"ان اجمل ما في وطننا العربي الكبير هو تلك الالفة الثقافية التي تجمع بين اقطاره ومواطنيه. انه هذا الشعور المميز الذي ينتاب اي عربي في اسفاره لأي من اقطار تلك الجغرافيا الشاسعة، والتي علي اتساعها وتنوع ثقافتها ولهجاتها الدارجة، الا انها تحيط الانسان العربي في اي بقعة بها دفء خاص، ربما يكون هو الاكثر تفرداً بين اقاليم العالم الحضارية المختلفة. اننا اليوم بالدوحة، وبالبارحة كانت القدس فينا، وغداً وبعدغد، تقطنناعواصم عربية اخري ونقطنها، ونحن في ترحالنا ننهل من بئر لنحلَ بواحة فنستظل بدوحة، لا غربة فينا ولا غرابة." تلك هي كلمات الوزير الفنان فاروق حسني الي قطر والتي جاءت علي المطبوعات التي تم توزيعها ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي المصري بالدوحة والتي تنتهي غداً.. كلمات خرجت من القلب لتمس قلوب الاخوة الاشقاء بالدوحة مؤكدة علي ان الثقافة العربية المشتركة يمكن ان تشكل جداراً حصيناً يتصدي لأي توترات قد تنشأ في وقت من الاوقات بين اي دولتين عربيتين. الافتتاح كان افتتاح الاسبوع المصري قد بدأ الاربعاء الماضي ضمن احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية والتي اتخذت لها شعاراً "الثقافة العربية وطناً والدوحة عاصمة" وكان الافتتاح الرسمي قد بدأ بعرض دار الاوبرا المصرية لأوبرا شهر زاد علي مسرح قطر الوطني بحضور وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد عبد العزيز الكواري وجميع اعضاء الوفد المصري وكان قد سبق العرض افتتاح حسام نصار رئيس الوفد المصري ومبارك بن ناصر الخليفة الامين العام لوزارة الثقافة القطرية لمعرض الكتاب المصري الذي ضم العديد من اصدارات المجلس الأعلي للثقافة والهيئة العامة المصرية للكتاب والمركز القومي للترجمة والهيئة العامة لقصور الثقافة وايضاً اصدارات اكاديمية الفنون المصرية وصندوق التنمية الثقافية وقد اشتملت الكتب علي مجموعة منتقاة من العناوين المختلفة في السياسة والاجتماع وكذلك الروايات والاعمال الإبداعية والتراث كما تم افتتاح معرض بانوراما الفن التشكيلي المصري الحديث والمعاصر والذي ضم 41 عملاً فنيا لعشرين فنانا وفنانة من بينهم مي رفقي، نازلي مدكور، ابراهيم شلبي، ايهاب اللبان، ابراهيم الدسوقي، وقد شهدت الليلة الاولي للافتتاح حضور السفير المصري عبد العزيز داود والعديد من سفراء الدول العربية الذين اتوا للترحيب بأعضاء الوفد المصري الذي ضم العديد من الفنانين والكتاب والإعلاميين من بينهم الكاتب الصحفي صلاح عيسي والشاعر احمد عبد المعطي حجازي والفنان محمد صبحي والفنانة نبيلة عبيد والاعلامية د. درية شرف الدين وقد اكتظت قاعة المسرح بالجمهور الذي احتشد لحضور العرض والذي لم يقتصر فقط علي ابناء الجالية المصرية انما امتد ليشمل حضوراً كثيفاً من المواطنين القطريين وابناء الجنسيات الاخري من المقيمين بالدوحة وقد القي مبارك بن ناصر الامين العام لوزارة الثقافة القطرية كلمة الافتتاح مؤكداً علي ان الاسبوع الثقافي المصري سيشكل اضافة غير عادية للاحتفالية استناداًعلي حضارة مصر العريقة بروافدها الفرعونية والعربية والاسلامية والتي قلما تتوافر لبلد، ثم جاءت كلمة حسام نصار مستشار الوزير ورئيس البعثة المصرية ناقلاً تهنئة الوزير الفنان فاروق حسني لقطر الشقيقة علي اختيار الدوحة عاصمة الثقافة وتمنياته ان تحوز فعاليات الاسبوع علي رضا واعجاب الجميع وختم نصار كلمته مقتبساً كلمات الوزير الفنان فاروق حسني والتي أكد فيها علي الالفة الثقافية التي تجمع اقطار الوطن العربي ومواطنيه. و بدأ الوفد المصري في اليوم التالي برئاسة حسام نصار بزيارة الحي الثقافي والذي يضم تصميما للمسرح الروماني يتسع لاكثر من الفي مشاهد ودارا للأوبرا وقد عبر الوفد عن اعجابه بالبنية التحتية الثقافية