغت حوالى خمسة آلاف حالة حيث ارتفعت نسبة الطلاق من 7% لتصل إلى 40% وذلك فى خلال الخمسين عاما الأخيرة فقط, لتصل إلى 240 حالة طلاق يوميًّا وبلغت أعداد النساء المطلقات فى مصر إلى مليونين وخمسمائة ألف امرأة مطلقة ومعظم هذه الحالات قد حدثت خلال عام واحد من بداية الزواج. أكد علماء النفس والاجتماع أن السبب الرئيسى فى ارتفاع نسبة الطلاق، عدم الاختيار الصحيح والذى يشمل التوافق الفكرى فلابد من وجوده بنسبة كبيرة خاصة فى المستوى التعليمى، كما لابد من توافر الدراسة الوافية لكلا الطرفين لبعضهما بحيث لا يتم الزواج إلا مع توافر نسبة كبيرة من التفاهم، تساعد على بناء أسرة مستقرة صالحة، هذا بجانب غياب الثقافة الدينية التى تساعد كل طرف فى أن يتقى الله فى الطرف الآخر. بخصوص ذلك يقول د.محمد أبو ليلة، رئيس قسم الدراسات الإسلامية، ارتفعت نسبة الطلاق فى مصر لأسباب عديدة أهمها هو الإنفصال النفسى بين أفراد الأسرة جميعًا وليس بين الزوجين فقط،حيث كل فرد يرى نفسه فقط، مما ساعد على زيادة معدلات الطلاق بعد أن نفتخر بحفاظنا على الأسرة وأننا شعب مترابط يهتم بالأسرة وشئونها. وأضاف أبو ليلة، أنه لابد من وجود دراسة كاملة ووافية لإعادة لم شمل الأسرة من جديد والتى تعتبر عماد المجتمع وذلك قبل أن تتهتك الأسرة بالكامل ويصبح لدينا مجتمع مثل مجتمع العصابات أو الإرهاب، وأيضًا مجتمع أولاد الشوارع، لأن الأسرة هى القلعة التى يحتمى بها وفيها الإنسان، فكل شئ يبدأ من الأسرة وينتهى إلى الأسرة. بينما يقول د.محمد سمير عبد الفتاح،أستاذ علم النفس والاجتماع، وعميد كلية الخدمة الاجتماعية جامعة بنها، أن إنحدار المستوى الثقافى والاجتماعى بل الاقتصادى سبب قوى فى زيادة معدلات الطلاق فى مصر بل فى المجتمع العربى كله، فإن معظم سكان مصر تحت خط الفقر، مما بتسبب ذلك فى الطلاق حيث عندما لايجد الرجل أو الزوج ما ينفق به على زوجته وأبنائه فيكون الطلاق هو النتيجة الطبيعية لذلك، هذا بجانب الإعلام وإتجاهاته المختلفة، وهو المسئول الأول عن تلك الظاهرة الخطيرة. وأكد عبد الفتاح أن الحل الأمثل للقضاء على تلك الظاهرة، هو رفع المستوى المعيشى للأفراد، والأهم من ذلك هو تقنين وتطوير الإعلام وخاصةً المرئى فعليه تقديم برامج متكاملة لتوجيه الشباب, وتأهيلهم نفسيًا لكيفية إقامة أسرة جديدة مترابطة ومتماسكة وذلك عن طريق تطوير ثقافتهم الاجتماعية والتكنولوجية والجنسية والأسرية. فيما أوضحت د.سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع جامعة عن شمس، أن انعدام التفاهم والبعد عن الاختيار السليم أحد أهم أسباب ارتفاع نسب الطلاق، بجانب إنعدام الحوار بين العروسين ثم الزوجين، والأهم من ذلك هو تدخل الأهل فى حياة الأبناء وأحيانًا إجبارهم على الإنجاب بشكل مستمر مما يؤدى إلى زيادة بؤر الفقر، وبالتالى زيادة معدلات الطلاق ثم زيادة عدد أولاد الشوارع الذى وصل الآن إلى أعداد ضخمة. وأضافت خضر، أنه على الرغم من أن المجتمع الآن فى تقدم مستمر لكن فى المقابل الأسرة والاهتمام بها يتراجع بشكل مستمر، كما لابد أيضًا من زيادة الوعى لدى الشباب والبنات، ليتعلموا أن الزواج ليس بلعبة بل مسئولية وتربية ومشاركة، وليس مجرد حياة "هلهلية"، حيث لوحظ أن الثقافة تتراجع بشكل كبير، والنتيجة هى زيادة معدلات الطلاق وزيادة عدد أطفال الشوارع الذى وصل إلى ثلاثة ملايين طفل. وأوضحت خضر، على أن الحل يكمن فى إقامة مشروع ينقذ الأسرة من الضياع، والأهم من ذلك هى رغبة الأسرة نفسها فى النجاح والاستمرار، وتعظيم المشاركة والحوار بين أفراد الأسرة، وعن طريق وضع مهام واضحة وقواعد بين الزوجين، لايمكن أبدًا مهما حدث الخروج عليها، هذا هو التخطيط السليم فالعالم أجمع قائم على التخطيط.