طفت الخلافات الفرنسية – الأمريكية الى السطح بفعل تمدد داعش في المغرب العربي، خاصة في ليبيا، حيث كثفت فرنسا من دبلوماسيتها في مستعمراتها القديمة مؤخرا، في محاولة لتحجيم الدور الأمريكي هناك، وهو الأمر الذي ينذر بحدوث استقطاب ثنائي بين واشنطنوباريس يحول دون التصدي لخطر داعش الذي مازال يتمدد ويتوسع في ليبيا رغم الضربات التي تلقاها خلال الأسابيع القليلة الماضية. ويرى المحللون أن فرنسا تسعى لاستعادة نفوذها التقليدي في افريقيا عبر محاصرة الاستراتيجية الامريكية في المنطقة، وأن زيارة هولاند للجزائر تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين واشنطن والجزائر نوعا من البرود على خلفية عدد من القضايا منها الملف الليبي، وكيفية معالجته، موضحين أن الخلافات الفرنسية-الأميركية عميقة وقابلة للتصعيد في إطار معادلة موازين القوى في المنطقة، وكذلك زار وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" مصر أمس الأول، وناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين الملف الليبي، الأمر الذي يضفي حالة من الضبابية حول معالم المرحلة المقبلة في ليبيا، وانعكاسات ذلك على فرنسا ونفوذها في المنطقة، على ضوء تراكم الخلافات بين باريسوواشنطن حول سبل معالجة الملف الليبي. ومن جهتها لا تُخفي دوائر صنع القرار الفرنسية الخلاف مع أميركا، خاصة المتعلق بتقييم خطر داعش في ليبيا وتونس على فرنسا، وهو خطر متفاقم تنظر إليه باريس على أنه أكبر بكثير من خطر داعش في العراقوسوريا. وتختلف رؤى كل واشنطنوباريس، للتعامل مع هذا الخطر لدرجة أن غضبت فرنسا من محاولات أميركا الانفراد بهذا الملف المرتبط بعمقها الاستراتيجي، فباريس سلمت واشنطن ملف التعامل مع داعش في سورياوالعراق، لكنها ترفض تدخل امريكا على ملف داعش في ليبيا، بسب اختلاف سيناريوهات وخطط فرنسا لمواجهة داعش في ليبيا عن النهج الامريكي، وتسبب هذا التباين في بروز استقطاب ثنائي دفع دول المنطقة وخاصة منها تونس إلى البحث عن كسره عبر التوجه إلى موسكو بحثا عن مخرج يجعل الحرب على الإرهاب في ليبيا تحظى بإجماع دولي بعيدا عن صيغ المماطلة التي مكنت داعش من التمدد والتوسع ويزور اليوم الاثنين "محسن مرزوق الوزير" المستشار السياسي للرئيس التونسي "الباجي قائد السبسي" موسكو في زيارة رسمية سيجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين الروس حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهي الزيارة التي تتزامن مع تصاعد التوتر بين تونس وحكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا، ومع ما كشفته مجلة "جون افريك" الفرنسية عن وصول جنودا للمارينز لقاعدة "رمادة" التونسية، كما يزور وزير الإعلام الليبي "عمر القويري" روسيا اليوم ايضا