للحي وأشاد نصار بتصميمه الحي الفريد. و في نفس اليوم بدأت اولي الامسيات بأمسية للشاعر احمد عبد المعطي حجازي علي مسرح قطر الوطني والتي قدمه فيها الشاعر القطري الكبير علي ميرزا واصفاً اياه بالطود الشامخ والجواد الجامح يسبح فوق غيام الشعر وقال مخاطباً اياه " فليحيا بلد انجب امثالك ياهذا" الموسيقي وأسبوع الأفلام كما أحيت في نفس الليلة فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقي العربية بمسرح قطر الوطني بحضور وزير الثقافة والفنون والتراث بقطر وعدد من السفراء المعتمدين بدولة قطر، والمثقفين والفنانين وحشد هائل من الجمهور وقدمت الفرقه مقطوعات من الطرب المصري الاصيل فكانت أولي فقرات الفرقة مع إحدي روائع أم كلثوم، ثم قدمت احدي نجمات الفرقة عددا من الاغاني منها "عن العشاق سألوني، حمال الأسية، ياتمر حنة" ثم قدم أحد مطربي الفرقة فاصلا غنائيا لأغاني "يا دنيا ياغرامي، أنا واللي بحبه، يا ورد من يشتريك" ثم قدما دويتو غنائيا سويا "شحات الغرام" وصعد مطرب ومطربة آخران من نجوم الفرقة ليقدما دويتو غنائيا "حاجة غريبة" واختتمت الفرقة الليلة بتقديم أغنية "وطني حبيبي الوطن الأكبر"، ورفع الجمهور الاعلام المصرية وهتفوا لمصر وقطر في مشهد يمس القلب. وقد لاقت الافلام المصرية المعروضة اقبالاً جماهيريا كبيراً وان كان متوقعاً وقد عقدت الفنانة نبيلة عبيد أمس مؤتمرا صحفيا حول فيلم "كشف المستور" ضمن فعاليات السينما للأسبوع حيث تم عرض الفيلم بسينما اللاندمارك أمس وسط حضور جماهيري كبير، وتم تكريم الفنانة نبيلة عبيد من قبل وزارة الثقافة والفنون والتراث وقام بتكريمها الخبير الثقافي ومنسق الاسبوع المصري موسي زينل ومنحها درعا تقديريا لما قدمته من جهود كبيرة أثناء مشوارها الفني. وقد أكدت الفنانة نبيلة عبيد في كلمتها علي أن وزارة الثقافة المصرية حاولت أن تأتي بفعاليات متنوعة تعبر عن الثقافة المصرية بمختلف مجالاتها ومختلف أشكالها حيث يحتوي برنامج الأسبوع السينمائي علي أفلام احكي يا شهر زاد، المومياء، كشف المستور، واحد صفر ، هليوبليس، جنينة الأسماك، زي النهاردة. مما يكشف عن التنوع الفعلي الذي قصده البرنامج من أجل امتاع جمهور الدوحة والاتيان له بمجموعة أفلام من أفضل الأفلام المصرية من أجل مشاركة قوية تأتي في صالح احتفالات الدوحة عاصمة الثقافة العربية . وقد لاقت ندوة الكاتب الصحفي صلاح عيسي والصحفي سليمان جودة نائب رئيس تحرير جريدة الوفد التي عقدت مساء السبت الماضي بعنوان" امكانيات تحقيق تعاون ثقافي عربي" اقبال جماهيري وقد اكد فيها الصحفي صلاح عيسي علي انه آن الاوان لأن ينطلق الجميع من التسليم بحقيقة ان هناك تعددية في المراكز الثقافية العربية باعتبار ان ذلك شرطاً اساسيا في اي تعاون ثقافي عربي فعال وقد لاقت الندوة اقبالا جماهيرياً كبيرا ثم تم فتح باب النقاش وقد حرص التليفزيون القطري علي اجراء حوار مع الصحفي صلاح عيسي بعد انتهاء الندوة. الصحافة القطرية ومن جهة اخري قامت الصحف القطرية بتغطية جيدة لجميع فعاليات الاسبوع حيث تابعت الوفد المصري منذ يوم وصوله وقد خصصت في اليوم التالي للافتتاح صفحات كاملة مثنية فيها علي اعضاء الوفد المصري وتمثيله المشرف بالافتتاح وواصفة اوبريت شهرزاد بالعرض الذي ابهر الجماهير فجاء في جريدة الشرق ان اداء الفنانين المتميز والديكور والاخراج سر نجاح العرض اما جريدة الراية فقد جاء فيها ان اوبريت الافتتاح انطلاقة قوية للاسبوع الثقافي المصري كما تم الثناء علي بانوراما الفن التشكيلي ومعرض الكتاب الذي وصفته جريدة الشرق بالمعرض الدسم، كما تابعت الصحف زيارة الوفد المصري للحي الثقافي وعموماً كانت هناك تغطية جيدة لجميع الفعاليات كما حرص التليفزيون القطري علي اجراء الحوارات المختلفة مع اعضاء الوفد المصري.
