عيوب منهجية في التوثيق للحركة الشيوعية المصرية حصل الناشر علي صور الوثائق الخاصة بمنظمة حدتو وعددها 78 وثيقة من أرشيف مجموعة روما المودع في معهد التاريخ الاجتماعي بأمستردام وضعت تواريخ خاطئة قائمة علي الظن لعدد كبير من الوثائق وتختلف تلك التواريخ عن التواريخ الفعلية التي تحملها الوثائق اللجنة التي قامت بالتوثيق غير مؤهلة ولم تتمكن من فهم بعض الوثائق ولم تستطع تصنيفها من قام بإعداد الوثائق للنشر لم يتمكن من تصنيفها ووقف أمام مجموعتين من الوثائق تتعلق الأولي بنشاط حدتو في المجالات الجماهيرية والعمالية والثانية خاصة بمشاركة الحركة في المنظمات والمؤتمرات الدولية تمهيد نشر "مركز البحوث العربية للدراسات العربية والأفريقية والتوثيق" المجلد الثاني من وثائق الحركة الشيوعية المصرية. وتم النشر في عام 2008 ويقع المجلد في 480 صفحة من القطع الكبير، ويحتوي علي وثائق تخص السنوات 1952 - 1953 وكان المجلد الأول قد صدر في عام 2007 في 504 صفحات، وشمل وثائق خاصة بالفترة 1944 - 1952 ويضم المجلد الثاني 86 وثيقة من بينها 78 وثيقة خاصة بمنظمة "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" المعروفة باسم "حدتو". موضوعات رئيسية بالوثائق تتعلق هذه الوثائق بنشاط حدتو في عدة مجالات من بينها المجال التنظيمي الحزبي ومجال النشاط الجماهيري. كما يتعلق البعض الآخر بمشاركة حدتو في فعاليات المنظمات الدولية الطلابية منها والشبابية والعمالية بالإضافة إلي فعاليات حركة السلام العالمية. وشمل مجال النشاط الحزبي موضوعات لها علاقة بالكفاح المسلح في منطقة القنال عام 1951، والموقف من الأحلاف العسكرية الغربية، ومن ثورة 23 يوليو 1952 كما شمل مطالبة حدتو من خلال اللجنة التأسيسية للاتحاد العام للنقابات بدءا من 1 أغسطس 1952، أي بعد أسبوع من قيام الثورة، بتحقيق العدالة الاجتماعية وإلغاء الأحكام العرفية وإعادة الحياة البرلمانية فورا. محمد نجيب "أعلن احترام الحريات وأعدم خميس والبقري" تبين الوثائق حدوث توتر بين حدتو ورجال ثورة يوليو بعد إعدام خميس والبقري زعيما عمال كفر الدوار في 7 سبتمبر 1952 كما عكس عدد من الوثائق الدفاع عن حق العمال في الإضراب والمطالبة بالحريات العامة، ودعوة ضباط الجيش وجنوده إلي النضال المشترك لتطبيق برنامج الضباط الأحرار. وقد كان ذلك البرنامج يدعو إلي النضال ضد الاستعمار ومن أجل الدستور والحياة النيابية. كما تبين الوثائق تصاعد مطالبة حدتو بالحريات بعد إلغاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 دستور 1923 وتعرض قيادات حدتو لحملة اعتقالات فور إلغاء الدستور في منتصف يناير 1953. ويتضح من تلك الوثائق تحول حدتو للمعارضة ومطالبتها بإسقاط الحكم العسكري. وأدانت إحدي الوثائق اعتقال الضابط أحمد حمروش ويوسف صديق عضو مجلس قيادة الثورة ، وطالبت بالإفراج عنهما وعن جميع المعتقلين. وجاء في هذه الوثيقة ان محمد نجيب، أي رئيس مجلس قيادة الثورة آنذاك، "أعلن حمايته للدستور ثم ألغاه، وأعلن احترام الحريات فأعدم خميس والبقري واعتقل الأحرار، وأعلن احترام الأحزاب السياسية ثم حلها". ودعت وثيقة ثالثة إلي الإفراج عن يوسف حلمي سكرتير أنصار السلام