تقود سلطنة عمان تقود مفاوضات سرية بين الحوثيين وقيادات جنوبية يمنية تتمحور حول انسحاب مسلّحي الحوثي من محافظة عدن وتسليمها للقوى الجنوبية، بحسب ما كشفه مصدر يمني رفيع المستوى، الأمر الذي يكشف عن نية الحوثيين على تقسيم اليمن، مقابل الخسائر التي يتكبدها في الحرب، والعودة باليمن الى واقع الدولتين الذي كان قائما قبل الوحدة1990. ويطمح الحوثيين من وراء ذلك الى الحصول على إقليم شمالي واسع غني بالنفط ومنفتح على البحر، وكان هذا الهدف هو الهدف الرئيسي الذي سبق أن عبروا عنه خلال مرحلة الحوار الوطني الذي دار بين الفرقاء اليمنيين ، وذلك بعد تسليم جنوب اليمن للانفصاليين الجنوبيين. ويذكّر متابعون للشأن اليمني بأن ما يجري في اليمن راهنا مرتبط بقضية الإقليم تلك، حيث خرجت جماعة الحوثي من معقلها في صعدة بشمال البلاد في حركة غزو واسعة لمختلف المناطق بعد أن أفضى الحوار الوطني إلى اعتماد تقسيم فيدرالي لليمن إلى ستة أقاليم، وجاءت صعدة ضمن "إقليم أزال" وعاصمته صنعاء ويضم أيضا عمران وذمار، ولكن لم يخدم ذلك التقسيم طموحات الحوثيين الساعين إلى إقليم تحت حكمهم ويضم أيضا محافظة مأرب الغنية بالنفط، والحديدة المطلة على البحر الأحمر. وفي حال نجح الحوثيون في تسليم جنوب اليمن إلى الحراك الجنوبي الانفصالي، فإنهم سيوجهون كلّ قواهم للسيطرة على شمال البلاد، وأكد المصدر أن "مؤشرات الوساطة التي تقودها عمان تقضي بانسحاب الحوثيين من محافظة عدنالجنوبية، التي أعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة لليمن في فبراير الماضي، وأن الحوثيين يشترطون تسليمها لقيادات جنوبية غير موالية للرئيس هادي"، واضاف "أن وفد الحوثيين العائد من مشاورات جنيف إلى مسقط التقى الاثنين بوزير الخارجية العماني "يوسف بن علوي" لبحث أسباب فشل مفاوضات جنيف، وسبل إيقاف نزيف الدم اليمني". ويتواجد في العاصمة العمانيةمسقط، رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد والناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام، إضافة إلى الوفد الذي شارك في مشاورات جنيف، والمكون من حمزة الحوثي، عضو المجلس السياسي للجماعة، ومهدي المشاط، مدير مكتب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي. ويأتي هذا في الوقت الذي تتحدث فيه مواقع إعلامية مقربة من الحكومة اليمنية، على لسان مصدر رئاسي بأن قوات مدربة ستصل خلال أيام إلى عدن من أجل تأمينها وأن المحافظة ستكون آمنة بحلول عيد الفطر.