فتحت شركة "أبفي" AbbVie الرائدة عالمياً في مجال تطوير العقاقير الدوائية طاقة أمل جديدة لدى الملايين من مرضى سرطان الدم حول العالم بعد أن حددت عام 2016 موعداً لطرح عقارها الجديد الذي يقاوم سرطان الدم واجتاز بنجاح اختبارات المعهد الوطني للبحوث البيولوجية NIBRT في العاصمة الأيرلندية دبلن والذي يعد أحد أهم المختبرات في أوروبا. جاء إعلان الشركة عن ذلك خلال ورشة عمل تثقيفية نظمتها "أبفي" في آيرلندا واستهدفت الإعلاميين والصحفيين لمدة يومين تحت عنوان "إدارة التعقيد .. آفاق بيولوجية جديدة"، وبالتعاون مع المعهد الوطني للبحوث البيولوجية والتدريب، وتهدف إلى التعرف على أهم المستجدات العلمية والطبية الخاصة بالمواضيع البيولوجية والبدائل الحيوية على نحو متعمق ومتخصص. ووصف مدير التدريب في المعهد الدكتور جون ميلن خلال كلمته في الورشة عقار Empliciti elotuzumab الذي ستطرحه أبفي بالثورة العلاجية، إذ يعد أول دواء متطور في العالم لعلاج سرطان الدم، حيث حقق نسبة شفاء تراوحت بين 70 إلى 90% ومن دون أثار جانبية. واعتبر "ميلن" العقار الجديد أهم الأجيال العلاجية المتطورة في علاج سرطان الدم لأن طريقة عمله على الخلية المصابة فريدة ولم تستخدم من قبل، مشيراً إلى أن العقار حاصل على شهادة الانفراد (breakthrough) من منظمة الغداء العالمية. وحذر "ميلن" المرضى حول العالم من الإسراف في استخدام الأدوية البيولوجية المثيلة للأدوية الأصلية لعدم ثبوت كفاءتها لكون عملية تصنيعها معقدة للغاية و خاصه الاعقارات الخاصه بالامراض المناعية، مشيراً إلى أن العقار الجديد الخاص بعلاج سرطان الدم يهاجم الخلايا السرطانية دون بقية الخلايا، الأمر الذي حد من أعراضه الجانبية وهي الأقل مقارنة بالعقاقير الأخرى. ومن جهتها قالت الدكتورة نيبال دهبة المدير الإقليمي للعلاقات الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وباكستان بمؤسسة "أبفي" الأمريكية خلال كلمتها إلى أن الأدوية البيولوجية من أهم تطورات الطب الحديث في علاج العديد من أمراض الدم والمناعة، إذ تعمل الأدوية البيولوجية على تثبيط المناعة عن طريق منع "عامل نخر الورم"، ما يؤدي إلى تسكين الألم وتخفيف الالتهاب. وأوضحت أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية رخصت العديد من العقاقير البيولوجية لعلاج الأمراض المختلفة وكان منها عقار Empliciti elotuzumab والخاص بعلاج الأورام و خاصة سرطان الدم. وأشارت إلى أن منظمة الدفاع عن المرضى الأوروبية أكدت أنه تم الاعتراف ب Empliciti elotuzumab عالمياً بعد إجراء العديد من التجارب وثبوت فاعليته وكفاءته في علاج العديد من الأمراض، وقد تم نشر نتيجة هذه التجارب في يونيو الماضي. وأوضح المدير الإقليمي لدول الخليج السيد سامى آبي نخول بمؤسسة "أبفي" الأمريكية، " أن ورشة العمل خطوة أخرى في إطار جهود شركة أبفي للأدوية نحو مشروع ثابت وموضوعي بشأن قضايا السياسات المرتبطة بالأدوية البيولوجية والحيوية، من خلال إمداد الصحفيين بالمواد العلمية والطبية اللازمة للإلمام وزيادة الخبرة بالموضوعات الخاصة بهذه القضايا و تعريفهم بالفروقات الواضحه بين العقاقير الاصليه و المثائل البيولوجيه." واستهدفت الورشة إلى التعريف بأهم المستجدات العلمية والطبية الخاصة بالقضايا البيولوجية والبدائل الحيوية على نحو متخصص، بالإضافة لزيادة وعي وتثقيف الصحفيين في مجال الإعلام الطبي والعلمي وكافة فروعه التابعة له والخاصة بتلك القضايا الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على المرضى والأطباء، وذلك للتيسير عليهم في كتابة التقارير والأخبار الصحفية. ووقفت الورشة على بعض المشاكل التي تعترض الطبيب والمريض في مجال الأمراض المناعية. واستضاف ورشة العمل مقر معهد NIBRT في دبلن بأيرلندا، كما وشهدت الورشة مشاركة عدد من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد وعدد من الخبراء في مجال التجارب الإكلينيكية على المصادر البيولوجية والبدائل الحيوية بالإضافة إلى رئيس منظمة الدفاع عن المرضى الأوروبية. وركزت المناقشات على عدد من القضايا تتعلق بالعلاج البيولوجي والحيوي وهي مباديء المعالجة الحيوية وتصنيع العناصر البيولوجية، والتأثير المحتمل للمناعة على الفاعلية وسلامة تلك المصادر البيولوجية، كما تطرقت إلى الاختلافات بين المصادر البيولوجية والبدائل الحيوية وأخذ تنظيمها في الاعتبار، وكذلك الآثار المترتبة على تعدد البدائل الحيوية في الممارسة الإكلينيكية. وناقشت الورشة الأسباب حول تشابه البدائل الحيوية بالمصادر البيولوجية، وكيفية تثقيف الصحفيين بسبل المعالجة الحيوية وعملية التصنيع المعقدة من المستحضرات الصيدلانية البيولوجية. وسلطت الضوء على المناعة وأهميتها وكيف يمكن أن تؤثر على فعالية وسلامة المصادر البيولوجية والبدائل الحيوية، كما تناولت بالشرح المشهد البيولوجي المعقد على نحو متزايد والآثار المحتملة للممارسة الإكلينيكية، إضافة إلى تمكين الصحفيين من فهم المتطلبات التنظيمية للبدائل الحيوية وتأثير القرارات السياسية على سلامة المرضى، وتقديم وجهة نظر المريض على البدائل الحيوية.