وعن الشاعر كمال عبدالحليم. كما شمل المجال الحزبي موضوعات أخري من بينها قضية توحيد الشيوعيين، والكفاح الفكري، والخلافات الحزبية الداخلية وانقسام حدتو في منتصف عام 1953 ويلاحظ أن بعض الخلافات داخل حدتو آنذاك كانت بشأن إصدار مجلة "الغد". فقد كان سيد سليمان رفاعي سكرتير عام المنظمة يقف ضد إصدارها. لكن كمال عبدالحليم وبقية القيادة أصروا علي إصدارها. وهو ما حدث بالفعل. كما غطت الوثائق المتعلقة بالنشاط الحزبي لحدتو أيضا مراسلات قادة حدتو بمصر مع "مجموعة روما" في باريس التابعة للمنظمة وتبادل الرأي معها في شأن بعض القضايا. أما الوثائق الخاصة بالأعمال الجماهيرية لحدتو فقد غطت، علي سبيل المثال، النشاط الخاص بتأسيس اتحاد عام لنقابات العمال إضافة إلي النشاط في مجال الطلاب والشباب علاوة علي قضايا أخري يتعلق البعض منها بالصحف والمجلات العلنية لحدتو مثل الملايين والغد. إن وثائق هذا المجلد النادرة تلقي الكثير من الضوء علي تطورات تلك الفترة من حياة مصر. مجموعة روما المصدر الرئيسي للوثائق حصل الناشر علي صور الوثائق الخاصة بمنظمة حدتو وعددها 78 وثيقة من أرشيف مجموعة روما المودع في "معهد التاريخ الاجتماعي" بأمستردام بهولندا. أما بقية وثائق المجلد البالغ عددها 8 وثائق فقد تم الحصول عليها من أفراد بينها وثيقة واحدة تخص منظمة "نحشم"، أي "نحو حزب شيوعي مصري" و7 وثائق خاصة بمنظمة "طليعة العمال". وينبغي التنويه بأن مجموعة روما هذه كان مقرها في باريس، وهي عبارة عن وحدة حزبية كانت تابعة لمنظمة حدتو. لكن لم تتم الإشارة إلي ذلك، بل ذكر المشرفون علي نشر المجلد ما يثير الالتباس عند القارئ؛ فقد قالوا في تعريفهم لكل وثيقة إن مصدرها هو: "وثائق مجموعة روما من المعهد الهولندي". وهذا التعريف غامض وخاطئ لا يفيد شيئا، بل يضلل القارئ. فإن المعهد الذي تم إيداع تلك الوثائق لا يحمل اسم المعهد الهولندي وإنما "المعهد الدولي للتاريخ الاجتماعي" بأمستردام في هولندا. وفضلا عن ذلك فإن القول بأن مصدر الوثائق هو "وثائق مجموعة روما" دون تعريف تلك المجموعة يجعل القارئ يتصور أن تلك المجموعة أجنبية وليست مصرية. كانت حدتو ترسل وثائقها ومطبوعاتها إلي باريس ليتم حفظها هناك بدءا من عام 1951 وبهذا تجمعت وثائق نادرة. وجري في الفترة 1992 - 1995 إيداع تلك الوثائق في ذلك المعهد لكي يستفيد منها الباحثون. ونود أن نشير هنا إلي أن مجموعة روما كانت تضم حوالي خمسين عضوا من بينهم: هنري كورييل، يوسف حزان، ريمون استامبولي، جويس بلاو، سارة بلاو، ريمون بريوتي، يعقوب باتامنيان، ديدار فوزي، مراد عثمان خلاف، وحلمي سلامة موسي. وينبغي التنويه هنا بأن يعقوب باتامنيان عضو مجموعة روما كان عضوا بالحزب الاشتراكي الفرنسي واستطاع الحصول علي خطة وموعد العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وقامت المجموعة بنقل هذه المعلومات إلي جمال عبدالناصر عن طريق كل من خالد محي الدين ويوسف حلمي وثروت عكاشة. وكان الثلاثة في أوروبا آنذاك. أخطاء تشوه الوثائق وتخلق صعوبات للباحثين يحتوي المجلد علي وثائق بالغة الأهمية. لكن تم نشرها بطريقة تثير إشكاليات لمن يريد الاستفادة بها. ويبدو أنه لم