تحسم محكمة القضاء الادارى صباح غد الخميس، دعوى إلزام الحكومة المصرية باستعادة تمثال "نفرتيتي" من ألمانيا، والذى سرقه عالم الآثار الألماني "لودفيج بورخارت" رئيس البعثة الألمانية، قبل نحو 103 أعوام. وأقام نبيل فزيع المحامى بالنقض، الدعوى مستندًا فيها إلى نص المادة 49 من دستور 2014 وتؤكد على إلتزام الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها، ورعاية مناطقها، وصيانتها، وترميمها، واسترداد ما استولى عليه منها، وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه، وحظر إهداء أو مبادلة أى شىء منها، واعتبار الاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم. وكان "بورخارت" عثر على التمثال في المنطقة التي كانت تشغلها ورشة النحت الملكية أيام اخناتون، وطلاه بمادة عازلة تمنع التصاق الجبس بالألوان ثم رش علي سطحه الجبس وهو سائل قبل أن يتحجر، فأخفي معالمه ودفنه في أرضية خيمته التي يقيم بها حتي انتهاء موسم الحفريات عام 1923 ، وجف الجبس فأصبح وكأنه قديم، وحملت البعثة ما اكتشفته من آثار في هذه الورشة الفنية إلي القاهرة لاقتسام المكتشفات. ورأس نفرتيتي المعروض حاليا في برلين، من أجمل وأندر آثار عصر اخناتون الذي حكم مصر لمدة 18عاما منذ 3378 عاماً.. وكانت زوجة أمنحتب الرابع الذي غير اسمه إلي اخناتون "حبيب آتون" وأنجبت منه سبع بنات خلال عشر سنوات. والتمثال فريد للغاية فهو ليس جنائزيا صنع ليوضع في مقبرة ولا دينيا عثر عليه بين أطلال أحد المعابد، لكنه صنع ليكون نموذجا للفنانين الذين عليهم أن يتعلموا كيفية القيام بتشكيل ملامح رأس الملكة. وكان الاتفاق مع البعثة الألمانية بأن تحصل مصر علي الأعمال الفنية المهمة المكتشفة، أما الأعمال غير المهمة أو المتكررة فيتم تقسيمها بين البعثة ومصلحة الآثار، وحصلت مصر علي عدد من التماثيل الحجرية الناقصة لنفرتيتي واخناتون وبناته، وكان من نصيب "بورخات" وبعثته التمثال الذي كان يبدو ناقصا لرأس الملكة وقد ساعد علي التفريط فيه انه من الجبس، أما التماثيل الحجرية الناقصة لاخناتون وأسرته فهي معروضة حاليا بالمتحف المصري بميدان التحرير. وعندما عادت البعثة الألمانية إلي بلادها تمت إزالة طبقة الجبس الجديدة، ليظهر التمثال الملون الرائع تحتها وبمجرد الإعلان عن هذه التحفة النادرة أعلنت مصر احتجاجها وطلبت إعادة التمثال المسروق الذي خرج بالتحايل وبطريقة غير شريفة، وأعلن النازى هتلر فى إحدي خطبه المدوية عام 1933 "أن نفرتيتي هي محبوبته ولن تخرج من ألمانيا".