لم تكد قرارات إجلاء السائحين البريطانين والروس من شرم الشيخ، عقب تكشف بعض ملابسات حادث إسقاط الطائرة الروسية، تدخل حيز التنفيذ، حتى توالت العديد من الدعوات والمبادرات من جهات وهيئات وأشخاص لتشجيع وتحفيز السياحة الداخلية والترويج للسياحة المصرية في الدول العربية والأسواق الأوروبية غير التقليدية بهدف سد العجز الناتج عن انسحاب السياح الروس والإنجليز من شرم الشيخ والماطق المجاورة. العديد من هذه الدعوات صدرت من روابط مصرية في الخارج وعدد من الهيئات الاجتماعية والنقابية في الداخل وفنانين ومطربين، وحول ما إذا كانت هذه الدعوات والمبادرات قادرة بالفعل -في حالة نجاحها- على سد العجز المتوقع في أعداد السائحين في المناطق المتضررة، قال خبراء السياحة المتخصصون إن هذه الجهود لا طائل من وراءها وأنها ناتجة عن مشاعر بالتعاطف ومحاولة تقديم المساعدة، وأن أغلبها يقوم بها عدد من "الأرزقية" والطامعين في تحسين علاقاتهم مع وزارة السياحة أو الحكومة، وأنها في حالة نجاحها، وإن كان هذا الأمر مشكوك فيه، فإنها لن تتمكن من تعويض ما يتراوح بين 10-15% من حجم السياحة الأوروبية الواردة إلى شرم الشيخ. وقال مجدي سليم، الخبير السياحي وكيل وزارة السياحة الأسبق، "من الصعب جداً أن تسد الوقفات والمبادرات والدعوات لتشجيع السياحة في شرم الشيخ، العجز الناتج عن إجلاء السياح الروس والبريطانيين، واصفاً من يقوم بهذه المبادرات ب"الأرزقية" الذين يحاولون الحصول على دعم أو أموال من وزارة السياحة والحكومة، معتبراً أن كل هذه الجهود "كلام فاضي وفارغ" ليس له أي معنى أو شكل موضوعي يعتمد على التخطيط الاستراتيجي لتحريك السياحة الراكدة أصلاً". وطالب سليم بتوجيه كل إمكانيات وزارة السياحة والهيئات التابعة لها بالشكل المهني السيلم دون الاعتماد على "الأرزقية" مع الاستعانة بالخبراء والمتخصصين والشركات الاستشارية العالمية التي تتعاقد معها وزارة السياحة بالفعل، ووضع استراتيجية كاملة للتحرك في العالم من خلال شركات العلاقات العامة في أوروبا والدول العربية، مشدداً على عدم توجيه أي حملات للدول الأجنبية في الوقت الحالي لتحفيز السياحة في ظل هذا الوضع المتأزم الحالي في مصر. وتوقع أن تستغرق الأزمة الحالية بعض الوقت حتى يعود موسم السياحي في شرم الشيخ إلى وضعه الطبيعي، مشيراً إلى أن شركات السياحة الأجنبية لديها عقود لموسم السياحة المصري وستقوم بالضغط على حكوماتها لإعادة الرحلات الجوية مرة أخرى. ومن جانبه قال خبير السياحة الدولى مجدي البنودي إن كل المبادرات والدعوات التي أطلقت لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية لن تكون قادرة على سد إلا ما يتراوح بين 10-15% من النقص في السوق الروسي فقط، حتى مع التركيز على السوق العربي، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الاختلاف بين السائح العربي والسائح الأوروبي والروسي بشكل خاص. ودعا إلى التوجه إلى الأسواق الآسيوية التي بها الكثير من الدول الغنية لديها المقدرة والرغبة في التعرف على المعالم السياحية المصرية، كما دعا إلى التعاون بين وزراتي السياحة والطيران لإنشاء شركة طيران عارض "تشارتر" لنقل السائحين، ووضع برامج سياحية ميسرة للهيئات والمؤسسات الكبيرة في مصر بضمان الحكومة. يذكر أن نسبة السياح الروس تمثل 33% من أعداد السياح الذين قدموا إلى مصر، بعدد 3 ملايين سائح العام الماضي، فيما ساهموا بنحو 1.9 مليار دولار خلال 2014، من إجمالي الإيرادات السياحية، والتي وصلت 7,5 مليار دولار، كما أن نحو 20 % من السياح الروس توجهوا إلى مصر العام الجاري 2015.