توقع خبراء أمنيون وقوع المزيد من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة مع تزايد هجمات الجيش والشرطة على أوكار الإرهابيين، وأكدوا أن مصر تواجه هجمة إرهابية أشرس من إرهاب التسعينيات، وإننا مصممون على اقتلاع جذور الإرهاب من مصر خاصة فى سيناء التى شهدت مواجهات مسلحة وصفتها الصحف العبرية الإسرائيلية بأنها أكبر عملية عسكرية منذ حرب أكتوبر 1973، حيث هاجمت عناصر بيت المقدس، كمائن وتمركزات أمنية فى الشيخ زويد، مما أسفر عن استشهاد 17 مجندا وضابطا من قوات الجيش، وتصفية أكثر من 130 إرهابيا وتدمير 20 سيارة تحمل مضادات للطائرات، وفقا للمتحدث العسكرى المصرى. وقبل يومين فى 29 يونيو، استشهد النائب العام المستشار هشام بركات، فى عملية نوعية استهدفت موكبه بسيارة مفخخة بالقرب من مسكنه بمصر الجديدة بجوار سور الكلية الحربية. وقال الخبير الأمنى، الدكتور رفعت عبد الحميد، إن الأحداث الجارية تؤكد قدرة الدولة على فرض هيبتها، وأن القوات المسلحة والشرطة شركاء إلى جانب الشعب فى الحرب ضد الإرهاب، مؤكدا أن الأوضاع تتجه إلى الاستقرار النسبى وعودة الأمن إلى مصر. وأضاف فى تصريحات ل"المشهد"، إن مصر تواجه مخططاً إرهابياً عالمياً، يستغل العناصر المتطرفة والجماعات الإسلامية، فى تنفيذ هذا المخطط، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية تتبنى الجريمة المنظمة عالميا وهو ما حدث فى واقعة اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وهجوم جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية على كمائن الجيش فى سيناء. وأشار إلى أن الحرب مع الإرهاب ستستمر فترة زمنية طويلة، ولم يتم حسمها بعد، إضافة إلى أنه سيسقط عددا من الأبرياء، ولكن القضاء على الإرهاب وجوبى ولا بديل عنه حتى تطهير مصر وإعادة الأمن. وبشأن الأحداث الإرهابية التى تقع فى القاهرة والمدن المزدحمة بالسكان، قال إن هناك "جيوبا إرهابية"، منتشرة فى الأحياء يرصدها الأمن، والمواجهات تعد صعبة للغاية خاصة مع احتماء العناصر الإرهابية وسط المواطنين، واضطرار أجهزة الأمن إلى إلغاء عمليات عسكرية حفاظا على حياة المدنيين وعدم تعريضهم للخطر. وأكد الخبير الأمنى أن تصفية 13 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى أكتوبر، إستراتيجية جديدة اعتمدها الأمن لمواجهة أنصار جماعة الإخوان، مقارنة بما حدث مع القبض على قيادات الصف الأول عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وتقديمهم للعدالة بدلا من قتلهم. وأوضح أن الحلول الأمنية لن تقضى على العنف، وإنما يجب إيجاد مخرج سياسى للأزمة الحادة التى تشهدها مصر عقب ثورة 25 يناير، لافتا إلى أن بعض الأحزاب السياسية تسعى إلى تحقيق أهدافها الشخصية دون مراعاة لمصلحة الوطن. وفى السياق ذاته، أكد اللواء فؤاد علام، وكيل مباحث جهاز أمن الدولة الأسبق، أن الإرهاب الذى تواجهه مصر حاليا أخطر من إرهاب التسعينيات، خاصة أنه مدعوم من قوى عالمية وعربية، تسعى إلى زعزعة الاستقرار فى المجتمع. وقال فى تصريحات ل"المشهد"، إن "التعامل مع الإرهاب "مشوار طويل" ولن ينتهى قريبا، فنحن نواجه موجة عاتية من الإرهاب مدعومة من قوى دولية وعربية، وأصبحت مصر محاطة بدول تشهد حالة غليان وفوضى أمنية كبيرة، وأصبحت مصدراً للأسلحة والتدريب. وتوقع الخبير الأمنى، حدوث عمليات إرهابية خلال الفترة المقبلة، بسبب تضييق الخناق على الإرهابيين، مطالبا المواطنين بتحمل المواجهة الممتدة مع الإرهاب والإرشاد عن المشتبه فيهم. وأكد اللواء فاروق حمدان، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهات تصعيدية حازمة مع العناصر الإرهابية، لأن القوات المسلحة عازمة على تطهير مصر من كل العناصر المسلحة قبل افتتاح قناة السويس الجديدة. وأوضح أن قوات الجيش والشرطة يواجهون أشرس هجمة إرهابية، تتعرض لها مصر خاصة وتخطط لها أجهزة مخابرات دولية.