بعد ساعات من بداية الهدنة الانسانية في اليمن، تتهم الأطراف اليمينية بعضها البعض بخرق وقف اطلاق النار. كان من المفترض أن تبدأ الهدنة منتصف ليل الأحد وتمتد لخمسة أيام. لم تكد تبدأ فترة الهدنة حتي شن متمردو الحوثي قصفاً في مناطق متعددة في مدينة تعز بينها "عدة مدن سكنية" كما جاء علي لسان مصادر قريبة من الحكومة اليمينية لل "سي إن إن" الأمريكية. واعتبرت المصادر هذه الهجمات "مؤشرات مبدأية وفورية علي فشل وقف اطلاق النار"، وأضافت أن الحكومة اليمينية تعتبر وقف إطلاق سارٍ رغم انتهاكات الحوثيين. ومن جانبها، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون مجموعات مدعومة من السعودية بخرق وقف اطلاق النار قائلةً أن غارتين جويتين استهدفتا مقاطعتي حجة وسعدا مما أدي إلي مصرع شخص وإصابة سبعة في القصف الجوي علي حجة، الذي استهدف مركزا طبياً يُستخدم كملجأ لمتمردي الحوثي، طبقا لمسئول أول في وزارة الدفاع اليمنية. وكانت مجموعات تقودها السعودية - بالتحالف مع الولاياتالمتحدة - ومتمردي الحوثي قد وافقوا علي هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام. وكان مقرراً أن تسمح هذه الهدنة بإيصال مساعدات طبية وإنسانية كما قال الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي لوكالة الأنباء السعودية، وكان هادي قد فر من البلاد عقب شن الحوثيون هجومهم علي البلاد. وحسب موقع (اليمن اليوم) فإن هذه الهدنة ليست من أجل المساعدات الإنسانية، فالأغراض الإنسانية "مفرادت ممنوعة في سياسة النظام السعودي الإجرامي الاستحلالي الدموي" حسب وصف الموقع. كما يري الموقع أن غرض الهدنة الحقيقي "يثبت مكاسب العدوان المحققة في مدينة عدن". وكانت قوات التحالف الدولي -وبينها السعودية- قد قصفت تجمعات سكنية بمدينة (المخا) الساحلية في محافظة تعز جنوب اليمن يوم السبت، مما أدي إلي مصرع أكثر من 150 شخص وإصابة أكثر من 120. واعتبر موقع اليمن اليوم هجمات (مخا) وسيلة سعودية للضغط للقبول بالهدنة. وقال محمد علي الحوثي، الرئيس الفعلي الحالي لليمن، أن قواته "سوف تلتزم بوقف إطلاق النار الذي أعلنته السعودية فقط في حالة التزام السعودية به"، ويضيف : "لم تؤخذ الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار بجدية للأسف، ولم يتم تطبيقها علي أرض الواقع". ذكر موقع ال"سي إن إن" الأمريكي أن إيران تدعم متمردي الحوثي وهم أقلية شيعية ، وأن السعوديون السنة المسيطرون كانوا قد قادوا مجموعة مقاتلين في الهجمات ضد متمردي الحوثي والمجموعات الأخري. ويُذكر أنه منذ بداية الصراع في اليمن في مارس، قتل 3,000 شخص وفقاً لمنظمة الأممالمتحدة. وحوالي 21 مليون شخص يحتاجون مساعدات إنسانية فورية، كما أن هناك مليون شخص هربوا من بيوتهم.