يبدو السيسي مهتمًا بتعزيز سلطته، لكن السحر قد ينقلب على الساحر، فلم يعُد لدى المصريين حاليًا سوى منافذ قليلة للتعبير عن مظالمهم. ختام تقرير صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية. المقلق أن مصر "تحني ظهرها لكفيلها ورعاتها" وتتحول لقوة مساعدة للملكيات الخليجية المحافظة، "وليس غريبا أن تعرض القاهرة سياستها الخارجية في مزاد لمن يدفع أكثر"، بعد مشاركتها في تحالف السعودية ضد الحوثيين، وتأكيد السيسي إستعداده لإرسال قوات برية للقتال هناك، بل مع إمكانية استدعاء مصر لقمع انتفاضات محتملة في الخليج. وقد تكون مصر تلعب الآن بالنار إقليميا، وتزيد من حجم ورطاتها "بالوكالة" كلما قرر هذا أصحاب هذه الحرب .. إيران والسعودية ! خلاصة تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إستمرت الصحف والمنظمات الغربية في التركيز علي الحالة المصرية سواء داخليا، أو خارجيا بما فيه العلاقة مع "آل سعود" والإدارة الأمريكية. فتحت عنوان “القمع في مصر، أسوأ من عهد مبارك” نشرت “الإيكونوميست” البريطانية تقريرا بدأته بالإعتراف أن معظم المصريين يؤيديون السيسي رغبة في الإستقرار طبقا لمبدأ “مش أحسن ما نكون زي سوريا أو العراق”.. “ولكن بأي ثمن؟!”. مشيرة أنه أنقذ مصر من الإنزلاق للفوضي، لكنه بالمقابل قمع كل منتقديه معتقلا عدة آلاف من الإسلاميين وحتي العلمانيين، مع مقتل ما لا يقل عن ألف شخص، وقالت أن عاداته الإستبدادية تجعل مصر حاليا أشبه بما قبل الربيع العربي، رجل عسكري آخر بقبضة من حديد، وبات القمع أسوأ حتي من عهد مبارك. مضيفة أن السيسي القوة الدافعة وراء الإنقلاب، جرد الإخوان من السلطة، وسحقها وأعلنها تنظيما إرهابيا، وقتل المئات منها، مع إصدار أحكام بإعدام المئات من أنصارها "علي يد القضاء المسيس"، بينما المناخ السياسي السيء جدا دفع عدة أحزاب معارضة لمقاطعة الإنتخابات البرلمانية، بسبب مناخ “القهر والحقد والثأر”، وإنتهاكات حقوق الإنسان، وتعمد تأجيل الإنتخابات بصياغة قوانين تضمن سيطرة الرئيس الذي يحكم بلا رادع .. علي البرلمان. وقالت الإيكونوميست أن تكتيك المشير المفضل هو دعوة الجميع للوحدة تحت جناحه، ليظهر نفسه كحام لكل شيء في مصر، وأن منتقديه هم مجرد أعداء للدولة، بينما تقوم الحكومة بالمقابل بإخافة البسطاء من تدخل خارجي لحشد الجماهير لدعم قمعها، ثم تطالب الأجانب بالإستثمار في مصر، بينما النشطاء الحقوقيين يرون أنه "ليس هناك أي أمل". منظمة العفو الدولية أكدت في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أن "السلطات المصرية تستخدم المحاكم والسجن لكبت الصحافة"، مع قتل وإعتقال عشرات الصحفيين دون إتهام أو محاكمة، أو بإحالتهم للقضاء بتهم ملفقة. المتحدث بإسم الخارجية إعتبر الإتهامات مجرد "هراء مسيس"، والإجراءات قانونية تماما. دورية "فورين أفيرز" الشهيرة حذرت من أن يكون الرجل القوي "السيسي" أخطر مما تظن واشنطن، وبدأته بقولها أنه " يبدو أن القاهرة قد جن جنونها، بهدم المنازل لإقامة منطقة عازلة في سيناء، وتجريم عضوية جماعة الإخوان، وإستخدام القوة الوحشية ضد النشطاء ليبدو أن السيسي بنى استراتيجيته للأمن الداخلي على الرصاص والمدرعات، وعلى قضاته الذين هم طوع بنانه. كما فشل – أو ربما يخلط بشكل متعمد- بيين المتطرفين وبين المعارضين مع ترويج وزارة الخارجية لأنه لا فارق كبير بين داعش والإخوان، أو أنهم كالنازية، وأن العمليات الأمنية ضد المتظاهرين مطابقة للمعايير الغربية. وأشارت المجلة إلي أن محاولة السيسي تشكيل قوة عربية، وتأكيد نظامه أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة علي توحيد وحماية وتحديث مصر، فرضية لا تؤيدها بالطبع الأوضاع شديدة التدهور لمصر. وختمت محذرة الإدارة الأمريكية من إستمرار تحالفها مع النظام المصري، بقولها أنه ببساطة، فإن الولاياتالمتحدة عالقة مع "شريك معتوه"!. من العدد الأسبوعي من العدد الأسبوعي