كلمة ورد غطاها إرهاب القانون .. مع قراءة عدد كبير من مواد قانون الإرهاب تقذف السلطة الرعب في قلوب غير الإرهابيين وربما يكون ذلك هو الغرض الحقيقي من القانون وهو إرهابنا نحن . شخصيا أوافق على 80% من القانون ومواده التي تتحدث عن الإرهاب والإعتداء على الأرواح والمنشآت والممتلكات فهذا أمر بغيض يرفضه كل عاقل يحب وطنه لكن لنكون موضوعيين تعالوا نقرأ عدد من مواد القانون الفضفاضة التي لا علاقة لها بدستور رغم أن كل قانون يصدر يبدأ بجملة بعد الإطلاع على الدستور .. سأبدأ بالمادة 35 كوني كاتب وإعلامي فهذه المادة تضعني وكل زملائي تحت تهديد مستمر لأنها تقول .. " يعاقب بغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه ولا تتجاوز خمسمائة ألف جنيه كل من تعمد بأي وسيلة كانت نشر أو إذاعة أو عرض أو ترويج أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أعمال إرهابية وقعت داخل البلاد أو عن العمليات المرتبطة بمكافحتها بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع .. ثم تقول المادة أيضا .. – وفي جميع الأحوال للمحكمة أن تقضى بمنع المحكومة عليه من مزاولة المهنة لمدة لا تزيد على سنة إذا وقعت الجريمة إخلالا بأصول مهنته." وهو ما يعني أنه إذا اردت ان تلتزم بقواعد الصحافة والإعلام وتكون موضوعيا منصفا وتنشر شهادة أحد شهود العيان أو طرف من أطراف القصة الخبرية مع البيان الرسمي فبذلك تقع تحت طائلة القانون وتدفع من 200 الى 500 الف جنيه وطبعا لو لم تدفع تسجن وتمنع من مزاولة المهنة سنة . لذلك أؤكد أنها مسألة وقت لوقوع العديد من الأزمات مع الكثير من المؤسسات الصحفية الأجنبية العاملة بمصر حيث أصبح من المؤكد وقوع مراسلي بي بي سي ودويتش فيله وفرانس 24 والحرة وكل المراسلين الأجانب تحت طائلة هذا القانون لأنهم وببساطة سوف يحاولون تطبيق قواعد الدقة والإنصاف والموضوعية في عملهم وسيقومون بنشر البيانات الرسمية المصرية عن أي عملية ارهابية أو حادث لكنهم أيضا ربما ينشروا روايات لشهود عيان أو أطراف في الحادثة أو القضية وهنا سيتحولون إلى داعمين للإرهاب وتوقع عليهم غرامة تبدأ من 200 الف جنيه إلى 500 الف جنيه وسوف تمنع جميع هذه الوسائل الصحفية والإعلامية من مزاولة العمل في مصر إما طوعا أو كرها فأمن الصحفي أهم . بينما سوف يرهب القانون باق الصحفيين والإعلاميين فيضيع حق المواطن في المعرفة ويصبح ما تقوله السلطات المصرية قرآنا لا يأتيه الباطل من بين يديه ! من فلسفة القانون في العالم أنها تصنع لحماية العدالة ولإنصاف الضعفاء بينما في مصر تصنع لتعطي القوي مزيد من قوة البطش ! المشهد لا سقف للحرية المشهد لا سقف للحرية