يحتفل العالم سنويا باليوم العالمى للقضاء على العنف ضد النساء و كما عرفت الهيئة الدولية هذا العنف بإنه كل اعتداء يتم على المرأة مبنى على أساس الجنس والذى يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدى وجنسى ونفسى ، مع الحرمان من الحريات سواء العامة او الخاصة ، وأن هذا العنف قد يتم على ايدى كل من الجنسين ، أو افراد من العائلة او الدولة تفسها!!! هكذا عرف العالم ما هو العنف ضد نسائه حتى لا يدعى بعد ذلك الكثيرون بانهم لم يكونوا يعرفون أنها جريمة ، كيف لهم ذلك وقد تربوا فى منطقنا العربية بالذات على أن المرأة تضرب لتؤدب باسم الدين فكيف تأتيه منظمة انسانية وتؤثم ما طالبه به دينه! هنا تكمن المشكلة ، فهم ضحايا تفسير الفقهاء الذين وقعوا أسرى أهوائهم والمحيط الاجتماعى بعداته وقيمه الذكورية والذى شرع للعنف وهو عكس ما انزل به سبحانه فى دين العدل و المساواة والرحمة!! تعلمت منذ طفولتى من والدتى السابقة لعصرها ، أن الضعف و الخوف يشجعان على الاعتداء ومن ثم كانت تنصحنا اذا تعرضنا الى التحرش أيا كان لفظيا أو ماديا بألا نخاف أبدا ، بل نواجه بكل شجاعة ، لأن المتحرش جبان بطبعه لأنه يعرف بأنه آثم!!! هكذا فهمت أن الذى يشجع على العنف بكل ألوانه ضد النساء عامة هو تأكد المعتدى أنه لن يعاقب لأن الخوف الذى زرع فى النساء بأنهن عار وعورة سيحول دون ذلك بل وصل الأمر اقتناعهن بانهن اذا اعترفن يإنتهاكهن .... فسيتم اتهامهن ومعاقبتهن لا المعتدى!!!! منتهى العنف من المجتمع ضد نسائه !!! عنف قيم و عادات و قكر منحرف عاش مئات من السنين . الكل متمتع به من أيام عصر الجوارى..الحلم السرى للرجل المعاصر .. الى الملكية النفسية قبل الجسدية للمرأة فى علاقات زوجية لا تقوم على مبدأ المودة و الرحمة التى هى اساس الزواج فى ديننا الحنيف!! العنف الجنسى هو إحدى أحط اشكال العنف ضد النساء سواء فى اجبارهن على الزواج المبكر من أشخاص لا يصلحون لهن من أساسه، الى حرمانهن من فرص التعليم و من ثم العمل فيصبحن اسيرات البيوت الزوجية المجرمة، لأن الرحيل معناه الحرمان من أطفالهن أو المصير المجهول بعدما سلبت منهن فرصة الاختيار فلا قانون يحمى الحقوق ولا التأهيل للعمل يوجد الفرص للاعتماد المادي على يحمى الحرية و الكرامة!!! هنا يأتى دور الدولة التى تتواطأ ضد نسائها من عدم حمايتهن اجتماعيا واقتصاديا من زواج غير متكافىء و مهين ..لذلك نجد الدول تتلكأ فى إصدار تشريعات واضحة لمثل تلك الحالات وإذا تمت تحت ضغط المنظمات الدولية فلا آلية للتنفيذ !! لأنهن فى تلك المجتمعات الجاهلة والظالمة معا يقع المسؤولون ضحايا الأعراف المجتمعية ...التى ترى ان للذكر المهيمن حق التأديب والمرأة عنده درجة ثانية ، فكيف يساهم فى تشريعات تجعلها على قدم المساواة معه ؟؟؟ و لنا فى محاكم الأحوال الشخصية أحكام تعكس الفكر المريض لهؤلاء الذكور فقلما تأخذ المرأة حقها قى أروقتها الظالمة!! الحق فى المتعة الزوجية الحلال هى إحدى الحقوق التى تم حرمان المرأة منها ، من خلال عملية الختان المجرمة التى يقتطع فيها من لحم المرأة عضوا زرعه الله فيها لتتمتع كما يتمتع الرجل ولكن لشعور بالخوف من الندية فى العلاقة الخاصة ، ومعه الخوف من الفشل الذى تؤرق الرجال جميعا قرروا ان يلغوا دور المرأة فى العلاقة وأن تتحول الى وعاء للشهوة تمتع و لا تتمتع ... تهب الجسد ولا تشارك فى العلاقة! فلقد ولدت المرأة لتصمت و تمنح جسدها مغتصبة من زوجها!! فكر متخلف لابد أن يختفى من خلال تعليم يواكب العصر وتطهير الفقه الدينى من الأفكار الداعشية المقيتة!! اعتقد ان أكبر عنف يمارس ضد المرأة هو إنكار انها أنسانة كاملة الأهلية لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات فى التمتع بالحياة بحرية من اصغر تصرف الى حق الاختيار فى المطلق !!!! حرمانها من تلك الحقوق يشكل اعتداء بغيضا على انسانيتها فى المقام الاول ..!! للاسف وخاصة فى دول العالم المتخلف ولسنا ببعيدين عنه ، يتم الاطاحة بهذا الحق. حق الاختيار فى اسلوب الحياة التى تريدها دون إتهامها بالخروج عن الشرع الذى يؤلفونه على هواهم أو من خلال اعراف لا تريد ان تعترف ان عصر الاستعباد باسم مؤسسة الزواج كما يحلمون بها فى صورتها القديمة قد ولى و راح زمانه!!!! زمن سى السيد قد تم استنحاره وأمينة هانم قد زارت مقام سيدنا الحسين حين ناداها !!! دون خوف من فضيحة اكتشافها!! الاغتصاب أكبر محنة ممكن ان تتعرض اليها اى امرأة ولك ان تتخيل رعبها وآثارها المدمرة على حياتها و هى تكون اول ضحاياه فى الصراعات السياسية و الحروب ولنا فى كوسوفو و باكستان و اليوم فى العراق وما يفعل بالايزيديات اسوة غير حسنة!! و لكن حتى الآن لم نجد تشريعات تغلظ تلك الجريمة و لا تسقطها بالتقادم كما يحدث لقضايا التعذيب ّ!!! و مع ذلك كل ماسبق شيء مرعب و لكن الاغتصاب الزوجى شيء آخر تماما وقد اعترفت المنظمة الدولية بإن النساء فى مجتمعات عدة يتعرضن للضرب المبرح اذا رفضن العلاقة الزوجية و فى احيان كثيرة يتم ضربهن بشدة لأى سبب أو بسسب ادمان الزوج او سكره او شعوره بأنها متاع له ليس له حق الرفض لأى أمر فما بالك بالعلاقة الجنسية؟ فتضرب وتهان ثم تغتصب من الزوج الهائج المريض ورغم ذلك نجد من يدافع عن هذا الفعل المشين و يدخل الملائكة فى الموضوع بانها تلعن من ترفض العلاقة حتى فى تلك الظروف!! الأمل الوحيد لتغيير حقيقى ينقذ النساء من كل اشكال العنف هو التعليم وتغيير مفاهيم العنف من الفقه المشوه وإلا سنظل نسمع عن تلك الجرائم دون أى أمل فى إنتهائها!!! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية