مجموعة من المقاتلين الأجانب فى سوريا بين الحروب الدائرة رحاها في مختلف دول العالم والجيوش النظامية التقليدية التي تحافظ علي بقاء أنظمتها الحاكمة وبين أجندات الدول الكبري التي تريد فرض هيمنتها علي الصراعات الدائرة لتحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية، أصبحت ظاهرة المقاتلين الأجانب والجيوش غير النظامية تهدد عرش الدول الكبري خاصة أمريكا والدول الأوروبية التي خلقت إستعمارا من نوع جديد بإرسالها مقاتلين مرتزقة لحماية مصالحها في أفغانستانوالعراق منذ أكثر من عشر سنوات. والآن انقلب السحر علي الساحر وأصبحت أمريكا والدول الأوروبية تناقش ظاهرة المقاتلين الأجانب العائدين من القتال في العراقوسوريا وغيرها من مناطق الصراعات وما يمثلوه من تهديد علي أمنها القومي. ودعا الرئيس الأمريكي لعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن الشهر المقبل تحضره 14 دولة لمناقشة هذه الظاهرة والآليات والتدابير الأمنية التي يجب أن تتخذها الدول للحد من هجرة المقاتلين المضادة ومنعهم من إرتكاب عمليات ارهابية في دولهم. صراعات الشرق الأوسط هي أرض الإستقطاب الأولي للمقاتلين الأجانب وأسباب قدومهم في معظمها عقائدي حيث تختلف عن جيوش المرتزقة التي أرسلتها أمريكا للعراق وأفغانستان وارتكبت جرائم يندي لها الجبين من اجل الحفاظ علي المصالح الأمريكية. ويتواجد أكبر عدد من المقاتلين الأجانب في صفوف دولة الخلافة الإسلامية داعش في سورياوالعراق حيث تشير التقارير أن عددهم يتجاوز الأثني عشر ألف مقاتل قادمين من أمريكا وأوروبا ودول شمال أفريقيا. وفي سوريا أستعان الرئيس بشار الأسد نفسه بمقاتلين أجانب لحماية نظامه من السقوط منذ بدء المواجهات مع الثوار منذ ثلاث سنوات. وتقدر أعداد مقاتلي حزب الله في سوريا نحو خمسة آلاف مقاتل بالإضافة لعدد من المقاتلين المحليين المأجورين ويقدر عددهم ب 160 ألف مقاتل يعملون تحت قيادة عسكريين إيرانيين. في حين يوجد نحو 23 ألف مقاتل أجنبي في سوريا 7000 منهم من أمريكا وأوروبا. وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية صورا لأطفال ونساء يقاتلون في صفوف داعش في سوريا. أما في العراق فقد بدأ توافد المقاتلين الأجانب اليها منذ عام 2006 وكان عددهم نحو 700 مقاتل والآن أصبح يذهب للعراق ما بين 80 إلي 100 مقاتل أجنبي شهريا أغلبهم قادمين من السعودية وليبيا ودول شمال أفريقيا بالإضافة للمقاتلين من دول الغرب. والذين يتم تجنيدهم عن طريق غرف الدردشة علي الإنترنت وعبر شبكات التواصل الإجتماعي. ويكون السبب الأول عقائديا حيث يسافر هؤلاء بدعوي حماية الدين الإسلامي والمسلمين. ويحدث نفس الشئ في إسرائيل التي تستقدم جنودا للدفاع عن العقيدة الصهيونية حيث كشفت حرب غزة وجود عدد من المقاتلين الأجانب في صفوف الجيش الإسرائيلي قدر عددهم بخمسة آلاف مقاتل يأتون من أمريكا وأوروبا وأستراليا، ويطلق علي الواحد منهم لقب «الجندي الوحيد»، لتركه عائلته في بلده وذهابه إلي إسرائيل. ويتم تجنيد هؤلاء في حملات يُطلق عليها اسم حملات «النداء»، وتنظمها منظمات يهودية، وعند إلتحاقهم بالجيش الإسرائيلي يتقاضون مرتباتٍ تفوق ما يتلقاه نظراؤهم الإسرائيليون. وتفيد التقارير أن إحدي هذه المنظمات الفاعلة في تجنيد الشبان الأوروبيين للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي تدعي «ماحال» وتمتلك مكتبا في لندن، والتي تعمل علي إرشاد الأجانب للالتحاق بالجيش الإسرائيلي، من خلال تنظيم حملات إعلامية في الدول الأوروبية، حيث أنضم الآلاف من المتطوعين من نحو أربعين دولة أجنبية، معظمهم من أوروبا.وفي أوكرانيا فإن المقاتلين الأجانب يقاتلون من أجل السياسة حيث يتواجد بها مقاتلين من ايرلندا وإيطاليا واليونان وبولندا يقاتلون مع الجيش الأوكراني كما اتهمت روسياأمريكا بإرسال مقاتلين مرتزقة لمحاربة الإنفصاليين في محاولة لتحجيم النفوذ الروسي في أوكرانيا. ويتشابه الوضع في ليبيا مع وجود مقاتلين أجانب ينحدرون من جنسيات مختلفة تونسية وجزائرية ومالية وأفغانية وأمريكية وفرنسية وبريطانية.