تتم قراءة تلك الوثائق قراءة متأنية لفهم محتوياتها جيدا وتصنيفها بناء علي ذلك. كما أن البعض منها غير مقروء نتيجة خطأ في تصويرها. وفضلا عن ذلك جاءت التعريفات التي تم بها تقديم كل وثيقة قاصرة أو خاطئة. كما تم وضع تواريخ خاطئة قائمة علي الظن لعدد كبير من الوثائق، وتختلف هذه التواريخ عن التواريخ الفعلية التي تحملها بعض الوثائق، كما تتناقض مع المعلومات الواردة في البعض الآخر. كما لم تتم الإشارة إلي مصدر بعض الوثائق مع أن مصدرها هو أرشيف مجموعة روما. ونعني بذلك الوثائق المنشورة بالصفحات 250 و281 و283 كما أن الوثيقة المنشورة بصفحة 345 تم تقديمها علي أنها تخص منظمة "حدتو" مع أنها تخص منظمة "طليعة العمال". كما أن مصدر هذه الوثيقة يحتاج إلي إعادة تدقيق. وعلاوة علي كل ذلك فإن فهرس المجلد لم يسلم من خطأ في الطباعة. لجنة توثيق غير مؤهلة إن اللجنة التي قامت بالتوثيق غير مؤهلة لهذه العملية. ولم تتمكن، علي سبيل المثال، من فهم بعض الوثائق ولم تستطع تصنيفها. وفضلا عن ذلك قام أحد أعضاء تلك اللجنة بتقديم بعض الوثائق بعبارات وتعليقات غير موضوعية. وعلي سبيل المثال اتهمت بعض تلك التعليقات بعض الوثائق بالتحيز دون أن يتم تحقيق تلك الوثائق. إن الذين أعدوا الوثائق للنشر غير متخصصين ولا يعرفون التاريخ الذي تتحدث عنه تلك الوثائق. استبعاد أًهل البيت لقد ذكر د.عاصم الدسوقي في المقدمة التي كتبها للمجلد أسماء الأشخاص الذين قاموا بقراءة الوثائق وتصنيفها وإعدادها للنشر، ولا يوجد بينهم أي شخص ينتمي إلي حدتو. حدث ذلك مع أن أكثر من 90 في المائة من الوثائق يتعلق بحدتو. وهو ما أدي إلي الوقوع في أخطاء عديدة. كان من المفترض أن يتم عرضها علي الذين كانوا ضمن قيادات حدتو وكوادرها. وما زال العشرات منهم علي قيد الحياة. ومن بينهم عدة أشحاص لهم صلات وثيقة بمجموعة روما وعلي معرفة بأرشيفها. ويمكننا الآن طرح أمثلة لبعض الأخطاء وأشكال القصور التي جاءت في هذا المجلد لكي يتم تفاديها عند إعداد المجلدات التالية من وثائق الحركة الشيوعية المصرية للنشر. أخطاء في تصوير الوثائق إن من الخطأ القول بأن السبب في أن بعض الوثائق غير مقروء هو أنها كانت مطوية لفترة طويلة. فإن عدد الوثائق المطوية ضئيل. أما الوثائق الأخري البالغ عددها 78 وثيقة فلم تكن مطوية. ونعني هنا الوثائق التي جاءت من أرشيف مجموعة روما. وقد أطلعت شخصيا علي تلك الوثائق قبل إيداعها في "معهد التاريخ الاجتماعي" بامستردام. وكانت محفوظة في ملفات وغير مطوية. تعود بعض أسباب وجود وثائق غير مقروءة إلي خطأ في عملية تصويرها. فقد أدي التصوير الخاطئ إلي ضياع التاريخ الحقيقي لبعض الوثائق وإلي ضياع عدة كلمات من سطورها سواء من الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر بالصفحة الأولي للوثيقة. ومثال ذلك الوثيقة المنشورة في صفحة رقم 203. وهي عبارة عن رسالة تاريخها 7 أغسطس 1953 بعث بها هنري كورييل من باريس إلي اللجنة المركزية لحدتو بالقاهرة يبدي فيها رأيه في قرارات أصدرتها تلك اللجنة في 28 يوليو 1953. وأدي التصوير الخاطئ لهذه الوثيقة إلي الضياع الكامل لتاريخ هذه الوثيقة المكتوب في سطرها الأول والقائل: "في 7 أغسطس