المعارك الكلامية تضع "الأحمر" على صفيح ساخن

على غير العادة، تشهد جدران النادى الأهلى صراعاً محتدما على أكتر من جبهة داخل النادى فى الآونة الأخيرة، ونشبت العديد من الصراعات خاصة فى جهاز الكرة بين حسام غالى ووائل جمعة من ناحية، وبين عبدالله السعيد وفتحى مبروك من ناحية اخرى.
وبدأت الأزمة بين وائل جمعة، وغالى فى غرفة خلع الملابس بين شوطى مباراة الأهلى وإنبى، عندما دخل غالى فى نقاش ساخن مع زميله بالفريق شريف حازم حول بعض الأمور الفنية خلال الشوط الأول، وتحدث غالى من منطلق حماسه وغيرته على الفريق ورغبته فى الفوز وعدم الخسارة بعيداً عن ضياع الدورى من الأحمر.
وطلب غالى من شريف حازم تدراك بعض الأخطاء التى وقع فيها خلال الشوط الأول وهنا تدخل وائل جمعة وقال لحسام غالى: "كفاية يا حسام.. ملكش دعوة"، ورد غالى على جمعة قائلاً: يعنى أيه ماليش دعوة.. متتكلمشى أنت فى الأمور الفنية.. أنت مدير كرة"، واستمر الحديث بين غالى وجمعة دقيقتين تقريباً قبل أن تهدأ الأوضاع وينزل اللاعبين للمشاركة فى الشوط الثانى.
السعيد ومبروك يشتبكان
واستمراراً لمسلسل الأزمات داخل جدران القلعة الحمراء مؤخرا، فقد دخل عبد الله السعيد فى مشادة عنيفة مع فتحى مبروك المدير الفنى للفريق عقب مباراة إنبى، ووفقاُ لمصدر فى الأهلى، فإن الأزمة بدأت منذ أيام، عندما طلب السعيد من مبروك إراحته من مباراة إنبى ومنحه راحة بدعوى، أن المباراة "تحصيل حاصل" ولا قيمة لها، وأنه شارك فى معظم المباريات هذا الموسم ويُعانى من الإجهاد.
لكن المدير الفنى رفض هذا الطلب، وأصر مبروك على اصطحاب اللاعب فى المعسكر، وأكد له أن المباراة هامة للفريق، ولابد من حشد جميع النجوم، من أجل الفوز، وحصد النقاط الثلاثة بعيداً عن ضياع الدورى، ففوجئ السعيد خلال اللقاء بوضعه فى التشكيلة الأساسية للمباراة، لكنه لم يلعب المبارة، الأمر الذى أثار غضبه ودخل فى مشادة بعد المباراة مع فتحى مبروك بسبب هذا الموقف.
عبد الله السعيد فوجئ عقب المباراة بفتحى مبروك يقول له : "هاردلك يا عبد الله.. فرد عليه اللاعب، قائلاً: وأنا مالى ..روح قول للاعبين اللى لعبوا الماتش" وهنا استاء المدير الفنى وقال له: عيب يا عبد الله تتكلم كده"، واشتد الموقف إلى أن تدخل الجهاز المعاون وأنهى المُشادة وسط أنباء عن توقيع غرامة مالية على السعيد بتهمة التجاوز فى حق المدير الفنى.
قرار تأديبى
وتم استبعاد ثنائى الفريق غالى والسعيد من السفر مع الفريق إلى تونس للمشاركة فى مباراة النجم الساحلى التونسى، يأتى ذلك بالإضافة إلى العقوبة المادية وهو ما رفضه غالى واعتبر العقوبة إهانة له ولتاريخه فى القلعة الحمراء، لتشتعل الأزمة وتزداد تعقيداً بين أطراف النزاع.
من جانبه، فجّر وائل جمعة ، مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن كشف عن الأسرار الحقيقية وراء استبعاد حسام غالى وعبدالله السعيد من السفر إلى تونس قبل مواجهة النجم الساحلى فى بطولة الكونفيدرالية، مؤكداً أن استبعادهما جاء لتجاوزات حسام غالى تجاه اللاعبين بألفاظ غير لائقة واستهزائه بأحمد عادل عبدالمنعم، حارس المرمى، وسبه مؤمن زكريا، فضلاً عن تطاول عبدالله السعيد على فتحى مبروك، المدير الفنى، عقب مباراة إنبى فى الجولة الأخيرة من الدورى الممتاز، وأوضح جمعة أنه اتخذ قراره بعد الرجوع لفتحى مبروك، وإبلاغ علاء عبدالصادق، رئيس جهاز الكرة.
