أعادت إلينا لبني عبدالعزيز ذكرياتنا الجميلة وهي تعود بعد غياب إلي الأضواء مرة أخري وتقدم لنا شخصية سكر هانم علي خشبة المسرح القومي في مسرحية «فتافيت السكر» وقد أعربت لبني عبدالعزيز عن سعادتها بالوقوف للمرة الأولي علي خشبة المسرح، وأكدت أن مخرج العرض د. أشرف زكي هو صاحب الفضل الأول في اقناعها بهذه الخطوة وأضافت: أجسد شخصية امرأة ثرية جداً تعود من الخارج بعد سنوات طويلة من الهجرة لتكتشف أن هناك من ينتحل شخصيتها. وفي حوارنا مع الفنانة لبني عبدالعزيز توقفنا معها كثيراً عند سنوات الهجرة خاصة أنها كانت قد حصلت علي إجازة من المسرح لمدة شهر للسفر إلي أمريكا. في البداية سألناها ما أسباب قرار سفرك المفاجئ إلي أمريكا؟ وما تأثيره علي المسرحية؟ - القرار ليس مفاجئاً فأنا أسافر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية بصفة دورية من أجل زيارة ابنتي وأحفادي وقضاء بعض الوقت معهم، كما أن المسرحية لا تعرض بشكل يومي علي خشبة المسرح بل تعرض يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع كما سيتم إيقاف المسرحية لحين عودتي من أمريكا. ليلة العرض كيف كان شعورك عندما استقبلك الجمهور علي المسرح؟ -لقد سعدت كثيراً عندما وجدت ترحيب وتصفيق الجمهور لي مع أول ليلة عرض للمسرحية وغلبتني دموعي لأن الجمهور لم يتوقف عن التصفيق لمجرد وقوفي علي خشبة المسرح وأنا سعيدة بعودتي للجمهور بنص مسرحي متميز ومحترم. هل كان لك شروط للنص المسرحي الذي شاركت فيه؟ -لا لم يكن لي شروط فكل ما يهمني هو أن يكون عملا جيدا بغض النظر عن مساحة الدور وخاصة أن المسرحية بطولة جماعية نعود بشريط الذكريات بالنسبة لحياتك الشخصية. كيف اخترت زوجك من بين آلاف المعجبين ولماذا قررت الهجرة إلي أمريكا؟ -ارتبطت بالزواج من د. إسماعيل برادة منذ عام 1966 حتي اليوم وقد اخترته من بين آلاف المعجبين وكانت بداية تعارفنا حينما كان يقوم بالإعداد الموسيقي لبرنامجي «ركن الأطفال» في الإذاعة الذي كنت أقدمه، كما كانت هناك صداقة قوية بينه وبين والدي والذي سألني إن كنت أوافق علي الارتباط بإسماعيل وأبديت موافقتي وتمت الخطبة وتزوجنا في مارس 1966 وأنجبت بناتي في أمريكا وهن وأحفادي يعيشون في أمريكا حالياً. وهل عملت بالفن في أمريكا؟ -لم يكن سفري إلي أمريكا بشكل مباشر فقد سافرت إلي انجلترا ثم إلي فرنسا ومنها إلي أمريكا وأثناء فترة تواجدي في أمريكا عملت بالإذاعة وقدمت برنامجاً ناجحاً لكن مع ظروف الإنجاب قررت أن أعطي بيتي وزوجي كل اهتمامي مما دفعني للاكتفاء بممارسة دوري كزوحة وأم. قرار العودة لماذا رفضت العودة للفن بعد عودتك للقاهرة ولماذا وافقت بعد ذلك؟ - كنت أرفض بشكل قاطع لأن الزمن تغير وأنا أريد أن أبقي كما أنا بصورتي القديمة في عيون الجميع. هل شاركت في أفلام سينمائية في أمريكا؟ -لقد عرض علي بالفعل من شركة مترو جولدن ماير وكنت علي وشك إمضاء عقد احتكار لمدة سبع سنوات ولكني تراجعت في اللحظات الأخيرة ورفضت إمضاء العقد لأني أرفض عروض الاحتكار. هل تتذكرين أول لقاء لك أمام الكاميرا بعد عودتك للتمثيل من خلال مسلسل «عمارة يعقوبيان»؟ -شعرت بالخوف قبل التصوير لأني ابتعدت عن الكاميرا نحو 40 عاماً تقريباً لكن مع بداية التصوير تلاشي أي احساس بداخلي، لأني تمنيت أن يكون رجوعي بشكل قوي علي نفس القوة التي تركت بها الفن حتي لا يقلل هذا من حجم العطاء الذي قدمته للفن. ما آخر فيلم قدمته قبل سفرك لأمريكا؟ - كان فيلم «إضراب الشحاتين» عام 1967 وشاركني فيه الفنان الراحل كرم مطاوع وكان من إخراج الرائع حسن الإمام. وسام النيل ما أفضل جائزة حصلت عليها خلال مشوارك الفني؟ - كانت جائزة وسام النيل والتي منحني إياها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان أعلي وسام في مصر في ذلك الوقت، وقد حصلت عليها نتيجة لنشاطي الكبير أثناء العدوان الثلاثي علي مصر لأني كنت أقدم برامج إذاعية حاولت من خلالها كشف فضائح الإسرائيليين ومنها «هل تعلم» و«أحداث اليوم». كيف انتقلت من الإذاعة للتمثيل؟ -التمثيل بالنسبة لي كان في البداية مجرد هواية منذ أن كنت طالبة بالجامعة الأمريكية وشاركت في مسرحيات كثيرة، كما أن وقوفي علي خشبة مسرح الجامعة أفادني كثيراً في الأفلام التي قمت ببطولتها خاصة أمام عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش. وما ذكرياتك عن عبدالحليم حافظ؟ - من أكثر المواقف التي أتذكرها للراحل عبدالحليم الحكايات الخيالية التي كان يسردها لي وكنت أسعد بها كثيراً، كما أنه كان يهوي تدبير المقالب مع كل الفنانين المشاركين معه مما كان يخلق جوا من المرح بين كل فريق العمل. ما الأفلام الناجحة هل تذكرينها بعد «الوسادة الخالية»؟ -مشواري الفني كان عمره سبع سنوات قدمت خلالها 18 فيلما وهو يعتبر عدد قليلا بالنسبة لفنانات كثيرات في الوسط الفني لكن علي الرغم من ذلك فإن الجمهور ما زال يتذكر كل الأعمال التي قدمتها، ومن أهم الأفلام التي أعتز بها رائعة إحسان عبدالقدوس وهو فيلم «أنا حرة» وفيلم «هذا هو الحب» مع يحيي شاهين وفيلم «رسالة من امرأة مجهولة» مع فريد الأطرش وفيلم «وإسلاماه» عام 1961 مع أحمد مظهر اخراج اندرو مارتون، وأيضاً فيلم «آه من حواء» عام 1962 مع رشدي أباظة وإخراج فطين عبدالوهاب وفيلم «أدهم الشرقاوي» عام 1964 مع عبدالله غيث وإخراج حسام الدين مصطفي. من هو أكثر فنان عملت معه؟ -الفنان الراحل رشدي أباظة فقد شاركني في بطولة خمسة أفلام هي «بهية»، «العيب»، «آه من حواء»، «عروس البحر»، «واسلاماه» أما آخر فيلمين قمت ببطولتهما قبل سفري إلي الخارج فهما «العنب المر» عام 1966 مع الفنان الكبير محمود مرسي وفيلم «إضراب الشحاتين» عام 1967 مع كرم مطاوع وإخراج حسن الإمام. هل تركت شخصية سميحة أثرا بداخلك حتي الآن؟ - كل أدواري الرومانسية التي قدمتها في السينما ما زالت في ذاكرتي مثل فيلم «الوسادة الخالية» وفيلم «غرام الأسياد». -من- من بناتك أحبت التمثيل؟ - ابنتي مريم تجيد التمثيل وقدمت أعمالا علي مسرح الجامعة وهي خريجة صحافة ولكنها فضلت الحياة الزوجية واحترمت رغبتها في تفضيل البقاء بجوار أولادها علي خوض تجربة التمثيل.