بات حزب الله يهدد استقرار الساحة السياسية بلبنان، حيث اعتبرت مصادر سياسية لبنانية إن نزول أنصار النائب "ميشيل عون" بأوامر منه وبتحريض من حزب الله الى الشارع يعد اشارة مباشرة من حزب الله مفادها أنه قادر على "تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في البلد". وأوضحت أن الحزب الموالي لإيران، والذي امتنع عن النزول إلى الشارع البيروتي، بعث بالرسالة التي كان يودّ توجيهها وفحواها أنّه يمسك باللعبة السياية وباستقرار البلد، وأن الحزب حقّق عبر تحرّك أنصار عون "التيار الوطني الحر" هدفا ثمينا يتمثّل في إظهار المشكلة في لبنان على أنّها مسيحية سنّية، وليست شيعية سنّية، ليكون بذلك في موقع المتفرّج على ما يدور بين السنّة والمسيحيين، بل والحكم فيما بينهما. واستهدفت التظاهرات التابعة للنائب المسيحي عون تطويق السراي الحكومي بهدف الضغط على الحكومة، لكن رئيس مجلس الوزراء "تمّام سلام" سارع إلى قطع الطريق على أي تصعيد في جلسة الحكومة، حين أسكت الوزير "جبران باسيل" صهر ميشال عون الذي احتج على ممارسة سلام صلاحيات رئيس الجمهوريةقائلا له أمام شاشات التلفزيون "عندما أتكلّم أنا، أنت تسكت". وهاجم ميشال عون الجيش اللبناني ردا على منع أنصاره اقتحام السراي الحكومي وسط العاصمة بيروت، وأكد خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر إقامته في منطقة الرابية، شمال بيروت، بعد تفرق مناصريه "لا زلنا في بداية تحركاتنا، وقد رأينا كيف كان التعرض للشباب من قبل القوات المسلحة"، مشددا على أن "التعامل بقوة لن يثنينا". ولم يعلن عون عن خطة التحركات المقبلة، كما كان متوقعا خلال مؤتمره الصحفي، إلا أنه أكد أن "هناك مفاجاءات كثيرة، ومن لا يريد أن يمشي معنا لا يمشي"، موضحا "لا أريد أن أتحدث عن حلفائي، الموضوع قضية مسيحيين، ونحن نريد حقوقنا". واعتبرت المصادر السياسية اللبنانية أنّ حزب الله الذي دفع عون إلى إنزال أنصاره إلى الشارع بحجة "حماية حقوق المسيحيين" نجح في تسجيل عدة نقاط، اهمها تحويله الصراع في البلد من صراع شيعي سني إلى صراع مسيحي سنّي، وكذلك إبعاد التركيز على تورطه في الحرب السورية. وقال سياسي لبناني إن عون وجد نفسه في مأزق بعد فشل تحرك أنصاره، خصوصا أن وزراءه كانوا مضطرين لحضور جلسة مجلس الوزراء والموافقة على جدول الأعمال الذي طرحه سلام، وكان وزراء عون مصرّين في الماضي على مقاطعة مجلس الوزراء في حال لم يتضمن جدول الأعمال تعيين قائد جديد للجيش هو العميد "شامل روكز" صهر ميشال عون خلفا للقائد الحالي العماد "جان قهوجي"، واعتبر المؤتمر الصحفي لعون والذي أكد خلاله على أن تحرك انصاره كان عفويا دليلا على إحباطه، وتساءل طكيف يمكن أن يكون مثل هذا التحرّك عفويا، في حين يجري الإعداد له منذ ما يزيد على أسبوعين؟".