يقع أسفل متنزّه يلوستون القومي الأميركي، خزاناً هائلاً من الصخور المنصهرة جزئياً، يعادل حجمه "غراند كانيون"، أو الأخدود العظيم في ولاية أريزونا، 11 مرة. وقال الباحثون إنهم استعانوا بتقنية تصوير تسمى الاشعة المقطعية الزلزالية، ليحصلوا للمرة الأولى على صورة متكاملة "لمنظومة الشبكات الزلزالية" في يلوستون بدءاً من منطقة الوشاح أسفل القشرة الأرضية وحتى الطبقة العليا من سطح الأرض. ويشمل متنزّه يلوستون مناطق من حدود ولايات وايومنغ ومونتانا وايداهو ويتميز بوجود عدد من الظواهر الارضية الحرارية منها ينابيع المياه الساخنة وحمامات البخار الطبيعية، على قمة فوهة بركانية ضخمة سبق أن شهدت ثلاث ثورات كارثية. ويعلم الباحثون بوجود خزان ضخم للصهير البركاني أسفل منطقة يلوستون كان قد تسبب بثورات بركانية قبل حوالي مليوني عام . أما الدراسة التي أوردتها مجلة "ساينس"، فتتحدث عن اكتشاف خزان ثانٍ أعمق يعادل في حجمه الخزان الأول 4.5 مرات. وقال "جيمي فاريل" أستاذ الزلازل في جامعة يوتاه أن "وجود خزان الصهير البركاني الثاني لا يرجّح او ينفي احتمال حدوث ثورة بركانية كبيرة في يلوستون،فهذه الاكتشافات لا تغير من الأخطار الزلزالية الحالية في يلوستون"، مضيفاً "غير ان هذه الاكتشافات تعطينا معلومات ضرورية كي نتزود فهماً أفضل عن طريقة انتقال الصهير البركاني من منطقة وشاح الأرض الى السطح". وقال استاذ الجيولوجيا من نفس الجامعة "فان-تشي لين" إن الخزان السفلي من الصهير البركاني الذي يشبه في شكله قطرة السائل في القشرة الارضية السفلى لسطح الأرض "يقع على عمق يتراوح بين 20 و45 كيلومتراً اسفل يلوستون، ويصل حجمه الى 46 ألف كيلومتر مكعب أو ما يعادل حجم الأخدود العظيم في أريزونا 11 مرة". ويمتلئ هذا الخزان بصخور منصهرة جزئياً لافحة الحرارة معظمها في الحالتين الصلبة والاسفنجية، وإن نحو اثنين في المئة من هذه المكونات منصهرة كلياً. ويقع الخزانان العلوي والسفلي فوق فوهة اسطوانية أصلها في جوف الأرض وعلى عمق 64 كيلومتراً من وشاح الارض، مهمتها نقل هذه المواد الساخنة إلى سطح القشرة الأرضية.