صبت الصحافة المصرية والدولية خلال السنوات القليلة الماضية غضبها على نجوم الكرة المصريين المحترفين فى الخارج، بسبب الإخفاقات الكبيرة التى تعرض لها بعضهم مع أنديتهم المحترفين فيها. ونسب الكثيرون منهم تلك الإخفاقات إلى عدة أسباب منها قدرات اللاعب وإمكانياته الفنية وقدرته على اللعب بالدوريات الأوروبية، أو عدم قدرته على التكيف مع المجتمعات الغربية وتحمل الغربة، أو لغياب الدافع والرغبة فى إثبات الذات، ويعود لكى يختم حياته الكروية فى مصر بعد مشوار طويل فى الاحتراف وهو فى قمة مجده، لكن بعض اللاعبين فى الوقت الحالى غيروا ذلك المفهوم الذى شاب الكرة المصرية فى الفترة الأخيرة، بفضل تألقهم اللافت للنظر فى الأندية الأوروبية والسير على خطى الكبار مثل نجم منتخب مصر محمد صلاح ولاعب روما الإيطالى، الذى صنع الحدث فى الملاعب الأوروبية فى السنوات الأخيرة، بفضل تألقه مع فرق بازل السويسرى وتشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا وروما الإيطاليين، وكذلك زميله السابق فى نادى بازل السويسرى محمد الننى، ومدافع هال سيتى أحمد المحمدى، ومهاجم سبورتينج براجا البرتغالى أحمد حسن كوكا وغيرهم. وتسبب تألق صلاح أمام الفرق اللندنية فى البطولات الأوروبية فى إثارة حفيظة المدرب المحنك جوزيه مورينيو الذى أصر على جلب اللاعب لتشيلسى مهما كلف خزينة النادى، ليضمه رسميًا فى يناير 2014 بمبلغ 11 مليون جنيه استرلينى متفوقًا على ليفربول الذى أبدى اهتمامًا كبيرًا باللاعب ليخفق فى إثبات نفسه مع البلوز، بعد أن شارك فى 19 مباراة رسمية مع الفريق مابين أساسى واحتياطى تمكن من تسجيل هدفين فقط فى الدورى الإنجليزى أمام آرسنال وستوك سيتى ثم أعلن مورينيو استغنائه عن اللاعب لصالح فيورنتينا الإيطالى على سبيل الإعارة لستة أشهر فقط مع إمكانية إضافة موسم آخر إذا رغب اللاعب والناديان فى ذلك. ويأتى فى المرتبة الثانية محمد الننى لاعب خط وسط بازل السويسرى حاليًا والمقاولون العرب سابقًا، والذى نشأ فى الأهلى، قبل أن ينتقل للمقاولون فى سن ال16، وبفضل تألقه مع المنتخب المصرى فى أولمبياد لندن 2012 أصر نادى بازل السويسرى فى ضم اللاعب عام 2013 على سبيل الإعارة أولاً قبل ضمه بشكل أساسى بعد ذلك، وقد أثبت مكانه فى التشكيلة الأساسية بصفة مستمرة منذ انضمامه للفريق السويسرى، وتوج معه بلقب الدورى المحلى ثلاث مرات متتالية، كما كان له الفضل فى بلوغ فريقه لدور ال16 من بطولة دورى أبطال أوروبا هذا العام على حساب ليفربول الإنجليزى، كما وصل رفقة فريقه لنهائى كأس سويسرا فى المباراة التى خسرها أمام نادى سيون بثلاثية بيضاء.. ويأتى فى القائمة أيضًا أحمد حسن محمد محجوب والملقب ب"كوكا " والذى كان من ناشئ الأهلى،حيث تلقى ناديه عرضاً من نادى "ريو آفى" البرتغالى ديسمبر 2011، قبل أن ينتقل عن لصفوف سبورتينج براجا البرتغالى هذا الموسم بمليون يورو لمدة 5 مواسم قادمة، وأخيرًا أحمد المحمدى مدافع هال سيتى الإنجليزى. وصرح نجم الكرة الزمالك السابق أيمن يونس فى تصريحات حصرية ل"المشهد" أن محمد صلاح حقق نجاحاً كبيراً خلال مسيرته مع بازل السويسرى، وهذا النجاح هو الذى مهد له الانتقال للكبير الإنجليزى تشيلسى فيما بعد. ويرى نجم الزمالك السابق أن محمد صلاح لم ينجح مع تشيلسى كونه لم يصل للمستوى المطلوب من الناحيتين الفنية والبدنية ليقنع المدرب الاستثنائى جوزيه مورينيو بحجز مقعد أساسى مع الفريق. وتطرق يونس لعدم نجاح صلاح مع تشيلسى أن المصرى كان لابد أن يبحث عن فرق متوسطة يبزغ فيها نجمه على غرار فيورنتينا الإيطالى، لأن صلاح على حد وصفه يمتلك موهبة نادرة وعالمية فى نفس الوقت وهى استغلال سرعته ومهارته فى المساحات الواسعة وهو ما وجده مع الفيولا، الذى أحسن استغلال قوة نقاط اللاعب ونجح بعض الشىء مع الفريق الإيطالى مقارنة بمسيرته مع الفريق الإنجليزى. وأشاد يونس بالمستوى الجيد الذى يقدمه محمد الننى مع بازل، ووصفه بأنه لاعب تكتيكى من الطراز الأول، ويفعل ما يطلبه منه المدرب بنسبة 85% داخل الملعب. ووصف يونس مسيرة أحمد المحمدى المدافع الأيمن السابق لسندرلاند وهال سيتى الحالى بأنه لاعب ممتاز، ويكاد يكون من أفضل اللاعبين فى الدورى الإنجليزى فى مركزه، وهو يؤدى بشكل مثالى مع أنديو وسط الترتيب، ولا يؤدى سوى مايطلب منه. واختتم حديثه بمهاجم "ريو آفى" السابق و"سبورتينج براجا" الحالى بأنه يسير بخطى ثابتة نحو النجاح مع الفريق البرتغالى، ورغم أدائه مع فريقه السابق يرى بأنه لا زال يتطلب بعض الوقت ليثبت نفسه أكثر مع فريقه الجديد وإقناع المدرب المخضرم للمنتخب المصرى هيكتور كوبر للاستعانة به مع الفراعنة. من جانبه كشف نجم الأهلى السابق محمد عمارة أن صلاح لم ينجح مع أى فريق لعب معه حتى الآن سوى مع بازل، وأن مسيرته مع تشيلسى وفيورنتينا لم تكلل بالنجاح، كونه ضد فكرة التنقل لأى لاعب من ناد لآخر على سبيل الإعارة، وهو يؤيد فكرة الاستقرار مع أى نادى، ويخشى على صلاح مثلما حدث مع المهاجم السابق "ميدو" كونه تنقل لأكثر من ناد أوروبى، ولم ينجح فى أى منهم. وانتقل فى حديثه لفكرة الاحتراف فى أوروبا بشكل عام، لافتا إلى أن الاستقرار هو أصل الاحتراف، مشيرا إلى أنه يخشى من تكرار تجربة ميدو الاحترافية غير الناجحة على حد قوله.