تستهدف جولة جون كيري, وزير الخارجية الأمريكي, في الشرق الأوسط تهدئة مخاوف الدول العربية حيال الإتفاق النووي بين إيران وقوى الغرب، وهي الجولة التي بدأها بالمشاركة في رئاسة جلسة الحوار الاستراتيجي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري,حيث تأتي هذه الزيارة بعد توقيع إيران ودول 5+1 اتفاقا نوويا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم تحت إشراف دولي في ظل قلق بعض الدول العربية والخليجية من تداعيات هذه الاتفاق, نقلا عن البي بي سي. حيث صرح كيري في كلمة القاها امام الكونجرس الأمريكي إن الاتفاق الذي تم توصل إليه بشأن البرنامج النووي الإيراني لا يهدف الى إصلاح النظام الإيراني أو إنهاء دعمه للإرهاب.و يبدو أن واشنطن قد بدأت تتخذ خطوات عملية لتهدئة مخاوف دول الشرق الأوسط بشأن الإتفاق مع إيران. و في زيارة لمصر قد تعهد جون كيري بأن تستمر بلاده في تقديم المعدات العسكرية إلى مصر و أن تتعاون معها في مكافحة الإرهاب و تأمين الحدود.وسيلتقي كيري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل مغادرته متوجها إلى قطر، ثاني محطات الجولة الأمريكية في المنطقة. وأضاف كيري، في الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي بين مصر والولاياتالمتحدة في القاهرة، أن العلاقات بين البلدين قائمة على الفرص، لا التهديدات.وتأتي زيارة كيري بعد يومين من تسلم الجيش المصري ثماني طائرات من طراز إف 16من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وجاءت تلك الخطوة بعد شهور من إعلان الولاياتالمتحدة، رفع الحظر الذي كانت فرضته على توريد السلاح إلى مصر منذ الثلاثين من يونيو / حزيران 2013، عقب الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي. وتستأنف الولاياتالمتحدة الدعم العسكري لمصر بعد انقطاع استمر لأكثر من عامين وسط مخاوف أعرب عنها مشرعون وجماعات حقوقية بالولاياتالمتحدة حيال انتهاكات حقوق الإنسان في مصر. واعتبرت "الجمهورية" المصرية في افتتاحيتها أن الحوار مع الولاياتالمتحدة هو "مسعى مشترك لرأب الصدع الناشيء في العلاقات بين البلدين نتيجة سلسلة من الأخطاء ارتكبتها الإدراة الأمريكية تجاه مصر في أعقاب الثورة الشعبية في 30 يونيو/حزيران"، والتي أطاحت بحكم الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. و قد تباينت ردود الفعل المصرية حيال هذه الزيارة, حيث أشار صبرة القاسمى منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيرى, إلى أن أمريكا بدأت تدرك الخطأ الكبير الذى ارتكبته بالتخلى عن دعم مصر وتأخير تسليم طائرات الأباتشى فى وقت سابق لذا سيسعى جون كيرى لإصلاح العلاقة مع القيادة المصرية بعدما أدرك أن مواجهة الإرهاب لابد أن تكون بدعم مصر اللاعب الرئيسى فى المنطقة, و يشير البعض ان هذه الزيارة قد تعد علامة دالة على تراجع امريكا عن مواقفها العدائية ضد مصر, و لا شك أن اتجاه مصر لروسيا وافتتاح قناة السويس الجديدة وتزايد قوة الدولة المصرية منحوا مصر قوة جديدة تضاف لها بعد الفترة الماضية وما عانته من أزمات. كما أن إن زيارة وزير الخارجية الأمريكى إلى القاهرة، لها دلالات عديدة أهمها أن الإدارة الأمريكية تريد أن توحي بأنها تسعى إلى إقامة علاقات طبيعية مع الحكم الجديد في مصر بعد تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي. و هذا وفق ما حلله السفير رؤوف سعد، مساعد وزير الخارجية الأسبق. وأضاف: هناك نظام حكم وإرادة شعبية في مصر سيحكمون مسار العلاقات الأمريكية المصرية, وتابع موضحًا أن الإدارة الأمريكية أدركت أن غياب مصر عن منطقة الشرق الأوسط يعود بأضرار جسيمة عليها، ما يؤثر على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.