على الرغم من استجابة المحكمة العليا بجوهانسبرغ، عاصمة جنوب افريقيا، لمطالبة المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية "فاتو بنسودا" باعتقال الرئيس السوداني "عمر البشير" على خلفية اتهامات له في جرائم حرب، إلا أن الرئيس السوداني لطالما حرص على أمنه وسلامته خلال تحركاته وزياراته الدولية. ولم تكن زيارة البشير لجوهانسبرغ إلا من خلال تطمينات وتعهدات بسلامته، فالاتحاد الافريقي تمنح رؤساء الدول الأعضاء فيه حصانة من الملاحقات الجنائية، هذا بالإضافة الى ما صرح به "حزب المؤتمر الوطني"، الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا من أن الحكومة منحت الحصانة لكل المشاركين بقمة الاتحاد الإفريقي، في إطار المعايير الدولية للدول التي تستضيف مثل تلك التجمعات. وأضاف حزب المؤتمر الوطني أنه "على هذا الأساس يدعو المؤتمر الوطني الإفريقي الحكومة الآن لتحدي الأمر الذي يجبر حكومة جنوب إفريقيا على اعتقال الرئيس البشير". ومن جهته، قال "كمال اسماعيل" وزير الدولة للخارجية السودانية أنه "صحيح أن جنوب إفريقيا موقعة على ميثاق روما للمحكمة الجنائية، ولكنها ملتزمة بقرار القمة الإفريقية التي عقدت في يناير الماضي بأديس أبابا بعدم التعامل مع المحكمة الجناية الدولية". وقبل أحداث الأحد بمالبة الجنائية تسليم البشير، كان الاتحاد الإفريقي قد طلب من المحكمة الجنائية الدولية وقف الإجراءات ضد الرؤساء الحاليين، وقال إنه لن يجبر أيا من دوله الأعضاء على القبض على زعيم نيابة عن المحكمة". وكانت المحكمة العليا في جنوب إفريقيا قد أصدرت أمرا بعدم مغادرة البشير لأراضيها مؤقتا، لحين البت في طلب القبض عليه المقدم للقضاء الجنوب إفريقي، استنادا إلى مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، ثم مددت المحكمة أمر منع مغادرة البشير بانتظار القرار النهائي للمحكمة في القضية. وقالت الجماعة الحقوقية "مركز التقاضي الجنوبي أفريقي" إنها حصلت على حكم يقضي بأنه يجب على الحكومة منع مغادرة البشير للبلاد، بينما تستمع المحكمة إلى المرافعات حول القبض عليه بسبب إبادة جماعية وجرائم أخرى . وقالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا إن "جنوب إفريقيا تقع تحت التزام قانوني بالقبض على البشير وتسليمه إلى المحكمة. وكان مكتبها على اتصال بالسلطات الجنوب الإفريقية حول زيارة الرئيس السوداني التي تم الإبلاغ عنها". "وأخيرا أكد كمال إسماعيل" وزير الخارجية السودانية ، أن الرئيس السوداني "عمر البشير" سيعود إلى بلاده بعد إكمال الجلسة الأساسية لقمة الاتحاد الإفريقي اليوم أو الغد، مؤكداً أن الزيارة تسير بشكل طبيعي في جوهانسبرج .