حتى أراك في يوم من أيام السنة الرابعة والأخيرة في دراستي بكلية الإعلام ، كنت اقلب في مؤشر موجات الراديو ، ابحث عن برنامج استمع إليه ، لاتوقف عند موجات الشباب والرياضة ، يأتيني صوت الإعلامي الشهير حمدي الكنيسي على غير الاداء الذي اعتدت عليه منه في برنامجه قصاقيص على موجات صوت العرب ، ومعه صوت متفائل مبتسم ، انتظرت حتى سمعت أنها المذيعة الشابة المنطلقة نجلاء عبد البر، والإيقاع الفني السريع لمخرج يتألق حديثًا أحمد فتح الله ، اخرجت أدواتي التي أهداني إياها والدي الحبيب حين أخبرته أمي بعشقي للراديو ، ميكروفونات أجهزة تسجيل متنوعة الأحجام ، وابحرت في ذكرياتي ، حين كنت أدخل في الدولاب ازاحم ملابسي لامنح لنفسي مكانا هادئا للتسجيلات الصوتية، وكأني في أهم ستوديوهات العالم، انطلقت بأحلامي وخيالاتي عن هذا الفريق ، وهذا الاستوديو ، وهذه المحطة الشابة ، وضعت خطتي لتحديد متى سأقابلهم ، ولم اكن ادري ان هذا سيتحقق قبل انتهاء العام !!! نعم حدث هذا، ( قاعدة مهمة تتحقق ضع احلامك أمامك دائماً ).
بدأت تدريبي الإذاعي فورا ، واجتزت الدورة التدريبية مع عمالقة الأذاعة المصرية ، تعلمت الاداء الإخباري ، والبرامجي ، ونقل الإذاعات الخارجية ، وعرفت فنون الراديو من إخراج وأداء وهندسة صوتية ، وكيف تتضافر جهود فريق العمل، ثم جاء يوم الاختبار لأقف امام لجنة تنتقي من سيعمل في الاذاعة المصرية العريقة بمحطاتها ، وشبكاتها الاذاعية ، اجتزت الامتحان بفضل الله ،، وانتظرت توزيع اللجنة ، وتمنيت ان أكون ضمن فريق عمل الشباب والرياضة ، المحطة التي تشعر بروح الاسرة فيها ، وسط باقة من أصدقاء يعملون بها بالفعل ، امتصوا غربة التدريب والبدايات ، كنت اقضي وقتا طويلا مع فريق عمل الشباب والرياضة ، واشعر بانتماء غريب للمكان و لاستوديو 7 الذي كانت تبث منه الشباب والرياضة برامجها ، (الان نبث برامجنا من ستوديو 16) جاء توزيعي كما حددته اللجنة على محطة اخرى ، غير الشباب والرياضة ، لا يمكن ، لا يمكن ، هكذا صحت وسط أصدقائي ، سأكون في الشباب والرياضة ، لن اقتل أحلامي ، وذهبت لمقابلة كل المسئولين ، لينصحني اول من أقابل بطرد فكرة الشباب والرياضة من رأسي ، وينصحني الثاني بأنها محطة حديثة النشأة ، خفيفة ، وينصحني الثالث انني ينبغي ان استثمر وقتي في غيرها ، حتى قابلت الاستاذ حمدي الكنيسي مدير اذاعة الشباب والرياضة وقتها ، كان متحمسا جدا للمحطة التي يديرها فهو الاعلامي الذي شارك بالتغطية في حرب اكتوبر ، وهو الان يدير المحطة التي بدأت إرسالها في مناسبة العيد الثاني لذكرى انتصارات أكتوبر ، بمدة ارسال ساعتين فقط في السادس من أكتوبر عام 1975 ( ارسال الشباب والرياضة الان 24 ساعة حافلة بالمحتوى الاعلامي لباقة من الاعلاميين المتميزين ، في كافة المجالات التي تهم الشباب والمصري وتغطي كافة الموضوعات الرياضية ) ..شرحت له رغبتي في العمل في هذه المحطة لا غيرها ، لدي خطط عمل وقائمة برامج لن اقدمها في اي اذاعة اخرى ، نعم احب الاذاعة المصرية كلها ، لكن عملي في الشباب والرياضة وخطتي فيها حلم لن اتركه يفلت مني ، ،، استقبل هذا الحماس بحماس لائق ، وحسم الموقف ، وطلب من رئيس اللجنة مباشرة ان يعاد توزيعي على الشباب والرياضة ،( قاعدة مهمة ثانية طارد حلمك وتعلق به بحماس واصرار ) سنوات من العمل الرائع والتطوير المستمر مع زملاء العمل ، في شهر عسل استمر خمس سنوات ، عاصرت أحداثا تاريخية مهمة جدا ، سنوات من تاريخي وتاريخ المكان ، فقد رأيت في بدايتي العملية حماس التغطية عالية المستوى لفريق العمل بقيادة حمدي الكنيسي لدورة الألعاب الأفريقية الخامسة عام 1991 ، ثم عملت مع الاذاعية عديلة بشارة التي أدارت المحطة بشكل غير رسمي حتى تولى القيادة الاذاعي عمر بطيشة لنقدم معه فنون المنوعات ، ، ثم شهدتُ عام 1995 ، اعلان إذاعة الشباب والرياضة شبكة إذاعية ، وأصبح إرسالها أربعا وعشرين ساعة يوميا على يد الاذاعية نجوى ابو النجا ، عاصرت هذَا التطور الكبير ، والدور الفاعل لإذاعة الشباب والرياضة ، في كل مستويات المجتمع ، بعدها ولأسباب متعددة احدثكم عنها لاحقا ، اتجهت للدراسة ، ، حتى طلبت مني الاستاذة سهير الباشا رئيسة الشبكة منذ عام 2005 مجموعة من التنويهات لشبكة الشباب والرياضة ، كانت فرصة لأعطي قدرا من الحب لهذه الشبكة الحميمة، ابتكرنا الشعارات لإنتاج التنويهات والبروموهات ، درست الراديو ، و تقييم الاستخدام التجاري والاعلانات فيه ، في الماجستير ، و كانت الدراسة التطبيقية على اذاعة الشباب والرياضة ،، ثم في مرحلة الدكتوراة ، درست الراديو بالتطبيق ايضا على اذاعة الشباب والرياضة ، ودرست الصحافة والاعلام الموجه للشباب ، مهارات التنمية الذاتية والتطوير، وطرق الاستفادة من الاعلام في تنمية المجتمع، ( قاعدة مهمة ثالثة ، كن جاهزا بالخطة ب ) كانت برامجي و دراساتي دائماً المحرك و الدافع وكان الهدف، إذاعتي ، بلدي ، مجتمعي وأسرتي ، لتحقيق رسالتي في عملي الرسمي والتطوعي وهواياتي ( قاعدة مهمة ختامية لهذه الكلمات، حقق التناغم بين أركان الحياة )، شكرا الشباب والرياضة ، احساس الاسرة والوطن . المشهد ..لاسقف للحرية المشهد ..لاسقف للحرية