أشار هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي ان دولة الامارات قد تبنت استراتيجية واضحة المعالم في علاقاتها الاقتصادية الدولية، وأن الابتكار والانفتاح على الأسواق العالمية هما أهم محركات النمو المستدام والنهج البديل في تجارتها الخارجية في ظل العولمة. جاء ذلك في كلمة الافتتاح التي القاها الهاملي في مستهل أسبوع تنمية التجارة العالمي 2015 يوم امس والذي جاء برعاية وحضور معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد ونظمه مجموعة KWبحضور ممثلي حكومات أكثر من 150 دولة اضافة الى ممثليعدد من المنظمات العالمية، وقيادات القطاع الخاص بما فيه المنشآت الصغيرة والمتوسطة في فندق الريتز-كارلتون مركز دبي المالي العالمي. وذكر الهاملي أن شعار الحدث هذا العام "الابتكار في التجارة العالمية والتنمية الاقتصادية" جاء في الوقت المناسب حيث بات الابتكار عنوان المرحلة الحالية والقادمة في مسيرة النهضة الاقتصادية لدولة الاماراتودبي. وتحدث الهاملي عن العلاقة بين الابتكار والتجارة العالمية الحرة،وذكر أن العالم اليوم لديه ارث غزير فيما يتعلق بعلاقة الابتكار بالتجارة العالمية وبالتالي تاثير كل ذلك على معدلات النمو الاقتصادي. وذكر ان تنامي الابتكار قد تزامن مع تنامي العولمة، وأن ثمة دول صغيرة المساحة استطاعت أن تستفيد بشكل كبير من اقتصادها المنفتح على الخارج نظراً لأن التجارة الحرة تتيح عادة فرصاً للدول الطموحة أن تصبح مراكز للعقول النيرة، من قبيل آيسلندا في مجال الهندسة الوراثية، والدانمارك في صناعة الأدوية، وسنغافورة في صناعة الالكترونيات، وغيرها. واستعرض الهاملي أهم التطورات الحاصلة في مجال الابتكار على الصعيد العالمي مسترشداً باحدث التقارير الدولية والتي أشارت الى ستة مجالات رئيسية في الابتكار هي: (1) البحث والتطوير: ويعتمد ذلك على الشراكة ما بين الدعم الحكومي والقطاع الخاص، (2) التصنيع: ويقاس على اساس المعرفة الفنية والقيمة المضافة، (3) الشركات عالية التقنية، (4) التعليم ما بعد الثانوية، (5) المهارات الشخصية، (6) براءات الاختراع. واضاف ان اتجاهات وهيكل التجارة العالمية قد شهدت تغيرات كبيرة خلال العقود القليلة الماضية، من قبيل تنامي وتائر العولمة وانتشار التجمعات الاقليمية العملاقة، فضلاً عن بروز الاقتصادات الناهضة كالصين والهند والبرازيل، هذا اضافة الى جانب تلاطم موجات الثورة العلمية والتكنولوجية. وذكر ان مفهوم الابتكار قد تطور هو الآخر خلال الزمن، فتحول من النظرة التقليدية التي تعتمد على الاكتشافات والاختراعات الجديدة الى حسن إدارة المؤسسات وادامتها في ظل بيئة اعمال شديدة التغير. وذكر ان الابتكار اليوم يعني تلك العقول المستنيرة والخدمات المتميزة التي تفوق توقعات المستهلكين وتفاجئهم دائماً بكل ما هو جديد ليس على مستوى تقنيات الانتاج فحسب بل حتى على مستوى التسويق. واقترح الهاملي أربعة استراتيجيات اساسية في مجال توظيف الابتكار في التجارة العالمية، هي تعزيز التكامل عبر الحدود وازالة العقبات أمام حركة التجارة الخارجية، وتقوية المحتوى الفني للصادرات الوطنية وتعزيز نفاذيتها في الاسواق العالمية، واجراء اصلاحات هيكلية وتحولات من القطاعات التقليدية الى أخرى تعتمد على الابتكار، و الترويج للتجارة الحرة. وفي هذا السياق ذكر الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي أن التجارة العالمية الحرة مع الابتكار والعدالة وتكافؤ الفرص للدول سوف ينجم عنها نمو مستدام للتجارة والاقتصاد العالميين. وذكر الهاملي ان مفهوم الابتكار قد تم تأصيله في الامارات لاسيما في إطار رؤية الامارات 2021 والاستراتيجية الوطنية للابتكار، اضافة الى خطة دبي 2021 وسلسلة المبادرات التي اعلنت عنها حكومة دبي العام الماضي لترسيخ الابتكار في اقتصاد دبي. وافاد ان دولة الامارات من بين انجح دول العالم في اجاء التحولات الاقتصادية الهيكلية من خلال انخفاض مساهمة الطاقة في تكوين الناتج المحلي الاجمالي من 70% في سبعينيات القرن الماضي الى حالياً 30% لصالح العديد من القطاعات ذات القيمة المضافة مثل التصنيع والنقل والتجارة والخدمات اللوجستية والخدمات المالية. كما عرج الهاملي على اهم التطورات التي شهدها اقتصاد دبي خلال السنوات الماضية وتحوله الى مركزاً اقليمياً وعالمياً للمال والاعمال. وذكر أن مجلس دبي الاقتصادي وفي إطار رؤيته لأن يكون الشريك الاستراتيجي لحكومة دبي في صناعة القرار الاقتصادي من خلال تقديم المبادرات ومقترحات السياسة التي تعزز بيئة الأعمال وتدفع بعجلة النمو الاقتصادي قدماً، قد تبنى استراتيجية الشراكات والتحالفات مع العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص في داخل دولة الامارات وخارجها وخاصة في مجالات الابتكار والتميز والتجارة الحرة.