تحظر ميليشيا الحوثي في كل رمضان على المسلمين السنة إقامة صلاة التراويح، وهي صلاة سنة تتبع صلاة العشاء، وتشدد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع على صالح, خلال الأيام القليلة الماضية، على منع إقامة صلاة التراويح حيث أرسلت خطابات لعدد من المساجد بالجمهورية تقضي بمنع إقامة صلاة التراويح في رمضان، وأن كل من يخالف هذه الأوامر سيعرض نفسه للعقوبات والسجن. وكشف مصدر في وزارة الأوقاف اليمنية أن الحوثيين توعدت المساجد التي تخالف أوامرها بإقامة صلاة التراويح بالسجن، وكشف عن أن الحوثيين بدأوا في نشر مجموعات مسلحة في المساجد لمراقبة التجهيزات لإقامة الصلوات، وأن هذه المجموعات ستستمر خلال الشهر الفضيل للتأكد من عدم إقامة صلاة التراويح، مضيفا "لو كانوا يؤمنون بحرية ممارسة العبادة والاعتقاد واقعا, لسمحوا للآخرين بممارسة حرية العبادة والاعتقاد, لكن المبادئ التي يرددونها هي مجرد أقوال وشعارات". ويتوقع مراقبون وقوع تصادمات واشتباكات عنيفة خلال شهر رمضان جراء القرار، حيث يعتبر السنة القرار منافي لقيم الدين الاسلامية، وأوضحوا أن القرار سيؤدي الى تغيير مجريات الأوضاع في العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية التي يتصدى أبناؤها للحوثيين، معتبرين أن هذا الإجراء"يمس العقيدة بشكل مباشر، ويصب في اتجاه التشيع، من خلال تغيير العقيدة وفق أهواء شخصية وفكر طائفي قمعي". ويذكر أن، السنة تصف الشيعة ب"الروافض" لرفضهم اتباع سنة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر الشيعة أن صلاة التراويح بدعة ابتدعها الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب"، ومن المعروف أن الشيعة يسبون الخلفاء الراشدين ما عدا الخليفة الرابع والأخير "علي بن ابي طالب"، ويأتي رفض صلاة التراويح نصا عن الشيعة بقولهم "ابتدع أهل السنّة صلاة التراويح، وهي قيام ليالي شهر رمضان جماعة، ودليلهم: أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي جمع الناس على إمام واحد ولم يشرّعها النبيّ صلى الله عليه وآله، ولم يسنّها بل كانت سنّة عمر" . وجدير بالذكر أن الحوثيون يأتون على تفجير مساجد السنة، ودور القرآن في أكثر من منطقة، بحجة أنها تخرج من يصفونهم بالتكفيريين، ولاقت ممارستهم تلك رفضًا وسخطًا شعبيًا واسعين، وفي العامين 2013 – 2014 قاد الحوثيين حملة شرسة ضد صلاة التراويح واقامة نوافل رمضان عامة، أدت الى وقوع اشتباكات نتج عنها عدد من القتلى والجرحى، ووصل الأمر بالحوثيين الى اقتحام المساجد ساعة صلاة التراويح ليفترشوا ارضها مانعين المصلين من اتمام صلاتهم، ويبدأون في اطلاق النار عشوائيا لترهيب المصلين وقطع صلاتهم. ويقول المحلل السياسي رشاد الشرعبي أن "الحوثيون يقتلون المسلمين وإخوانهم اليمنيين بصورة لا تختلف عما تقوم به الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة, ويسعون لفرض فكرهم ومعتقداتهم وسيطرتهم بقوة السلاح, وليس جديدا عليهم منعهم الناس في صعدة وبعض مديريات الجوف وحجة وعمران وحتى العاصمة صنعاء من أداء صلاة التراويح".