رأى تقرير للمعهد الهولندي للعلاقات الدولية "Clingendael"، أن الترويج بأن المقاتلين الأجانب العائدين من العراقوسوريا إلى أوروبا، سيستخدمون العنف، فى ديارهم، يعد أمراً مبالغاً فيه، مشيرًا إلى أن بعض المتطوعين والذى يقدر عددهم بأكثر من 20 ألف مقاتل سافروا من أوروبا إلى العراقوسوريا، لن يعودوا لديارهم، وفى حالة عودتهم، فلن يُقدم أى منهم على استخدام العنف، مستدلين بتجارب تاريخية سابقة. المعهد الهولندي للعلاقات الدولية، أصدر تقريراً في شهر أبريل 2015 بعنوان: "المحنة والفرصة.. مواجهة تحديات السياسة والأمن في الشرق الأوسط"، ينقسم إلى 6 أجزاء، أعده كل من مدير البحوث في مركز سياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز، دانيال بايمان، وشادي حميد، زميل بمركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز، ويتناول التحديات الإقليمية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، مع تقديم بعض التوصيات للاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والجهات الفاعلة المعنية الأخرى لمواجهتها. وتناول التقرير الذي نشر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ملخصا له، مختلف التهديدات التي يشكلها الأفراد العائدون، إلى أوطانهم بعد القتال في سورياوالعراق، وعلى الرغم من تنامي المخاوف الأوروبية في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية، يري أن التهديد باستخدام العنف من قِبل المقاتلين الأجانب العائدين إلى أوروبا مبالغ فيها، مستدلًا بتحذيرات سابقة، من احتمال وقوع هجمات إرهابية بعد صراع العراق عام 2003، لكن المقاتلين الأجانب العائدين من العراق قاموا بهجمات إرهابية محدودة، وهو ما حدث في حالات أخرى، لم يسفر عنها أعمال عنف، خارج إطار مناطق الحروب. وأشار التقرير، إلى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا، لا تمت بصلة مباشرة بالقتال الدائر في العراقوسوريا، في عام 2015 - على سبيل المثال - لم يكن الأفراد المتورطين في الهجوم على "تشارلي إبدو"، وما تلاه من هجوم مماثل، وقع في كوبنهاجن، مشاركين في القتال بالشرق الأوسط، كما أنه الأفراد الذين يتم تدريبهم على أيدى تنظيم "داعش"، لحمل السلاح، فإن نطاق الهجمات لا يمتد غالباً إلى الخارج. وحذر التقرير من خطورة، عودة المقاتلين الأجانب، للدول العربية التي قدمت لهم الدعم في سوريا، مشيرين إلى أنها تمثل خطراً على هذه الدول، حيث يُمكن للمقاتلين تجنيد عناصر جديدة من المواطنين المهمشين، ما قد يؤدي إلى جعل المجموعات الموجودة أكثر راديكالية، ويقود إلى القيام بهجمات إرهابية. ويقدم التقرير نصائحه للحكومات في أوروبا، بعدم المبالغة بالتهديدات المحتملة من قِبل المقاتلين الأجانب، واتخاذ خطوات لطمأنة المواطنين، وتأكيد فكرة أن الخطر حقيقي ولكنه محدود، كما يتعين توفير الموارد اللازمة لأجهزة الأمن والاستخبارات، لإبقاء التهديدات الأمنية في أدنى مستوياتها، مشددًا على ضرورة تفادي سياسات رد الفعل، مثل الملاحقات المستمرة وحبس المقاتلين العائدين، مع التركيز على إعادة تأهيلم وإدماجهم.