أعرب "إبراهيم الغندور" وزير خارجية السودان، عن رفض بلاده لطلب المحكمة الجنائية الدولية من حكومة جنوب أفريقيا توقيف الرئيس "عمر حسن البشير" الذى يشارك حاليا فى فعاليات القمة الأفريقية بجوهانسبرج. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية السفير "علي الصادق" بأن الرئيس "عمر البشير" تلقي دعوة رسمية من رئيس جنوب أفريقيا للمشاركة في القمة العادية 25 للاتحاد الأفريقي التي بدأت اليوم الأحد ب"جوهانسبرغ، نافيا وجود أي تحوطات أو إجراءات أمنية أو سياسية لزيارة البشير لجنوب أفريقيا، وقال "المشاركة عادية وتمت من قبل عشرات المرات"" وأشار الصادق في تصريحات للصحف السودانية أنه تم ترتيب عقد لقاءات ثنائية للرئيس البشير مع القادة ورؤساء الحكومات علي هامش المشاركة في القمة الأفريقية بجوهانسبيرج، وكذلك مع وفود أخري من داخل وخارج القارة لهم علاقة بصورة أو باخري بأفريقيا، ويشاركون بصفة مراقبين، لافتا إلي أن الرئيس البشير سيتباحث معهم حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصلحة العامة للسودان والقارة الأفريقية. تجدر الإشارة، إلي أن مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، قد حثت أمس 'جوهانسبيرج' للإيفاء بالتزامها تجاه قانون الجنائية وتسليم البشير للمحكمة الجنائية، كما طالبت الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال - دولة جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات اعتقال الرئيس السوداني المطلوب للعدالة الدولية، مؤكدة أنها تؤيد هذا الاتجاه وكان قاض بمحكمة جنوب افريقيا العليا قد أصدر اليوم الأحد قرارا بمنع الرئيس السوداني، عمر البشير، مغادرة البلاد حتى انتهاء جلسة استماع للبت في طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيفه، بحسب تصريح المتحدث باسم فريق قانوني يسعى لاعتقال البشير تنفيذا لمذكرتي اعتقالي صدرتا بحق البشير. وقال "كاجال رامجاثان-كيغ" من "مركز التقاضي الجنوبي إفريقي" ل"CNN" إن قاضي محكمة نورث غوتينغ العليا، وافق على طلب الدولة تأجيل الإجراءات لإمهالها فسحة لإعداد الدفاع، وطالب محامو "مركز التقاضي الجنوب إفريقي" من المحكمة إصدار أمرا مؤقتا لمنع البشير من مغادرة جنوب إفريقيا حتى البت قضائيا بطلب الاعتقال، وهو ما وافقت عليه المحكمة، طبقا للمصدر. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد طالبت حكومة جنوب إفريقيا، السبت، الايفاء بالتزامها تجاه قانون الجنائية وتسليم الرئيس السوداني، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير في مارس 2009 بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد، أضيفت لها تهمة الإبادة الجماعية عام 2010. ومن جهته يرفض البشير الاعتراف بالمحكمة، ويرى أنها أداة استعمارية موجهة ضد بلاده والأفارقة، على الرغم من أن مذكرات الاعتقال ضيقت من تحركات الرئيس السوداني، حيث أنه كان حريصا على السفر فقط إلى الدول الصديقة وغير الموقعة على ميثاق روما، وتعد زيارته لجنوب افريقيا الأولى لدولة موقعة على الميثاق. ويتعامل من جهته الإعلام السوداني باعتبار زيارة البشير الى جوهانسبرغ زيارة عادية وتجري وفقا للمخطط له، فقالت وكالة الأنباء السودان الرسمية، سونا، أن "الرئيس سيجري سلسلة من اللقاءات مع رؤساء الدول علي هامش القمة لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بالاضافة الي المشاركة في الفعاليات التي تعقد علي هامش القمة."