بعد13 عاما من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لتخصيص يوم25 نوفمبر من كل عاملليوم الدولي للقضاء علي العنف ضد النساء وذلك منذ عام1999, إلا أن مشكلة العنف ضد المرأة مازالت تجتاح العالم, فثلث نساء العالم علي الأقل يتعرضن للضرب. ورغم أن العنف ضد المرأة يعد امتهانا للكرامة الانسانية وخرقا لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.. إلا أنه مازال يعد ظاهرة في مختلف قطاعات المجتمع بغض النظر عن الطبقة والدين أو مدي تقدم هذا المجتمع أو تخلفه. وتقول جواهر جابر خبيرة التدريب القانوني أن العنف الممارس ضد المرأة له آثار سلبية جسمية ونفسية واجتماعية جسيمة فهو يشعرها بالخوف وانعدام الأمان ويحد من حصولها علي الموارد ويمنعها من التمتع بحقوقها كإنسان, ممايعرقل من مساهمتها في التنمية ويضخم شعورها بالذنب والخجل والعزلة والإنطواء ويتسبب لها في فقدان الثقة بالنفس وإحترام الذات. وتضيف أن العنف ضد المرأة لاوطن له, فهو موجود في معظم دول العالم ففي فرنسا95% من ضحيات العنف من النساء, و51% منهن يتعرضهن للضرب من قبل أزواجهن, وفي كندا60% من الرجال يمارسون العنف ضد الأسرة ككل, وفي الهند8 من بين كل10 نساء ضحايا للعنف, وما يقرب من60% من النساء التركيات يتعرضن للعنف أو الضرب أو الإهانة أو الإذلال, علي أيدي رجال من داخل أسرهن, والغريب أن70% ممن يتعرضن للضرب لا يحبذن الطلاق حفاظا علي مستقبل الأولاد. ويعرف وحيد الدسوقي خبير التنمية البشرية أن العنف: هو أي فعل ينجم عنه أو يحتمل ان ينجم عنه أذي أو معاناة جسمية أو نفسية, بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه والحرمان التعسفي من الحرية, وعلي هذا فالعنف ضد المرأة يشمل العنف الأسري والجنسي والنفسي الذي يقع في إطار الأسرة. ومن أمثلة العنف البدني الضرب وختان الاناث والزواج المبكر وقتل البنات بزعم الحفاظ علي الشرف, أما الأسري فيشمل ضرب الزوج لزوجته والسب, والطلاق التعسفي والحرمان من حرية التنقل للزوجة, أما فيما يتعلق بالعنف النفسي فمظاهره كثيره أبرزها التعامل مع المرأة بمنطق التأنيث والاستهانة والنظر إليها علي أنها أقل من الرجل في كل شيء, وربطها بصفات سلبية,وبالنسبة للعنف الإجتماعي فمن أبرز صوره سلب المرأة الحق في اتخاذ القرار, والصورة السلبية التي ينظر بها المجتمع للمرأة التي تعيش بمفردها. . وبصفة عامة فإن العنف ضد المرأة يبدأ منذ الولادة ويتجلي في الأمثال الشعبية الدارجة مثل يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات, واكسر للبنت ضلع.. يطلع لها24, وابني حمال همي.. وبنتي جلاب همي. وتضيف جواهر أن التشريع ايضا لم ينصف المرأة وفي محاولة للقضاء علي مظاهر العنف ضدها, إعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة إعلان القضاء علي التمييز ضد المرأة( سيداو) وقد تحفظت مصر علي بعض المواد التي رأت فيها مخالفة للشريعة الإسلامية.