أسباب تُعجل برحيل غالى
يبدو أن حسام غالي، لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، يعيش أيامه الأخيرة بالقميص الأحمر، بعد أن أعلن اللاعب المخضرم صاحب ال34 عاماً، عن رحيله خلال الساعات القادمة، رداً على قرار الجهاز الفني بقيادة فتحي مبروك باستبعاده من لقاء النجم الساحلي التونسي يوم السبت المقبل بالكونفيدرالية الإفريقية، لسوء سلوكه وتشاجره مع وائل جمعة مدير الكرة.
وغالي يشعر بأن هناك حالة من التربص به وتصيد أخطائه بلا مبرر، رغم أن عصبيته تأتي بدافع الغيرة على الفريق ليس أكثر، بينما يرى بعض مسؤولي الأهلي، وعلى رأسهم وائل جمعة مدير الكرة، أن وجود غالي وخروجه المستمر عن النص عقبة أمام نجاح الفريق وعودته للبطولات من جديد.
غالي بدأ الموسم بمشادة كلامية مع صبري رحيل جعلت الأخير يمر بحالة نفسية سيئة، بعد أن تجاهل الأهلي معاقبة غالي، ثم اشتبك مع حسام عاشور بالأيدي أمام اللاعبين، ليتم تغريمه ربع مليون جنيه، قبل أن ينفعل على رمضان صبحي في المران، ويدخل في مشادة كلامية عنيفة مع المدرب علي ماهر، أدت لغرامة ربع مليون جنيه آخرى، ثم كان المشهد الأسوأ بإلقاء شارة القيادة في الأهلي أرضاً، عقب طرده في لقاء حرس الحدود بالدوري، ليتم سحب الشارة منه ومعاقبته بخصم 100 ألف جنيه من مستحقاته.
الصفقات الجديدة
الأهلي دعم صفوفه بلاعب يجيد أداء نفس دور حسام غالي، وهو صالح جمعة، الأمر الذي يراه غالي أنه دلالة على عدم مشاركته أساسياً مع الفريق بالموسم المقبل، نظراً لأن الجهاز الفني سيفضل الاعتماد على الوافد الجديد الصاعد، وجاء تفكير الأهلي وقتاله لضم عمرو السولية، لاعب وسط الإسماعيلي، الذي يلعب بنفس طريقة غالي، ليؤكد للأخير فكرة رحيله أو تجميده في الموسم الجديد، وتفكير الأهلي في رحيل غالي، ولو بنهاية الموسم المقبل، ينبع من تقدمه في السن، 34 عاماً، بخلاف ارتفاع قيمة عقده، وأيضاً مشاكله العديدة التي تبقى عقبة أمام بقائه بالفريق.
أثار البلبلة تُقيل مدير الكرة، حيث أسدل الستار على أزمة وائل جمعة وحسام غالى، وعبد الله السعيد، باتخاذ إدارة القلعة الحمراء، قراراً بإقالة وائل جمعة من منصب مدير الكرة، بعد أن أثار البلبلة وسط صفوف الفريق، وأدلى بتصريحات معادية لنجوم المارد الأحمر، وهو أمر غريب على الأهلى الذى أعتاد على وئد الفتنة قبل أن تتناثر خارج أسوار النادى.
حيث جاءت خطوات الإقالة، بمنع وائل جمعة من السفر مع بعثة الفريق إلى تونس، ثم اتخاذ قراراً بإقالته من منصبه لعدم قدرته على احتواء الأزمات بعقلانية خاصة وأنه يشغل منصب مدير الكرة الذى من أهم أعماله توطيد العلاقة بين اللاعبين وبعضهم والجهاز الفنى.
من جانبه ، حرص أحمد فتحى العائد حديثاً لصفوف النادى الاهلى فى عقد جلسة صلح بين حسام غالى ووائل جمعة لانهاء المشكلة التى حدثت بينهما، وتم خلال الجلسة إنهاء الخلاف القائم بين الطرفين، وتعاتبا "غالي وجمعة" على ما حدث بينهما خصوصًا وأنهما زملاء ملعب في الأساس، وتم الصلح بين الطرفين بحضور عدد من كبار أعضاء النادي ممن توسطوا لإنهاء الخلاف بين الطرفين.