إن واقع التضليل السياسي هو إخفاء للحقيقة السياسية، وطمسها والتعمية على الطرف المعني بإظهار أمور أخرى لا علاقة لها بالحقيقة السياسية موضع البحث، بحيث يسلك طرقا، ويقوم بأعمال جبارة تبذل فيه المهج والأرواح، وتصرف فيه الجهود والطاقات، وترفع لأجله وفيه الشعارات، وتضيع فيه ومن خلاله الغاية والهدف والوقت. كل هذه الأعمال تصرف سدى في حقيقة زائفة لا علاقة لها بالواقع موضع البحث، كمثل الطبيب يصرف الدواء لغير العلة الصحيحة، فيشتريه المريض، ويصرف الأموال والجهود على غير فائدة تذكر، لا بل قد يكون فيه حتفه. كانت هذه المقدمة ضرورية لطرح السؤال الذي يدور في صدور كثير من المصريين , ماذا يحدث في سيناء ؟ و ماهي الحرب علي الإرهاب الذي يصدره لنا الإعلام المصري ؟ و ما صحة هذه الأخبار التي تنشر كل يوم عن هذا العدد الكبير بين القنل و الأسر لعدد من التكفريين داخل شبة جزيرة سيناء؟ إن النظام المصري الحاكم جاء رافعاً شعار محاربة الإرهاب , و إتخذها ذريعة سياسية لكثير من الأحداث السياسية في المشهد المصري , كان علي رأسها الهجوم الكاسح ضد جماعة الإخوان و الرئيس الإخواني محمد مرسي مما عجل بنهايته في تراجيديا بكائية أشبه بسقوط يوليوس قيصر و طعنه في الوقت الذي كان يظن فيه أنه محبوب الشعب الروماني و قائده الأوحده , ثم حملة إعتقالات و قضايا لكل الصف الأول و الثاني من الجماعة , ثم المشهد الأكبر في فضي إلاعتصامات الكبري بمصر رابعة و النهضة , و ما أعقبها من أحداث , الجميع يعرف و يعلم كيف سارت الأمور , و كل هذا تحت مسمي الحرب علي الإرهاب . في لقاء مع طالب جامعي ثورجي سالته لم أعد أري لكم مظاهرات في النصف الثاني من العام الدراسي فقال لا نقوم بمظاهرات مش كفاية اللي بيموتوا في سيناء , و كان كلامي متزامن مع أحداث قتلي الجيش المصري في الهجوم علي الكتيبة 101 ، و ألقيت نظرة علي جامع الأزهر الصداع الماثل في ذهن الأجهزة الأمنية المصرية فلم أجد مظاهرات أو أحداث . المشهد المتكرر في الساحة المصرية هو هذا الكام من المتفجرات و العبوات الناسفة التي تزرع و تنفجر كل يوم في شوارع القاهرة و المحافظات , و المشهد رغم تكرار و خطورته إنه لا يمثل تحدي كبير في المشهد الأمني لانها في النهاية ليست عمليات كبري بحجم ما يحدث في سيناء و بافي العالم فقد شهدت أسطنبول هجوم كبير علي المقرالرئيسي لمديرية الأمن العام في مدينة إسطنبول , و ما يحدث في مصر لا يمثل حالة عامة فكلها في النهاية لا تسفر عن أحداث جسيمة أو أضرار خطيرة ، و لكن الملاحظ إن الإعلام يسلط الضوء عليها لكي يعطي مبرر لإستمرار لحالة الفزاع الأمني في القاهرة خاصة و بعض المحافظات , و اوكد إنها ليست حالة عامة في بلد عاني من فرغ أمني لمدة ليست قصيرة . و في سيناء الحرب مستعرة و مع آذان الفجر بدأ هجوم من قبل مسلحي ولاية سيناء أسفر عن مقتل ما يقترب من 15 جندي في أكثر من كمين , و هذا ليس الهجوم الأول من نوعه و لا من نوعيه العملية و لا من عدد القتلي , و تتوالي البيانات قتلنا و قبضنا علي عد من التكفريين و كان من بينهم منفذ الهجوم , في بيانات لا تكلف من يقرأها أن يراجعها حتي يتأكد من أرقامها أو من صحة المعلومات التي فيها , إن الشعب السيناوي ليس كله تكفيرين , و أنصار بيت المقدس ليسوا بهذا الضخم الذي تعلن عنه البيانات و الأرقام التي بين أيدينا لا يوجد لها أي سند من الصحة , و المرئي فقط هو إستمرار العمليات من قبل المسلحين . هدمت كل الأنفاق بين قطاع غزة و رفح و تم تهجير الأهالي لمسافة تزيد عن خمس كيلو متر , فإتهام حماس أصبح كلام فارغ , و لا يوجد له دليل واضح . إن وجود الطائرات و المركبات العسكرية من دبابات و عربات مصحفة في التعامل في مسرح العمليات , كان من المنتظر أن يجعل الموقف متغير , و لكن ما أراه إنه لابد من وقف هذه الحرب علي فوراُ و بدء تعامل جديد في المشهد السيناوي . ها التعامل طرحته أكثر من مرة و هو التعامل البناء و الهادف و إستقطاب كل أفراد المجتمع السيناوي و بناء هذا المجتمع و تنميته و النظر إلي سيناء علي إنها جزء من هذا البلد و لا يجب أن ننظر إليه علي إنها جزيرة بعيدة عن الحومة المركزية في القاهرة , إن التعامل الأمني فقط في سيناء جعل من من شعار الحرب علي الإرهاب وهم يتبدد مع كل عملية يقوم به مسلحي ولاية سيناء , و تصدر القرارت و يعلن النفير و تتطير الشبح في السماء و يستمر المشهد عبثياً أكبر من تحملنا لسخافات الإعلاميين المصريين الذين تتشدق أبواقهم بإنتصارات وهمية لا وجود حقيقي لها علي الارض . المشهد ..لاسقف للحرية المشهد ..لاسقف للحرية