سنة 1953"، وإلي ضياع ثلاث كلمات علي الأقل من الجانب الأيمن لكل سطر من سطور الصفحة الأولي وإلي ضياع السطرين الأولين من الصفحة الثانية بتلك الوثيقة علاوة علي كلمات من الجانب الأيمن والجانب الأيسر لبعض سطور تلك الصفحة. وقد استطعت القيام بعملية المراجعة والتدقيق هذه استنادا إلي نسخة من تلك الوثيقة احتفظ بها شخصيا. تواريخ قائمة علي الظن والتخمين من بين الأخطاء الشائعة المتكررة في المجلد الثاني أيضا وضع تواريخ تخمينية خاطئة لبعض الوثائق. وعلي سبيل المثال فإن الوثيقة المنشورة في صفحة 143 تم ذكر أن تاريخها هو عام 1953 في حين أن التاريخ الصحيح هو عام 1949. وعلاوة علي ذلك فإن التواريخ الظنية التي تم وضعها لبعض الوثائق لا يتفق مع المعلومات الواردة في تلك الوثائق. ونكتفي هنا بالإشارة إلي ثلاث وثائق. الوثيقة الأولي منشورة بصفحة 51 والثانية بصفحة 251 والثالثة بصفحة 257. إن المعلومات والتواريخ الواردة في الوثيقة الثالثة المشار إليها آنفا توضح أن تاريخها ليس عام 1953 وإنما عام 1955. فهذه الوثيقة تتحدث عن تطورات تتعلق بتكوين الحزب الشيوعي الموحد الذي تأسس في فبراير 1955، أي أن هذا الحزب لم يكن موجودا في عام 1953. إننا أمام عملية تشويه للتاريخ وليس عملية توثيق. عدم شرح معني الرموز الواردة في الوثائق إن المقدمة التي كتبها الدكتور عاصم الدسوقي للمجلد لا تعطي فكرة واضحة دقيقة عن الوثائق. ولم تهتم تلك المقدمة ولا البيانات التعريفية بالوثائق بتوضيح معني الرموز التي جاءت في بعض الوثائق حتي يمكن للقارئ أن يفهم مضمونها. ومن بين تلك الرموز كلمات "العائلة" و"الجماعة"، ويقصد بها منظمة حدتو ذاتها. كما أن كلمة "كليو" تعني مدينة الاسكندرية بينما تشير كلمة "سلم" إلي سكرتارية اللجنة المركزية، وتعني كلمة "مسلم" "المكتب السياسي للجنة المركزية"، لكن كلمة "مسلم" أشارت في بعض الوثائق إلي اسم حركي لعضو لجنة حدتو المركزية هو سيد ترك. وعلاوة علي ذلك لم يتم التفرقة بين الأسماء الحركية والأسماء الحقيقية الواردة في بعض الوثائق، ومن بينهم الناشر ابراهيم عبدالحليم والرسام زهدي والكاتب والصحفي صلاح حافظ، والروائي يوسف إدريس. عدم دقة التعريف بالوثائق إن التعريفات التي تم بها تقديم الوثائق جاءت قاصرة دوما وخاطئة في أحيان كثيرة. وسوف نشير في هذا الصدد إلي مجرد أمثلة تتعلق ببعض الوثائق، وهي عبارة عن رسائل. ويلاحظ أن الرسالة المنشورة بصفحة 47 والمؤرخة في 20 ديسمبر 1952 تم تعريفها بشكل خاطئ. كما تم إغفال أن صاحبها هو ابراهيم عبدالحليم مدير "دار الفن الحديث" التي كانت تابعة لحدتو مع أن اسمه مدون في نهاية الرسالة. وقد وضع المسئولون عن النشر تعريفا خاطئا لها يقول: "رسالة تتحدث عن وقف جريدة الملايين واستعداد الدار لإصدار جريدة أخري..." وهذا الكلام خاطئ. فلم تتحدث الرسالة عن "وقف" جريدة الملايين وإنما عن أن هذه الجريدة لم تعد تحت أيديهم بسبب بعض التطورات، ولهذا سيقومون بإصدار جريدة أخري أقوي في 7 يناير القادم. وقد أصدرت حدتو بالفعل الجريدة البديلة في يناير 1953 تحت اسم "الميدان"، أي صدرت بعد أيام من تاريخ تلك الرسالة. ورأس تحريرها صاحب الرسالة وهو ابراهيم