تصاعدت حدة الانتقادات الأمريكية لدور ومهمات وممارسات قوات الحشد الشعبي في مناطق القتال في العراق. ويعتزم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، توحيد قيادة الحشد تحت إمرته ليقطع الطريق على مساعي نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، ورئيس منظمة بدر هادي العامري، لقيادة الحشد الشعبي. وقال مصدر سياسي عراقي مقرب من مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي، إن "الولاياتالمتحدةالأمريكية أعربت عن قلقها من الدعم والمشاركة الإيرانية المباشرة وغير المباشرة حتى الآن، في قوات الحشد الشعبي، وفي نفس الوقت ينفتح العبادي على واشنطن لزيادة دعمها والمشاركة في قيادة المعركة في تكريت في محاولة لطمأنة الشارع السني من مخاطر اتساع الدور الايراني، في حين أن طهران تدفع باتجاه تقليص الدور الأمريكي ومعها التحالف الدولي في المعارك الجارية في العراق". وأوضح المصدر، أن العبادي يمتلك قرارا بالاستعانة بالتحالف الدولي، وقيامه بعمليات مسح جوية للمناطق الملغّمة في تكريت، وناقش مع القادة الميدانيين الاستعانة بطيران التحالف الدولي، واعادة الجهد الخدمي الى المناطق المحررة بعد عودة الأهالي الى مناطقهم. وأشار المصدر إلى استياء التحالف الدولي من تصريحات بعض القادة الميدانيين، كاشفا عن اجتماع مزمع بين العبادي والتحالف الدولي لبحث مشاركة الأخير في معارك تكريت والمعارك القادمة. ومن جانبه أكد الجنرال ديفيد بترايوس، أن الحشد الشعبي أخطر من داعش، الأمر الذي رفضه القيادي في التحالف الوطني النائب موفق الربيعي، معتبرا أنه اخطأ في تقويم الخطر المحدق بالعراق والمنطقة وواشنطن. واعتبر الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس أن الخطر الحقيقي على استقرار العراق والأمن في المنطقة على المدى الطويل يأتي من قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، وليس من تنظيم داعش. وحذر بترايوس من تنامي نفوذ هذه المليشيات المدعومة إيرانيا بحيث تصبح الحكومة العراقية عاجزة عن احتوائها، وعلى المدى البعيد قد تبرز هذه المليشيات كقوة مؤثرة في البلاد، وتخرج عن سيطرة الحكومة وتدين بالولاء لطهران، على حد قوله.