عبدالحليم الذي كان عضوا بلجنة حدتو المركزية. غير أن مجلس قيادة ثورة 23 يوليو قرر فور صدور العدد الأول مصادرة الصحيفة وسحب رخصتها. ومن بين التعريفات غير الدقيقة أيضا ما يتعلق بالرسالة الواردة في صفحة 281. فقد قيل إنها: "رسالة إلي زهدي لتكوين لجنة لتتقدم في مؤتمر ممثلة لهيئة الدفاع عن حقوق الشباب المصري". يلاحظ أن هذا التعريف أغفل صاحب الرسالة وهو صلاح حافظ الصحفي الشهير والعضو القيادي بحدتو مع أن اسمه مدون في نهايتها. كما أغفل التعريف ذكر الأسماء المقترحة لتلك اللجنة. وهم الرسام زهدي والممثلة هدي زكي والروائي يوسف إدريس. عدم تصنيف الوثائق لم يتمكن الذين قاموا بإعداد الوثائق للنشر من تصنيفها. بل وقفوا حياري ، علي سبيل المثال، أمام مجموعتين من الوثائق. وتتعلق الأولي بنشاط حدتو في بعض المجالات الجماهيرية ومن بينها المجال العمالي. وتتمثل المجموعة الثانية في الوثائق التي تتعلق بنشاط حدتو ومشاركتها في المنظمات والمؤتمرات الدولية الخاصة بالشباب والطلبة والعمال. وتوجد بالمجلد بالفعل عدة وثائق تشير إلي مشاركة النقابي أنور مقار والرسام زهدي وهدي زكي ومحمد يوسف الجندي ويوسف إدريس في ذلك النشاط. كما يتضح من إحدي الوثائق أن الصحفي البارز صلاح حافظ كان مسئولا عن متابعة وتوجيه مشاركة وفد حدتو إلي المؤتمر العالمي للدفاع عن حقوق الشبيبة في 1953. وتبين الوثيقة بصفحة 47 والوثيقة المنشورة بصفحة 410 أن تلك المشاركات لم تكن عبارة عن مجرد إرسال وفود وإنما كان تتم المشاركة بمطبوعات وكتابات مصرية ويترجم بعضها إلي بعض اللغات الأوروبية، كما كان يشارك في التحضير للمشاركة في تلك الفعاليات أبرز الفنانين والكتاب والمثقفين المصريين. وهو ما تشير إليه الوثيقة المنشورة بصفحة 410. وهي عبارة محضر اجتماع اللجنة التحضيرية لمهرجان الشباب العالمي الذي انعقد في 2 أغسطس 1953 بمدينة بوخارست في رومانيا. وقد تشكلت تلك اللجنة من 36 شخصية من بينهم سبعة مخرجين سينمائيين بارزين وخمسة من كبار الكتاب وثلاثة أساتذة بكلية الفنون الجميلة. وكان بين المخرجين السينمائيين كمال الشيخ وعبدالقادر التلمساني ومحمد كامل مرسي وكمال عطية وحسن رضا. وضمت مجموعة الكتاب والصحفيين صلاح حافظ وعبدالرحمن الشرقاوي وعبدالرحمن الخميسي ومختار العطار. أما أساتذة الفنون الجميلة فهم جمال السجيني وأحمد أمين عاصم وعبدالفتاح البيلي. كما كان الفنان التشكيلي زهدي ضمن اللجنة التحضيرية. وضمت اللجنة التحضيرية أيضا عددا من النساء من بينهن سيزا نبراوي عضو مجلس السلام العالمي ونائبة رئيسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، والممثلة والراقصة تحية كاريوكا. خاتمة إن الوثائق النادرة والمهمة الورادة في المجلد الذي تناولناه هنا تلقي الكثير من الضوء علي إحدي مراحل التاريخ وما كان يدور فيها من فعاليات. وعلي الرغم من كل الملاحظات التي طرحناها آنفا فإن من الضروري التشديد علي أن تلك الوثائق تشكل ثروة لا غني عنها لدراسة تاريخنا الوطني. ونقترح علي ناشر المجلد الذي احتوي تلك الوثائق أن يقوم بإصدار ملحق للمجلد يحتوي علي تصويب للأخطاء وأشكال القصور التي جاءت بالمجلد. وما استعرضناه هو مجرد أمثلة.